غيرة

أعترف أنني شعرت بالغيرة من الأسلوب الراقي الذي احتفلت به فرنسا بمناسبة عيدها الوطني السنوي الذي يصادف كل عام يوم 14 تموز/ يوليو.
لا صخب ولا تظاهرات، بل فرقة موسيقية راقية أمام برج إيفل.. اختار ستيفان برن المثقف أفضل لاعبي البيانو والكمنجة وبقية الآلات الموسيقية في العالم، كما اختار أفضل الأصوات للمطربين والمغنيات، وهكذا فقد كان الاحتفال الموسيقي باليوم الوطني على أرقى درجة من الوعي الفني الإبداعي.
وتم بث السهرة الموسيقية بالغة الرقي على الشاشة الثانية للتلفزيون الفرنسي. الاحتفال كان يتضمن كل ما هو معاكس للضوضاء ويعبر عن الرقي الفني لفرنسا، ودام حوالي أربع ساعات من الفن المبدع لمن شاء الحضور أو مشاهدة الحفل على شاشة التلفزيون، وأعترف أنني شعرت بالغيرة من هذا الرقي الفني وتمنيت أن تكون احتفالاتنا العربية الوطنية على هذا المستوى الراقي فنياً بلا خطابات ولا ثرثرة تهديدية.
وتم اختتام السهرة بالألعاب النارية دون مبالغة في صوت الانفجارات، وكانت سهرة راقية بمعاني الكلمة كلها يستحقها الاحتفال الوطني الفرنسي.

لا تدخن… لكن

في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين لا يقرر المدخن عدم التدخين بهذه المناسبة!! منظمة الصحة العالمية تقول إن مليار شخص في العالم يدخنون من أصل 8 مليارات رغم محاولة ما يشبه منع رفع أسعار السجائر، والذكور يدخنون أكثر من الإناث، لحسن حظهن. ويقول الإحصاء إن كل أربع ثوان يموت شخص بسبب التدخين، فالسيجارة في حقيقتها سم للعافية ملفوفة في ورقة. وكثيرة هي الأسباب للإقلاع عن التدخين والعقاقير، ولكنني لا أعرف أسلوباً للامتناع عن التدخين أفضل من أسلوب الشاعر نزار قباني وأسعد المقدم، فقد قررا ببساطة عدم التدخين مهما كانت المعاناة، وتوقفا تماماً عن التدخين وقالا لي إنهما انزعجا كثيراً، ولكن بعد حوالي أسبوعين صارا يكرهان رائحة السيجارة!
أي أن استعمال الإرادة هي أفضل وسيلة للامتناع عن التدخين.
وهذه المرة لم أشعر بالغيرة لأنني لم أكن يوماً مدخنة، بل بالإعجاب من الإرادة واستعمالها على الرغم مما ذكره نزار لي من صعوبة الأمر وبالذات في الأيام الأولى. ويبدو أن الامتناع عن التدخين ليس سهلاً حتى صار له ما يدعى باليوم العالمي للامتناع عن التدخين.
ولحسن حظي، فإن ابني ليس من المدخنين، ولا أظنه ذاق، ولو مرة واحدة، دخان سيجارة، ولا يعرف طعم سمها الذي يهواه الكثيرون.
ولعل ما زاد في إنقاص عدد المدخنين في فرنسا على الأقل هو ارتفاع أسعار السجائر وهو ما أراه كلما ذهبت لشراء بعض الحاجات من المخزن القريب من بيتي. اليوم العالمي للامتناع عن التدخين لا يعني لي شيئاً.
المهم الرغبة الحقيقية في ذلك واستعمال سلاح الإرادة.

السيجار الكوبي

لي أخ صديق يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث من الممنوع بيع السجائر الكوبية لأسباب سياسية كما ذكر لي. وهكذا صرت أشتريها له من باريس وأبعث بها إليه بالبريد، وكان البائع الفرنسي سعيداً بذلك.
ولاحظت يوماً بعد آخر زيادة أسعارها، وحين توفي أحد أصدقاء المدخن للسيجار الكوبي توقف تماماً عن التدخين. هل يجب أن يموت أحد أصدقائنا لنتوقف عن تدخين السجائر أو السيجار الكوبي أو للتوقف تماماً عن التدخين؟
ترى كم عدد قرائي الذين يطالعون كلمتي هذه الآن يدخنون سيجارتهم؟

لا تدخني وتسلقي جبلاً!

عمرها 11 سنة وتستعد لتسلق جبل كليمنغارو أعلى قمة في إفريقيا وقد أعجبت بهذه الصبية التي لا تدخن السجائر بالتأكيد! (حتى الآن!)
وتسلق الجبال هواية للبعض، وقد أعجبت برجل بساق واحدة بعد قطع الثانية لأسباب مرضية وكانت ردة فعله تسلق أحد الجبال!
أي أن بوسع الإنسان الترويح عن نفسه بغير التدخين.
وحسناً، فعلت الدولة الفرنسية حين رفعت أسعار السجائر، فقد تلعب الأسباب المالية دوراً في اختزال عدد السجائر اليومية. والمواطن الفرنسي لعله يفكر في تسلق جبل بدلاً من شراء علبة سجائر!!

شواطئ بلا تدخين

إنه الصيف، موسم السباحة، وقد تكاثر مؤخراً عدد المسابح التي تمنع التدخين فيها حتى في بلدة «سان نروبيه» الفرنسية الجنوبية.. المشهورة بالحرية. ويوماً بعد آخر يتزايد عدد المسابح في الشواطئ حيث يتم منع التدخين.. كلمة «منع» تستفزني، ولكن ليس حين تتعلق بمنع التدخين أو بمساعدة المدخن على الخلاص من هذا «السم».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية