عن دار «زمان» السورية، صدر للشاعر والروائي الكردي السوري هوشنك أوسي ديوان شعري جديد باللغة الكردية، يحمل عنوان «قرب جدار الله.. تحت سماوات عشقكِ» (Li ber dîwarê Xwedê.. li bin esmanên evîna te). وجاء الديوان في 104 صفحات من القطع المتوسط، وضم 44 قصيدة، مختلفة الأحجام ومتنوعة المواضيع، أغلبها مكتوبة في سنة 2020، إلاّ أن هناك قصائد مكتوبة في سنوات 2015، 2021، 2022، و2023. ولأنّ أوسي يذيّل قصائده بأسماءَ وتواريخِ موالدها، فإنّ أماكن كتابة تلك القصائد توزّعت بين مدينة «أوستند» البلجيكية على ساحل بحر الشمال، (حيث يعيش الكاتب منذ 2013) ومدينة «بيسمل» التابعة لمحافظة دياربكر (آمد) في كردستان تركيا، ومدينة «دهوك» في كردستان العراق.
هذا الديوان هو الرابع لهوشنك أوسي باللغة الكردية، والعاشر له على صعيد تجربته الشعرية، ذلك أنه يكتب باللغتين الكردية والعربية، وصدر ديوانه الأول باللغة الكردية في دمشق بعنوان «شجرة الخيالات الظامئة» (إصدار خاص 2006). وصدر ديوانه الثاني «أثر الغزالة: من يوميات أيل» عن اتحاد الكُتّاب والأدباء في مدينة دهوك (2012) بينما صدر ديوانه الثالث بعنوان «فنجان سمّ: من يوميات مقاتلة مجهولة» عن دار آفيستا في إسطنبول سنة 2017. بالتوازي مع ذلك، صدرت له دواوين شعرية باللغة العربيّة، منها «قلائد النار الضّالة.. في مديح القرابين» عن دار فضاءات في الأردن، سنة 2016 و»لا أزلَ إلاّ صمتكِ، لا أبدَ إلاّ صوتكِ» عن مؤسسة بتانة في القاهرة، سنة 2020 و»بعيني غراب عجوز» عن دار خطوط وظلال في الأردن، سنة 2021). كما صدر له عن مركز الشعر في بلجيكا (Poëzie centrum) الترجمة الهولندية لمجموعة من قصائده في كتاب باللغتين الهولنديّة والعربيّة، بعنوان «لست بحرا».
من آخر قصيدة له في ديوان «قرب جدار الله.. تحت سماوات عشقكِ» نقرأ:
كطريقٍ بعيدة، أمرُّ من فناجين قهوتكم.
أتأمّلكم قائلاً:
لماذا تركتموني للآلام، الأحزان والهموم تنهبني، لماذا؟
لم يتبقَّ منّي شيء.
٭ ٭ ٭
أنا مُظلِمٌ، وأكثرُ عمقًا من الليل.
ألمعُ كحرجٍ أخضرٍ، لا صاحب له.
هذا الشّمالُ الكاذب،
والرّيحُ الملطّخةُ فمُها بالدّماء،
وكلمتي المجنونة،
أصبحوا عبئا ثقيلاً على كاهلي.
فقط، أتوارى داخل القصائد.
يخيفني البقاء صامتا.
لمَن أنثرُ هذه الأسئلة والمعاني؟
في انتظار مَن؟
في انتظار ماذا؟ ولماذا،
جعلتُ من نفسي عدوَّ السنوات والأزمنة؟!
لم يتبقَّ منّي شيء.
٭ ٭ ٭
المتبقّي، وغير المتبقّي؛ سيّان.
الحقيقة والكذب، مختلطان.
هذه القصيدة أيضا، سوف تغادرني.
لا تسألوا: لماذا؟
هكذا، دون سبب، ستغادرني.
لم يتبقَّ منّي شيء.