ماهر المذيوب لـ«القدس العربي»: الثورة المضادة اغتالت بلعيد… والبراهمي و«النهضة» من أكثر المتضررين

حجم الخط
0

تونس – «القدس العربي»: قال ماهر المذيوب، المستشار الإعلامي لرئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، إن الثورة المضادة في تونس هي المسؤولية عن عمليتي اغتيال القياديين اليساريين البارزين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
وأضاف، في حوار خاص مع “القدس العربي”: “اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي هو لحظة موجعة جداً في تاريخ تونس المعاصر، حيث لأول مرة يتم اللجوء للرصاص لإحداث تغيير سياسي. إن التفكر والتخطط وتنفيذ عمليتي الاغتيال ثم التمويه والتشويش وحجب كل الحقيقة هو من صميم عمل الثورة المضادة في تونس والمتحكمين فيها عن بعد في الخارج”.
وتابع بالقول: “لا شك أن المنفذين الآن في السجون، وسوف تتم محاكمتهم المحاكمة العادلة، إلا أن الفاعل الرئيسي لا يزال طليقاً، بل أصبح لا يستحي في ظل عودة نفوذ الثورة المضادة في الإقليم وتونس. وحركة النهضة التونسية أول متضرر حقيقي وفعلي من عمليتي الاغتيال الجبانة، بعد عائلتي الشهيدين”.
وكانت البرلمانية فاطمة المسدي كشفت أخيراً عن وجود عريضة برلمانية لتصنيف النهضة ك”حركة إرهابية” كمقدمة لحلها.
وعلق المذيوب على ذلك بقوله: “مجلس قيس سعيد فارغ وعاطل عن العمل ومعطل عن الفعل، وهو غير شرعي ويفتقد لأية مشروعية. والحقيقة هو لا يستحق أي تعليق عن أي هبل ينبع منه. فلا مستقبل له البتة، باستثناء المحاسبة الشديدة على كل ما يمكن أن يكون النواب قد اقترفوه في حق دستور الجمهورية التونسية 2014 وقوانين الدولة”.
واستدرك بالقول: “أما حركة النهضة التونسية، فهي حزب قانوني لها من يتكلم باسمها ويدافع عنها ويبرز أنشطتها العملية أو الافتراضية، وهي باقية في تونس ولم تهرب إلى الخارج”. و، اعتبر المذيوب أن الغنوشي كمفكر إسلامي معتدل وشخصية اعتبارية تونسية بارزة، من أجل كلمة في مسامرة سياسية، هو “وصمة عار في كتاب قيس سعيد المخجل، ولحظة حزينة في تاريخ تونس وثورتها المغدورة وانتقالها الديمقراطي السلمي المدني”.
وأضاف: “وإذ أضيف إلى ذلك تقدم الرجل في السن، حيث احتفل أخيراً بعيد ميلاده ال 83 ومرور 100 يوم في المعتقل، فإن الأمر يصبح معرة شخصية لكل من قام بهذا الاحتجاز والاعتقال التعسفي للغنوشي وكافة المناضلين الأشاوس من أجل الحريات واستعادة الديمقراطية المختطفة في تونس، فهؤلاء ليسوا مصاصي دماء مثل رؤوس الثورة المضادة في الإقليم، وليسوا سارقين لأموال الشعب ولا فاسدين ولا هم باعة للوهم والشعبوية الرثة، بل هم من بين أنبل ما أنجبت الأم التونسية الحرة الأبية”.
وحول دعوة جبهة الخلاص الوطني لاقتراح “شخصية توافقية” لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال المذيوب: “الحقيقة لم اطلع على بيان لجبهة الخلاص حول هذا الأمر، ومع ذلك ففي رأيي الشخصي ليس هنالك أي انتخابات جدية أو حقيقية أو نزيهة وشفافة في عهد قيس سعيد، الذي لا يؤمن في أعماقه بمفهوم الانتخاب، بل يؤمن بالرجل الواحد المنقذ الذي لا يغادر الكرسي إلا بعد حلول قضاء الله وقدره”.
وحول تقييمه للأوضاع في تونس في الذكرى الثانية لإعلان الرئيس قيس سعيد عن “تدابيره الاستثنائية”، قال المذيوب: “كم هو محزن أن يقترن يوم عيد الجمهورية المجيد والذي يفتخر به التونسيون بذكرى النكبة الجمهورية يوم أعلن قيس سعيد انقلابه على دستور الجمهورية التونسية، وغلق عمل مجلس نواب الشعب وحل الحكومة الشرعية المنتخبة واستفراد بالحكم المطلق لمدة سنتين، قام خلالهما بهدم كافة مؤسسات الدولة الحديثة ومكتسبات الجمهورية والانتقال الديمقراطي، بجرة قلم وعبر الأوامر والمراسيم الرئاسية”.
وأضاف: “الشعب التونسي قال كلمته اجتماعياً وسياسياً، ولخص الأمر في شعار رفعه ويؤمن به ويشخص بدقة الوضع الاقتصادي والاجتماعي، قائلاً: “تاعبة العباد” (النا متعبون) للدلالة على مدى انحدار وضعيته المالية وانخرام جميع توازناته الاقتصادية والاجتماعية، بل حتى توازنه النفسي والصحي عموماً ما”.
وتابع بالقول: “و، عموم الشعب التونسي غير مستعد اليوم للتغيير نحو المجهول حسب إحساسه الباطني، لكنه فقد الثقة تماماً في قيس سعيد وما يعد به، لذلك اتجه إلى تكتيك الكرسي الفارغ، أو مقاطعة دروس الأستاذ المملة بغيابه تماماً عن أي استحقاق انتخابي. إنه الرفض التام بالغياب الشبه التام لخطاب قيس سعيد وبرنامجه الشعبوي، دون تضحيات جسام”.
واعتبر المذيوب أن “الربيع العربي لم يمت ولن يموت، فهذه دورة حياة، فيها الربيع والصيف والخريف ثم الشتاء فالربيع وهكذا دواليك، نحن نعيش لحظة ضعف شديدة للدولة الوطنية بعد الاستقلال نتيجة عقود من الاستبداد والفساد، ولحظة الضعف هذه تهديد حقيقي لبقاء الأمم وديمومة الدول وهوية الشعوب، لذا علينا بالصبر والحكمة والعمل الدؤوب للخروج من مستنقع الإفلاس وإعادة دوران حركية الاقتصاد الوطني وعودة الحياة للحياة المدنية وتقليص لسلطة العسكر، وبناء ديمقراطية مستدامة في دولة مدنية اجتماعية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية