غزة – “القدس العربي”:
دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، جميع الأطراف المعنية إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وطالب في ذات الوقت بضرورة اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لضمان عدم تجدد أعمال العنف.
وأشار المرصد في تقرير له، إلى أنه يتابع بقلق عميق الاشتباكات التي اندلعت بين مجموعات مسلحة في مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان على مدار الأيام الماضية، وأسفرت عن مقتل 11 شخصًا وإصابة العشرات، بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
وذكر المرصد أن الاشتباكات أجبرت نحو ألفي لاجئ فلسطيني على النزوح من المخيم، إلى مناطق أكثر أمنًا خارجه، كما أعلنت “الأونروا” تعليق عملها في المخيم مؤقتًا بعد إصابة أحد موظفيها وتضرر مدرستين تابعتين لها خلال الاشتباكات.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن المجموعات المسلحة لم تحترم قواعد القانون الدولي الإنساني خلال الاشتباكات، إذ تضررت عدة مبان سكنية ومنشآت خدمية في المخيم جراء الاشتباكات، كما سقطت قذيفة على سوق للخضار في مدينة صيدا، وأُصيب أحد المدنيين في مدينة صيدا المجاورة للمخيم برصاصة طائشة.
في إفادته لفريق المرصد الأورومتوسطي، قال أكرم سعيد (اسم مستعار)، أحد سكان مخيم عين الحلوة “نجوت من الموت بأعجوبة خلال الاشتباكات يوم الاثنين، فعندما كنت أسير في مركبتي بشارع الفوار قرب مسجد المصلي، انفجرت قذيفة في الجو على بعد بضعة أمتار مني، ولحسن الحظ لم أصب بأذى”.
كما أشار خالد أحمد (اسم مستعار) وهو أحد سكان المخيم، في إفادته لفريق المرصد الأورومتوسطي، إلى أن منزله يقع قرب حاجز المستشفى الحكومي، وأنه خلال اليوم الأول من الاشتباكات، سقطت قذيفة داخل البيت ولكنّها لم تنفجر، وبعدها قرر الخروج مع عائلته من البيت والذهاب لمنزل صديق له في مدينة صيدا المجاورة.
ويؤكد مدير المكتب الإقليمي للمرصد الأورومتوسطي في لبنان محمد المغبط في تعقيبه على ما يجري “لا ينبغي أبدًا أن تبقى حياة اللاجئين الضعفاء في مخيم عين الحلوة رهنًا لأعمال عنف هوجاء قد تتجدد في أي لحظة”، ويضيف “جميع الأطراف المعنية يجب أن تتحلى بالمسؤولية وتدرك أنّ لا شيء أهم من سلامة اللاجئين في المخيم”.
وتطرق إلى ما صعوبة حياة اللاجئين هناك، حيث تبلغ نسبة الفقر في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نحو 90%، في الوقت الذي تعاني فيه جميع المخيمات من تهالك البنية التحتية، وشح كبير في الخدمات الحيوية.