رسالة غير عادية للرئيس السيسي: شعبك يشعر بالقهر… والأزهر يطالب بمواصلة مقاطعة السلع السويدية

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: وجدت السلطة القائمة نفسها ومن ورائها حكومة الدكتور مصطفى مدبولي في مواجهة لحظة نادرة من الغضب الشعبي غير المسبوق إذ اجتمع على الناس عدوان في التوقيت نفسه، “الظلام والغلاء”. وانتقل الغضب من خندق خصوم السلطة لأنصارها، إذ شهدت الساعات الماضية مزيدا من الهجوم الموجه صوب الحكومة التي اتهمها عدد من السياسيين والبرلمانيين من تيارات شتى بالفشل الذريع في التعامل مع الأزمة. وعلق ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل والمنسق العام للائتلاف الوطني للأحزاب السياسية المصرية، على الانقطاع المتكرر للكهرباء في عز الأجواء الحارة التي تشهدها مصر، وقال: “انقطاع الكهرباء المتكرر في كل أنحاء الجمهورية شهادة فشل كبير لوزارة الكهرباء، وتؤكد ضرورة التغيير وضخ دماء جديدة برؤية جديدة وإخلاص شديد للوطن والمواطن.. التغيير بات مطلبا جماهيريا”.. وعبثا سعت الحكومة لإقناع المواطنين بأن الأزمة أكبر من إمكاناتها، ولا سبيل أمامها سوى إعادة توزيع الأحمال حتى تمر موجة الحر بسلام. وعن أزمة ارتفاع أسعار السجائر علق إبراهيم إمبابي رئيس شعبة التدخين في اتحاد الصناعات قائلا: «كوميديا سوداء فين رئيس الوزراء والحكومة في مارينا ولا العلمين عشان أروحلها تشوف حل» – حسب تعبيره. وكشف أن وزير المالية الدكتور محمد معيط يريد تحصيل 86.9 مليار جنيه من هذا القطاع؛ لزيادة ميزانية التعليم والصحة. وأشار إلى أن الشعبة اجتمعت مع أحمد كوجك نائب وزير المالية، للاتفاق على بنود من شأنها الحفاظ على خزانة الدولة والشركات المنتجة، فضلا عن الحفاظ على المستهلك. وأشار إلى أن الزيادات التي تشهدها أسعار السجائر المستفيد الأول منها التجار وليس الحكومة أو خزانة الدولة، موضحا أن الإنتاج المحلي يكفي الاستهلاك في الوقت الحالي، ولكن في المستقبل لن يستطيع سد الاحتياج من هذه السلعة، نظرا لعدم وجود اعتمادات مالية لاستيراد المواد الخام. ومن اخبار الساحرة المستديرة: أكد مصدر داخل النادي الأهلي أن النصر السعودي بالفعل تواصل مع النادي بشأن التعاقد مع الحارس الدولي محمد الشناوي، وأكد المصدر أن النادي السعودي لم يُرسل عرضا رسميا، لكن كان هناك كلام شفهي، ويرتبط الشناوي بعقد مع الأهلي ينتهي في 2025. وتابع المصدر أن هناك نية من إدارة المارد الأحمر لمناقشة عرض النادي السعودي، خصوصا لرغبة الحارس في تجربة الاحتراف. وتوج الفريق الكروي في النادي الأهلي مساء الأربعاء الماضي بدرع الدوري الممتاز، بعد صدارة الترتيب وتقديم موسم استثنائي. وكشف سيد عبد الحفيظ مدير الكرة في النادي الأهلي في يناير/كانون الثاني الماضي عبر الموقع الرسمي للنادي عن تلقي الشناوي عدة عروض كان من بينها ناديا النصر السعودي وويجان الإنجليزي، ولكن فضل الحارس مصلحة الأهلي.
تطرف بغيض

أدان الأزهر الشريف ممارسات السلطات السويدية في حق مقدساتنا الإسلامية تحت شعار «حرية التعبير» الزائف، مشددا وفق ما أشارت إليه منال الوراقي في “الشروق”، على أن ما تقوم به السلطات السويدية من مواصلة منح موافقات لحرق كتاب الله -عز وجل- ليعكس سياسات فوضوية وتطرفا بغيضا ودعما للإرهاب ومعاداة للمسلمين في ربوع الأرض. وشدد الأزهر على أن السماح لهؤلاء الإرهابيين المجرمين بحرق المصحف يمثل جريمة بحق الإسلام وحق الأديان والإنسانية، ووصمة عار على جبين هذه المجتمعات، التي أثبتت بممارساتها أنها أقرب الشعوب إلى العنصرية والفوضى وازدواجية المعايير وأبعدها عن الحرية الحقيقية واحترام الأديان والشعوب. ودعا الأزهر جميع الشعوب العربية والإسلامية للاستمرار في مقاطعة كل المنتجات السويدية نصرة لله وكتابه الكريم، وأن ينضم لهذه الدعوة كل أحرار العالم، وأنَّ أي تخاذل في اتخاذ مواقف صارمة تجاه ما تنتجه السويد هو دعم لهذه الجرائم، وتشجيع لهولاء المجرمين الذين يظهرون عداوتهم لكتاب الله ولدين الإسلام لمواصلة جرائمهم، ودعم لهذه المجتمعات التي لا تعرف إلا المادة وسيلة وغاية. والأزهر إذ يدعو الشعوب العربية والإسلامية لاستمرار مقاطعة المنتجات السويدية؛ فإنه يدعو الدول الإسلامية والعربية كافة إلى استمرار اتخاذ مواقف موحدة وجادة تجاه سياسات السويد الهمجية والمعادية للإسلام والمسلمين، والتي لا تحترم مقدسات الأديان، ولا تفهم إلا لغة المال والمصالح المادية.

لن تصل

قررت إلهام عبدالعال في “موقع نبض”، التخلي عن مخاوفها ومخاطبة أعلى سلطة في البلاد بسبب ما يعانيه المواطن: السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي هل شعرت يوما بالقهر؟ لا أظن.. شعبك يشعر الآن بالقهر.. المواطن الشريف المحترم العامل في كل مجال اليوم يشعر بالقهر، فلا راتبه من العمل يكفيه، ولا هو قادر على بيع ضميره ليحصل على ما يعينه على الحياة.. المواطن الشريف المحترم الذي يتقاضى معاشا اليوم يشعر بالقهر، فالمعاشات التي تتراوح بين 1500 إلى 2500 جنيه، أو حتى إلى 3500 جنيه لا تكفي الاحتياجات الأساسية للحياة. وزاد على الجميع قهرا آخر لا حل له إلا بتدخلكم. إنه انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، الذي يؤدي إلى الشعور الشديد بالقهر، ليس فقط بسبب ارتفاع درجات حرارة الجو والشعور بالحر والتهابات الجلد التي تصيب أطفاله.. لكن أيضا بسبب تلف الأطعمة التي اشتراها لإطعام أطفاله.. هذا القهر لن تشعر به الفئات المستثناة ولا كبار رجال الدولة.. هذا القهر يشعر به رجال عاشوا مستورين من الناس رغم ضآلة المعاش، وكشف عنهم الستر برفع أسعار الخدمات والمرافق ونقص العلاج وارتفاع أسعار الغذاء، ثم قطع الكهرباء. إذا افترضنا أن أحدهم نتيجة رحيل زوجته أو مرضها يستعين بمن يعد له ولأبنائه الطعام الذي يكفي لأسبوع… هذا الطعام يكلفه ربع معاشه… هذا الطعام فسد بسبب انقطاع الكهرباء.. من أين له بطعام آخر، ومن أين يغطي هذا النقص الشديد في الطعام، وهو لا يملك فائضا من المال لتعويضه.. هذا مجرد مثال.. المرضى الذين تضاعفت أسعار الدواء عليهم عدة مرات يشعرون بالقهر. المرضى الذين لا يجدون أدوية لأمراضهم المزمنة يشعرون بالقهر. الأهل الذين يرون أطفالهم في البيوت يصرخون من الألم بسبب الالتهابات الجلدية الناتجة عن ارتفاع حرارة الجو وارتفاع الرطوبة وانقطاع المياه يشعرون بالقهر، أي قهر هذا الذي يشعر به الأهل وهم لا يستطيعون توفير أبسط الأشياء لأبنائهم الصغار، حتى هواء المروحة وماء الصنبور غير متاح.

شعارنا العوز

تابعت إلهام عبدالعال التشبث بشجاعتها في مخاطبتها الرئيس: العاملون في الخارج يشعرون بالقهر، إما لأنهم خرجوا من الوطن قهرا بسبب صعوبة الحصول على العمل والسكن.. أو لأن مدخراتهم التي تعبوا في جمعها في غربتهم وحولوها إلى الوطن تلاشت قيمتها. بعضهم حول كل مدخراته لشراء وحدات سكنية في العاصمة الإدارية، نعم قالوا إنها مشروع الرئيس الذي سيكون شبيها بتلك المدن التي نحيا فيها خارج الوطن. حولوا كل مدخراتهم وبعضهم باع ممتلكاته في بلاد الغربة، وحول العملة الأجنبية ليشتري في العاصمة، والنتيجة فقدت أموالهم ثلاثة أرباع قيمتها، ومع تأجيل تسليم الوحدات في العاصمة في بعض الشركات لأربع وخمس سنوات بعد الموعد المحدد في العقود شعروا بأنهم اشتروا الوهم، أي قهر هذا؟ خرجوا من بلدهم قهرا وجمعوا المال من بلاد الغربة بقهر الحرمان من الوطن والأهل، وعندما أرادوا العودة للوطن، ضاعت أموالهم داخل الوطن.. سيادتك قلت إن هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه.. فهل حنت حكومتك على شعب مصر؟ وهل أنتم راضون عما يعانيه الناس. نعم أنا أعيش خارج الوطن، في بلد لا ينقطع فيها كهرباء ولا ماء، لكني أنا أيضا شعرت وأشعر بالقهر. نعم عندما تعرضت لظلم في عملي داخل الوطن ولم أجد من يتلقى شكواي ويحقق فيها ليرفع عني الظلم شعرت بالقهر. وما زال الشعور بالقهر يلازمني وأنا أرى انعدام المعايير والوساطة والمحسوبية تتحكم بكل شيء، أشعر بالقهر لإني لا أستطيع العودة للعيش في حضن وطني. صدمتني شكاوى أهلي وأصدقائي، يقولون لي لا تعودي.. نحن نعاني ونبحث عن مخرج ولا نجد، يقولون إن الحياة صارت شبه مستحيلة، الغلاء ونقص الدواء والخدمات، وزاد عليها انقطاع الكهرباء. أشعر بالقهر وأنا محرومة من حضن وطني بسبب صعوبات الحياة داخله، فهلا حنوت على شعب مصر الذي التف حولك واختارك قائدا له؟

فرار قسري

تجاهل المسؤولون، القاهرة، فقرروا وفق ما قالته نادين عبد الله في “المصري اليوم”، بناء مناطق جديدة موازية لها. والمشكلة هي أن هذا القرار دفع المقتدرين إلى الفرار من واقع بات صعبا، فالقاهرة بفوضاها وتلوثها أصبحت مكانا صعبا للعيش. والغالبية العظمى من سكانها يُحكم عليهم بمستوى معيشة متدنٍّ، ويجدون أنفسهم في محاولة للهروب منها إلى أطرافها الأكثر راحة، حتى لو كانت عليهم الاستدانة. الفوارق الطبقية حقيقة موجودة في جميع المجتمعات، ولكن حدتها تتفاوت حسب نوعية السياسات المتبعة. في بعض المجتمعات الغربية والآسيوية، عملت الدولة على توسيع الطبقة الوسطى بحيث أصبحت تعيش في العواصم دون عزلة عن بقية أفراد المجتمع، وبذلك أصبحت الفوارق الطبقية استثناء نادرا وليس قاعدة. كما اهتمت هذه الدول بتعزيز الشفافية في جميع جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية، ففي المجتمعات التي يسود فيها القانون والشفافية، يدرك الجميع بشكل تقريبي تفاصيل رواتب معظم المهن المربحة، ويستطيعون تصور مستوى معيشتهم، وهذا الوضع، الذي ينعدم فيه التلاعب والفساد، يقلل من الشعور بالظلم والإحباط، ويجعل الناس ينظرون بشكل ربما أكثر إيجابية إلى الأفراد الأكثر ثراء، بدلا من التطلع إليهم بضغينة أو سلبية. وفي المقابل، يبقى وضع البلدان التي لا تزال الأمور تسير فيها بالمحسوبية والرشوة معقدا ومقلقا. الفقر يزداد قسوة في تلك المناطق، وينشأ شعور ضمني بالظلم والقهر لدى الأفراد المحرومين. وللأسف، هذا النمط يؤثر سلبا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. لتحسين الوضع، وتقليل الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، ينبغي أن تكون الأولوية للدول هي تنفيذ سياسات تعزز العدالة والمساواة المكانية والاجتماعية، وتكافح الفساد والمحسوبية. عندئذٍ يمكن للمجتمع أن يسعى نحو مستقبلٍ أكثر إشراقا واستقرارا، حيث يمكن للجميع أن يعيش بكرامة وتحت سقفٍ واحد يضمن للجميع فرصا متساوية للنجاح والتقدم.

أين الحقيقة؟

احتاجت الحكومة لتخفيض أحمال الكهرباء وقطعها عن الناس بالتناوب لكي توفر في استهلاك الغاز الذي تستخدمه المحطات في إنتاج الكهرباء لتصدره وتحصل على نقد أجنبي نحن في حاجة كبيرة له.. هذا ما قالته الحكومة مؤخرا بعد ارتفاع الشكوى من قطع التيار الكهربائي عن الناس في موجة الحر الشديدة التي تمر بها البلاد حاليا. والسؤال الذي يصر عليه عبد القادر شهيب في “فيتو”: لماذا لم تقل الحكومة ذلك للناس قبل أن تشرع في قطع الكهرباء، وآثرت الانتظار حتى ارتفعت أصواتهم بالشكوى من انقطاع الكهرباء؟ وبصيغة أخرى.. لماذا لا تفسر الحكومة ما تفعله بعد وليس قبل أن تفعله؟ أن الحفاظ على التواصل مع الرأي العام يقضي بألا تفاجئ الحكومة الناس بقرارات وأفعال، ثم تشرح لهم أسباب قيامها بذلك، وإنما يتعين عليها أن تخبر الناس مسبقا بقراراتها وأفعالها، وأن تشرح لهم لماذا اتخذتها أو لجأت إليها حتى يتقبلوها أو يتفهموها، لأن هذه القرارات والأعمال تمس حياتهم وتؤثر عليهم، لكن اللافت للانتباه أن الحكومة تفاجئ الناس أولا بقراراتها وأفعالها، وعندما يكثر الحديث حولها والشكوى من آثارها تنطلق لتشرح لهم لماذا اضطرت لاتخاذ هذه القرارات، أو القيام بهذه الأفعال، بل أن هذا كان دوما سمة تعامل الحكومات مع الناس في بلادي، رغم أن التفسير والشرح المسبق لقرارات الحكومة وأعمالها يعفيها من الكثير من الانتقادات التي تتعرض لها من المواطنين. على كل حال هذه دعوة للحكومة أن تجرب أسلوب الشرح المسبق للناس لقراراتها وأفعالها، لعلها إذا جربت ذلك يصير نهجا لها وللحكومات التي سوف تأتي بعدها أيضا، لإنها سوف تكسب على الأقل هدوء البال الذي سيحققها لها هدوء انتقادات الناس وشكواهم.

تصور خاطئ

يزداد الحديث مؤخرا عن انشقاقات وشروخ هيكلية بدأت تعرفها العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، لدرجة تحذير توماس فريدمان الكاتب الأمريكي اليهودي الشهير، للشعب الإسرائيلي، من أن الرئيس جو بايدن، قد يكون آخر رئيس ديمقراطي مؤيد لإسرائيل. ويرى محمد الشناوي في “الشروق” أن فريدمان، وغيره من المعلقين، يتبنون هذا الطرح الخاطئ، الذي يعكس أوهاما في عقول أصحابها بما يتجاهل الواقع الفعلي لعلاقات الدولتين الثنائية، أو لواقع علاقات واشنطن مع الفلسطينيين، أو حتى واقع علاقات الولايات المتحدة مع الدول العربية خاصة الخليجية منها. يملك الرئيس بايدن أكثر من نصف قرن من العمل العام وهو، ما سمح له ببناء سجل طويل من التزامه القوي بحماية أمن إسرائيل وتعزيز الشراكة الأمريكية الإسرائيلية، فقد اعتبر خلال حملته الانتخابية عام 2020 أن دعمه لإسرائيل «شخصي للغاية ويمتد طوال حياته المهنية». وعلى الرغم من تعهد بايدن بإعادة المبادئ الحاكمة التي وجهت الدبلوماسية الأمريكية نحو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويشمل ذلك في الأساس دعم حل الدولتين، ومعارضة ضم إسرائيل المزيد من الأراضي أو بناء مستوطنات جديدة، فإنه لم يتراجع عن قرار الرئيس السابق دونالد ترامب بنقل سفارة واشنطن إلى القدس، أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، ولم يُعد افتتاح قنصلية بلاده في شرقي القدس، ولم يسمح بإعادة عمل البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن، بعدما أوقفها ترامب عن العمل. كما تسخر إدارة بايدن من شركائها العرب، إذ لا تزال تكرر أنها تهدف إلى إعادة فتح قنصليتها في القدس، التي أغلقها الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2019، إلا أنها لا تقدم جدولا زمنيا، ولم تبدأ أي إجراءات عملية في هذا الاتجاه، على الرغم من مرور أكثر من عامين ونصف العام على بدء حكم بايدن، وذلك خشية إغضاب إسرائيل.

علامات المحبة

ويواصل محمد الشناوي كلامه قائلا: منذ تأسيس إسرائيل عام 1948، والاعتراف الأمريكي الفوري بها، وهي تتمتع بدعم يتخطى الانتماء الحزبي، إذ تتنافس قيادات الجمهوريين والديمقراطيين على إرضاء إسرائيل ولوبياتها القوية في الولايات المتحدة، من هنا تقدم واشنطن دعما كبيرا لتل أبيب، سواء في صورة مساعدات مباشرة، أو دعم دبلوماسى على الساحة الدولية. وعلى سبيل المثال تُلزم مذكرة تفاهم توصل إليها الطرفان حول المساعدات العسكرية، مفادها تزويد الولايات المتحدة إسرائيل بمبلغ 3.3 مليار دولار من التمويل العسكري الأجنبي، وإنفاق 500 مليون دولار سنويا على برامج الدفاع الصاروخي المشتركة سنويا حتى عام 2028. ويكرر بايدن، كما سبقه بقية الرؤساء الأمريكيين، دعمه (عديم الجدوى) لحل الدولتين، ولم يقدم بايدن على التنديد بموقف رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي قال منذ أيام «إنه يجب العمل على اجتثاث فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، وقطع الطريق على تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة لهم». ولا تفكر النخبة أو المؤسسات السياسية الأمريكية في عقاب إسرائيل أو فرض عقوبات على مسؤوليها على ما تم، أو ما يتم اقترافه من جرائم ومخالفات يُصنفها العديد من المؤسسات الدولية في خانة «جرائم حرب». ولا يجرؤ البيت الأبيض أو لجان الكونغرس على مجرد طرح فكرة وضع شروط على المساعدات الموجهة لإسرائيل، أو وقفها سواء كعقاب على ما تقوم به، أو حتى كورقة ضغط لدفعها للتحرك تجاه منح الفلسطينيين دولتهم المشروعة. ولا يمثل معارضة رؤية إدارة بايدن لما يريد ائتلاف نتنياهو الحاكم تمريره، وهو ما يعرف «بالإصلاح القضائي»، ما من شأنه أن يُقلل بشكل حاد من قدرة المحكمة العليا الإسرائيلية على الإشراف على قرارات وتعيينات الحكومة الإسرائيلية، ضربة لعلاقات الدولتين كما يدعى البعض. وعبّر بايدن عن احترامه لحق إسرائيل في اختيار طريقها الخاص، من دون تدخل حليفها الأمريكي في مسألة داخلية، في وقت يدعم فيه الحزب الجمهوري تحركات نتنياهو، وكذلك لم يعبر فيه أحد من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، عن عقوبات أو عن تراجع أو تحجيم علاقات الدولتين. ولا يمثل موقف بايدن تغيرا أمريكيا في علاقتها بإسرائيل في أي صورة من الصور. لا تريد إدارة بايدن أن ينفجر الوضع في الضفة الغربية ويخرج عن السيطرة، وهي كذلك لا تترك فرصة إلا وتؤكد دعمها غير المحدود لإسرائيل.

عذاب لا يطاق

من المؤكد أن الدنيا ليست حرا فقط، بل هي أسخن من ذلك بكثير، بحيث أصبح هذا القول قاصرا عن التعبير أو الإلمام الصحيح بالواقع، وأن كلمة «الدنيا حر» أصبحت وصفا متواضعا جدا لما نتعرض له هذه الأيام، من سخونة شديدة تشعها الأرض ونار حارقة تقذفنا بها الشمس. تابع محمد بركات في “الأخبار”: قلت هذا يوم الجمعة الماضي، وقبل أن يهبط علينا ويحيط بنا ذلك «الهلاك الحراري» المسمى منخفض الهند الموسمي، الذي فاق في سخونته وحرارته كل احتمال، وتعدى في رطوبته ولزوجته كل الحدود، بحيث أصبح ما كان قبله أكثر رحمة بكثير مما جاء به، وما وقع فيه لنا ولكل الناس، ليس عندنا في مصر فقط، بل في كل الأنحاء المحلية والإقليمية، بل أيضا إلى ما هو أبعد من ذلك في طول العالم وعرضه من أمريكا وحتى الصين واليابان وكندا وأوروبا كذلك. وفي هذا الذي نتعرض له هذه الأيام، لا نملك غير أن نتوجه بالدعاء لله الرحمن الرحيم بأن يكون في عوننا جميعا، في مواجهة موجة الحر الحادة وشديدة الوطأة، التي نتعرض لها حاليا في هذا الصيف الملتهب بحرارته اللافحة وسخونته القاسية، التي تشوي الوجوه وترهق الأجساد وتقض المضاجع، وتباعد بيننا وبين هدوء النفس وصفاء العقل. أن ما نتعرض له الآن من متغيرات حادة وجسيمة في المناخ بلغت ذروتها في ما نراه ونتعرض له حاليا من موجات شديدة الحرارة والرطوبة في الصيف، وأخرى قارسة البرودة في الشتاء. وأحسب أن الكل أصبح على علم ومعرفة يقينية حاليا، بأن ما نتعرض له الآن وخلال السنوات القليلة الماضية من تقلبات حادة في المناخ، وتغيرات جسيمة في الطقس، هي نتاج تلقائي وطبيعى للعبث الإنساني بالطبيعة في كل أنحاء العالم، خاصة في الدول الصناعية الكبرى والعالم المسمى بالمتقدم على وجه الخصوص. والمؤكد أن ما تسبب فيه الإنسان من تلوث كبير للهواء والتربة والمياه، وما نتج عن هذا التلوث من احتباس حراري، وارتفاع في نسبة انبعاث الغازات الدفيئة في الجو، وزيادة نسبة ثاني أوكسيد الكربون بالذات في الغلاف الجوي قد أدى إلى الارتفاع الخطر في درجة حرارة الأرض، وصولا إلى زيادة معدل ذوبان الجليد في القطبين وارتفاع منسوب المياه في المحيطات والبحار.

موجة حر غير معتادة

شهد هذا الأسبوع موجة حارة غير معتادة في مثل هذه الأيام من العام، أكثر ما اتسمت به تلك الموجة كما يقول عمرو هاشم ربيع في “الشروق”، إنها ضربت العالم كله تقريبا، لا سيما المناطق التى اعتاد المناخ فيها أن يكون في مثل تلك الأوقات يتسم بالاعتدال. فبلدان أوروبا والولايات المتحدة التي تصل أقصى درجات الحرارة فيها إلى الـ35 درجة، تشهد هذه الأيام ارتفاعا غير مسبوق، وصلت شدته إلى 45 درجة في بعض المناطق، ضاربة عرض الحائط جميع التوقعات، حتى تلك التي تحسب حساب الاحتباس الحراري وموجة الاحترار الناتجة عن الانبعاثات الحرارية المتمثلة في الأساس في غازات أول أوكسيد الكربون والنيتروز والميثان.
أبرز المشاهد على تأثر بلدان العالم بالموجة الحارة اليوم، كثرة حرائق الغابات، والصعوبة التى تجدها الدول في عمليات الإطفاء، وكذلك اندفاع المياه بكثرة بسبب الانهيارات الجبلية الجليدية، التي وسمت المناطق القطبية على مدار العالم في أقصى شمال وجنوب المعمورة، وكل ذلك يسبب تجريف التربة، وتآكل الشواطئ، ونحر البحر، ما يزيد من مساحة المياه على كوكب الأرض والمعروف بالكوكب الأزرق، والمتمثلة في 71% من مساحته الكلية. واحد من أكثر الأمور التي ساهمت في تلك الموجة الحارة، إن لم يكن أوحدها على الإطلاق، شدة الانبعاثات الحرارية، خاصة من قبل الدول الصناعية الكبرى. وحتى بالنسبة إلى دولة كالصين وصل إنتاجها من الطاقة المتجددة وعلى رأسها طاقة الرياح والأمواج والشمس نحو 7000 جيجاوات، إلا أنها ما زالت تعتمد بشكل رئيس على الطاقة الناتجة من الفحم الحجري، ما يجعل مناخ العالم نتيجة تلك الانبعاثات غير مألوف بالنسبة لدرجات الحرارة. بطبيعة الحال، فإن وضع مصر من كل هذه الأمور يتسم بكونها متأثرة وليس مؤثرة، فهي تساهم في تلك الانبعاثات بشكل يكاد لا يذكر، لأنها دولة غير صناعية، وهي لا تنتج في أفضل الأحوال من الغازات المسببة لتلك المشكلات سوى ما يقرب 250 مليون طن، أي ما يشكل 0.5% من جملة الانبعاثات العالمية. أما مجالات تأثر مصر بتلك الموجة الحارة فهي كثيرة، فعلى الصعيد الشخصي خرج عديد المصريين إلى الشواطئ والمنتزهات الساحلية بغية الترويح عن النفس، لمواجهة عناء حرارة الجو المرتفعة وغير المسبوقة في هذا الوقت من العام. وعلى الصعيد العام، فإن موجة الاحترار أثرت في المزيد من استهلاك الطاقة الكهربائية، بسبب تشغيل عديد الأجهزة الكهربائية التي تساهم في تلطيف الجو.

الانبعاثات الحرارية

وعلى الرغم من أن هذا الاستغلال لا يجهد الإمكانات المصرية المتوافرة من الطاقة، بسبب وجود فوائض في الطاقة الكهربائية ما زال كبيرا وغير مستغل، إلا أن هناك كما يرى عمرو هاشم ربيع، عديد التأثيرات التي تجعل من هذا الاحترار تأثيرا غير محمود على عملية التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية، وتزداد تلك التأثيرات وطأة لأنه من الصعب دفع ضررها بالإمكانات الذاتية، ناهيك عن أنها انبعاثات لا تعرف الحدود السياسية للدول، ومن ثم يصعب تحميل طرف دون غيره مسؤوليتها، كما يصعب صدها لأنها لا تأتي من جهة دون أخرى، وإن كان سببها يرجع إلى مخلفات الصناعة. الزراعة ومياه الري هي أبرز المتأثرات بتلك الموجة. إذ أن الاحترار يؤثر في التركيب المحصولي والدورة الزراعية التي تعرف محاصيل شتوية تقليدية كالقمح، وأخرى صيفية كالذرة والأرز. ما سبق من أمور يؤثر بلا شك في العائد والكم والجودة المنتظرة من المحصول، بسبب التأثر بحرارة غير طبيعية، وبالتبعية بشح المياه، وبأمطار تهطل في أوقات غريبة وغير معتادة، ورياح ترابية عاتية أحيانا، وكذلك بظهور أنواع جديدة من الآفات. ارتفاع الأمواج ونحر البحر في الدلتا هي أيضا من الأمور التي تتأثر بالانبعاثات الحرارية. أبرز الأمور التي يمكن أن يتم عبرها مواجهة تلك الموجات الحارة، هو مواجهة أسبابها وهو الانبعاثات الحرارية، ويتمثل ذلك على وجه الخصوص في تلقى مزيد من المنح والهبات من الدول المعروف أنها مسببة للانبعاثات الحرارية نتيجة المبالغة في تلويث البيئة من خلال عمليات التصنيع المسبب لاستشراء الغازات السامة في جو المعمورة، وتخصيص تلك المساعدات المالية في برامج مواجهة الانبعاثات الحرارية، ما يفضي في النهاية إلى تقليل تداعيات تلك الانبعاثات. ولعل أبرز الأمور المرتبطة بذلك هو دعم التنمية المتمثلة في الاقتصاد الأزرق، أي تنمية المناطق المطلة على البحرين الأحمر والمتوسط، بما يقي تلك المناطق من مخاطر الانبعاثات الحرارية، إضافة إلى دعم برامج الطاقة المتجددة خاصة تلك القائمة على استغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

جديرة بالقراءة

واقعة جديرة بالاهتمام من صفية مصطفى أمين في “المصري اليوم”: التقيت بها قبل عشر سنوات. كانت حزينة تعيسة. عرفت أن زوجها قال لها إنه مسافر لمدة أسبوع في مهمة عمل في بلد عربي، وفوجئت به في اليوم التالي لسفره، يرسل إليها ورقة الطلاق. لم تعرف سببا للطلاق، فهما لم يختلفا أبدا، ولم يتشاجرا، كانت تعمل دائما على راحته وسعادته، لم يقل لها خلال السنوات التي عاشتها معه كلمة تجرحها أو تسيء إليها. رفضت أن تغادر بيتها، وحاولت أن تتصل به، فرفض أن يسمعها. لجأت إلى أهله وأصدقائه، فأكدوا لها أنه يرفض أن يتحدث في هذا الموضوع لأنه طوى هذه الصفحة من حياته، واعتبرها كأنها لم تكن. وذات يوم، خرجت تزور أسرتها، ثم رجعت إلى بيتها، فإذا بالمفتاح لا يفتح باب الشقة، واكتشفت أنه غيّر الكالون. لم تستطع الدخول، وعادت إلى بيت أهلها، بعد عدة أيام، أرسل إليها زوجها السابق ملابسها ومفروشات البيت. حاولت أن أخفف عنها أزمتها، وبعد مجهود كبير أقنعتها بأنه لا يوجد رجل في هذه الدنيا يستحق التفكير في الانتحار، مرت الأيام، ووجدت السيدة اليائسة وظيفة محاسبة في مصنع. أعطت كل جهدها ووقتها للعمل. لم تعد تفكر في الماضي، وركزت كل عقلها في عملها. بعد ثلاث سنوات من عملها في المصنع، التقت بصاحب المصنع الذي أُعجب بشخصيتها، عندما دخل في غرفة كانت تجلس فيها مع عشرة مراجعين ومراجعات، فوقفوا فور دخوله، أما هي فلم تلتفت إليه، واستمرت في تأدية عملها. أُعجب صاحب المصنع بجديتها وتصرفها، فأمر بنقلها سكرتيرة في مكتبه، وتزوجها بعد عام. أنجبت منه بنتا.. وعاشت سعيدة لفترة، إلى أن مات زوجها الأول، وترك وصية، قال فيها إنه ترك لها نصيبها الشرعي (كزوجة) في ميراثه لأنه كان يحبها، وطلقها لأنه عرف من الأطباء أنه لن يعيش سوى بضعة شهور، ولم يشأ أن يظلمها وهي في مقتبل العمر. عندما قرأت وصيته شعرت بأنها لا تزال تحبه، وبكته كأنه مات في ذلك اليوم. لم تستطع أن تخفي مشاعرها عن زوجها الثاني الذي كان نبيلا، وتقبل الوضع.. ولم تظهر عليه مشاعر الغيرة. ظلت حزينة على زوجها السابق، لدرجة أنها أطلقت اسمه بموافقة زوجها على ابنها الذي أنجبته بعد ذلك. تصوروا أن هؤلاء البشر كانوا يعيشون معنا في هذه الدنيا.

لعنة التعود

يجهدَ عينيه أيمن عبد اللطيف الكرفي في “الوفد” بسبب ما يبث على قنوات «اليوتيوب» و«التيك توك»، أغلب ما تبثه تلك القنوات عبارة عن أمور سطحية، مواضيع تافهة غير موظفة التوظيف الأمثل، فيديوهات خادشة للحياء، غير أخلاقية، ومن أسفٍ أنها انتشرت بشكل مخزٍ فكانت تقليدا أعمى للغرب، حيث حولوا محتوياتهم الإيجابية لسلبية، فقلدناهم حتى صح فينا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُم شِبْرا بشبْر، وذراعا بذراع، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْر ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ). والخطر الأكبر لهذه الفيديوهات يكمن في اعتياد «عين وعقل وقلب» أطفالنا عليها.. إذن نحن أمام حالة انفلات لن تخطئها عين كل من يطالع محتوى هذه القنوات. ولا شك في أن من أسباب انتشار هذا السفه من قنوات الـ«يوتيوب»، و«التيك توك» التي تبث فيديوهات غير لائقة، هو تحقيق بعض أصحابها شهرة سريعة وثروة كبيرة في زمن قصير جدا، وأن منشئ هذا المحتوى غير اللائق أخلاقيا نشأ في بيئة غير سوية، وتربى على عادات غير لائقة، ولهذا لم يكن داخله وازع ديني أو أخلاقي أو اجتماعي يمنعه من بث هذه الفيديوهات علينا وعلى أبنائنا، لذلك يجب أن يكون هناك بديل جاذب للأطفال والشباب، يجعلهم يتركون المحتويات غير اللائقة، خاصة مع انشغال الأسرة المصرية في دوامة الحياة الاقتصادية، ولا يتحقق ذلك إلا بتنمية مواهبهم في شتى المجالات، والجلوس معهم ومعرفة تفاصيل يومهم وحياتهم. ولست مع منع الأبناء من الهواتف المحمولة؛ لأننا غير موجودين مع الأبناء طوال اليوم؛ لذا الأفضل من المنع هو التوعية وغرس المسؤولية في عقول أبنائنا لتكون لديهم عزيمة داخلية لرفض كل ما هو غير أخلاقي. وعلى الدولة أن نتعامل مع هذه القضية بحزم وبعين الرقيب، لا كما نرى غياب القوانين أو التشريعات الحازمة لضبط استخدام هذه الفيديوهات «اليوتيوب» وإلا أثرت بشكل سلبي في العادات والتقاليد المصرية العريقة، وأتت بما لا يتناسب مع المجتمع المصري. فقد افتقدنا البرامج التلفزيونية التي كانت تعرض في عقود سابقة وكانت تقدم رسالة اجتماعية راقية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية