سياسي مغمور يؤدي اليمين رئيسا لوزراء باكستان

حجم الخط
0

إسلام أباد: تولى أنوار الحق كاكر، عضو مجلس الشيوخ عن بلوشستان الولاية الأقل كثافة سكانية في باكستان، رئاسة الوزراء الإثنين لحين إجراء الانتخابات العامة والمحلية المقبلة المقررة خلال أشهر.

يأتي تنصيب السياسي غير المعروف في وقت تمر باكستان بأزمة سياسية واقتصادية منذ إبعاد عمران خان، أحد أكثر السياسيين شعبية في البلاد، من الحكم في نيسان/أبريل 2021 بموجب تصويت لحجب الثقة.

أدى كاكر اليمين أمام الرئيس عارف علوي في حفل بث مباشرة عبر التلفاز، بعد تقديمه استقالته من منصبه كعضو في مجلس الشيوخ الأحد.

يتوجب على كاكر (52 عاما) تسمية حكومة مؤقتة لحين إجراء الانتخابات العامة والمحلية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل إذا لم تؤجل حتى العام المقبل.

تم حل البرلمان رسميا الأسبوع الماضي. وبموجب القانون، يتوجب إجراء الانتخابات في غضون 90 يوما بعد ذلك. لكنّ حكومة شهباز شريف أشارت الى أن إرجاءها أمر مرجّح.

وقال رئيس الوزراء المنتهية ولايته شهباز شريف في خطاب وداعي الأحد “أتخلى عن المسؤولية الثقيلة بعد 16 شهرا … جئنا دستوريا وغادرنا وفقا لتوجيهات الدستور”.

واضاف “لدي ثقة في قدرة رئيس الوزراء المؤقت على اجراء انتخابات حرة ونزيهة”.

تواجه باكستان أزمة منذ إبعاد عمران خان، أحد أكثر السياسيين شعبية في البلاد، من الحكم في نيسان/أبريل 2022 بموجب تصويت لحجب الثقة. وزادت الأزمة حدة الأسبوع الماضي مع إدخال نجم الكريكت السابق السجن تنفيذا لعقوبة بحبسه ثلاثة أعوام لإدانته بتهم فساد.

وحرم خان من الترشح لأي منصب سياسي لخمس سنوات.

حملة اعتقالات

قال المحلل السياسي حسن عسكري رضوي إن كاكر “مسيرته السياسية محدودة وليس له وزن معتبر في المشهد السياسي الباكستاني … قد يكون هذا بمثابة ميزة بالنسبة له لأن ليس لديه ارتباط قوي بالأحزاب السياسية الرئيسية”.

ولكنه تدارك “نظرا لأنه سياسي مغمور، قد يجد صعوبة في التعامل مع المشكلات التي سيواجهها من دون أن يحظى بدعم المؤسسة العسكرية”.

أما المحللة عائشة صديقة فرأت أن كاكر سبق أن تلقى دورات في جامعة الدفاع الوطني، مشيرة الى أنه سيكون “مقربا من المؤسسة”، في اشارة إلى الجيش.

واضافت “يبدو أن المؤسسة … عثرت على شخص سيحافظ على مصالحها بدلا من مصالح السياسيين”.

إرجاء محتمل

تسري منذ أشهر شائعات عن احتمال إرجاء الانتخابات في ظل الأزمات التي تواجهها السلطات في مجالات الأمن والاقتصاد والسياسة.

وضغط خان على الحكومة الحالية من أجل إجراء انتخابات مبكرة من خلال إقامة تجمعات ضخمة وسحب نوابه من البرلمان، من دون أن ينجح رهانه في تحقيق مبتغاه.

ومنذ إبعاده من الحكم، يواجه خان أكثر من 200 قضية، يؤكد أن دوافعها سياسية وهدفها منعه من خوض الانتخابات أو العودة لرئاسة الوزراء.

وأثار توقيف خان لثلاثة أيام في أيار/مايو في القضية ذاتها أعمال عنف دامية مع خروج عشرات الآلاف من أنصاره إلى الشوارع واندلعت مواجهات مع الشرطة.

وفي أعقاب الإفراج عنه، شنت السلطات حملة قاسية ضد حركة إنصاف التي يتزعمها في الأشهر الأخيرة واعتقلت الآلاف من مسؤوليها وأنصارها، مع تقارير تحدثت عن ترهيب صحافيين..

ويحضر الجيش في كواليس أي عملية اقتراع في باكستان، اذ لا تزال المؤسسة التي نفذت ثلاثة انقلابات ناجحة على الأقل منذ استقلال البلاد عام 1947، تتمتع بنفوذ سياسي واسع.

ولطالما شكّل الدعم العسكري حجر زاوية لاستقرار أي حكومة باكستانية، على الرغم من أن الجيش ينفي أي دور سياسي. لكن اتساع الفجوة بين خان والضباط الكبار في سادس أكبر جيوش العالم، سيعقّد عودته الى الحكم.

وصل خان الى السلطة عام 2018 بدعم من الجيش، وأقصي منها في نيسان/أبريل 2022 بتصويت برلماني على سحب الثقة بعد خلافات مع ضباط كبار على تعيينات وعلى السياسة الخارجية، وفق محللين.

وكانت السلطات الباكستانية أوقفت خان لثلاثة أيام في أيار/مايو الماضي بعد ساعات من تكراره اتهام ضابط كبير في الاستخبارات بالضلوع في محاولة لاغتياله في تشرين الثاني/نوفمبر.

ويرى المحلل رسول بخش رايس أن كاكر يعد “أفضل خيار ممكن في ظل ظروف” باكستان اليوم.

وقال “إنه متعلم جيداً ومن إقليم يعاني من شعور مرتفع جدًا بالحرمان”، مضيفًا أن هناك نقطة أخرى لصالح رئيس الوزراء الجديد وهي أنه “لا يحمل الكثير من الأعباء السياسية” التي يمكن أن تؤثر سلبًا على صورته.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية