تونس ـ «القدس العربي» من حسن سلمان: شارك آلاف التونسيين الأحد يتقدمهم رئيس الجمهورية وبعض قادة العالم في مسيرة دولية ضد الإرهاب، تخللتها بعض الأخطاء البروتوكولية، في وقت أكدت فيه السلطات مقتل العقل المدبر لهجوم باردو لقمان أبو صخر في عملية نوعية لقوات الأمن جنوب البلاد.
وضمت المسيرة الشعبية التي انطلقت من شارع 20 آذار باتجاه متحف باردو حوالى 20 ألف مشارك (وفق بعض المصادر)، فيما ضمت المسيرة الرسمية التي انطلقت في ساحة باردو باتجاه المتحف عددا من قادة العالم من بينهم الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيسان البولوني برونيسلاف كوموروفسكي والغابوني عمر بونغو، فضلا عن بعض رؤساء حكومات وبرلمانات الدول المغاربية والأوروبية، والسفراء الأجانب في تونس.
وتهدف المسيرة التي تحمل شعار «العالم باردو» لإظهار التعاطف الدولي مع تونس بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف متحف باردو وأسفر عن مقتل وجرح حوالى سبعين شخصا، جلهم من السياح.
وعبر الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي خلال المسيرة عن شكره للتونسيين وقادة العالم الذين جاؤوا للتضامن مع الشعب التونسي الذي قال إنه لم يعد وحيدا، كما تم خلال المسيرة تدشين نصب تذكاري أمام المتحف لتكريم ضحايا الهجوم الإرهابي.
وقال اولاند في تصريحات صحافية بعد أن شارك في مسيرة وطنية ودولية في تونس ضد الإرهاب، بالرغم من تنظيم الدور الثاني لانتخابات المناطق اليوم في فرنسا، «علينا جميعا ان نكافح الإرهاب».
وأكد اولاند أن «الإرهاب أراد ضرب تونس البلد الذي دشن الربيع العربي والذي أنجز مسارا مثاليا في مجال الديمقراطية والتعددية والدفاع عن حقوق المرأة».
واعتبر اولاند أن «فرنسا صديقة تونس يجب ان تكون حاضرة هنا اليوم» حتى «إن كانت لدينا انتخابات» و»الفرنسيون يصوتون لا شيء يجب ان يمنع حضوري الى تونس، وأكون مع الشعب التونسي».
وبعد أن ذكر بالاعتداء الإرهابي في باريس في كانون الثاني/يناير الذي خلف 17 قتيلا، قال الرئيس الفرنسي إن «التونسيين يريدون أيضا أن يكون هذا التضامن الدولي لمكافحة الإرهاب معهم».
وأضاف «لدينا تعاون مع تونس في مجال الاستخبارات والأمن سنعززه لأننا متضامنون عند المحن ومن أجل منع كل الأعمال الإرهابية التي يمكن ان تعد لها مجموعات متعصبة».
وكان الرئيس الفرنسي أكد قبل ساعات من زيارته لتونس أن بلاده ستقف إلى جانب تونس «التي أصبحت الآن ضحية عمل بغيض»، فيما قال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيار إن هجوم باردو يمثل تهديدا كبيرا للمجموعة الدولية ككل، مشيرا إلى أن بلاده بدأت بالتعاون الأمني مع تونس عبر المساعدة في حماية الحدود ومراقبة الهجرة السرية والمجموعات المتشددة في البلاد.
من جانب آخر، أعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد أن حرس الحدود التونسي تمكن خلال عملية «نوعية» نفذها ليل السبت في ولاية قفصة (جنوب غرب) من القضاء على عدد من العناصر الإرهابية «الخطيرة» ضمن ما يعرف بـ»كتيبة عقبة بن نافع»، ومن بينها القيادي الجزائري خالد الشايب لقمان أبو صخر العقل المدبر لهجوم بارو والمطلوب الأول لدى السلطات (إلى جانب رئيس تنظيم أنصار الشريعة أبو عياض).
وأضاف الصيد خلال مؤتمر صحافي عقده صباح الأحد في العاصمة أن هذه العملية تعد أول ردة فعل من قبل السلطات التونسية على هجوم باردو، مذكّرا بأن كتيبة عقبة بن نافع التابعة للقاعدة مسؤولة عن أغلب الهجمات الإرهابية الأخيرة في تونس.
وتشير مصادر أمنية إلى أن المجموعة التي تم القضاء عليها في منطقة «سيدي عيش» بقفصة تضم 9 عناصر إرهابية (4 جزائريين وخمسة تونسيين) يصنف بعضهم بالخطير جدا كالجزائريين ميمون الجزائري والناصر العاطري.
وفي ذات السياق، قال الناطق باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي إن وحدات الحرس الوطني في ولاية الكاف (غرب) اشتبكت مع مجموعة إرهابية تضم حوالى عشرة عناصر وألحقت بأفرادها إصابات بليغة، نافيا بالمقابل ما أوردته بعض وسائل الإعلام حول اختطاف مسلحين لحافلة نقل بولاية سوسة (شرق).
وفي أول تعليق سياسي على العملية الأمنية بقفصة التي أدت لمقتل لقمان أبو صخر، قال الأمين العام لحركة النهضة علي العريض في تصريح إذاعي «مقاومة الإرهاب مازالت متواصلة وهو غير مربوط بشخص فقط»، مشيرا إلى أن الإرهاب «ضد ديننا ومستقبل أولادنا».
لماذا لم يشارك في المسيرة مسؤول مغربي كبير ؟ خائفين ان فرنسا تزعل .. اه منك يا سياسة الله المستعان
من يتكفل بسفاريات محمود عباس ومن أي مطار يستقل طائرة …
رب ضارة نافعة.كان في ظن الارهابيين الذين قاموا بمهاجمة متحف باردو افشال الموسم السياحي بقتلهم السياح الأبرياء.لكن العكس هو الذي حصل.لقد تضامن العالم بأسره في مسيرة عالمية مع تونس البلد المسالم.كما نجح الأمن التونسي في مهاجمة الجماعة الارهابية المتسببة في هجوم باردو و قتل جميع أفرادها.حفظ تونس و أهلها من كل سوء.