السودان: الجيش يؤكد تصديه لهجمات الدعم السريع في الجنوب ودارفور وقوات «حميدتي» تعتبر المناطق العسكرية أهدافا مشروعة

ميعاد مبارك
حجم الخط
0

تصاعدت وتيرة الصراع العسكري في مدينة نيالا، ومناطق أخرى في إقليم دارفور، مخلفة قتلى ومصابين من المدنيين، راحوا ضحية القصف المتواصل.

الخرطوم ـ «القدس العربي»: قال الجيش السوداني إنه قام بتنفيذ عدد من الضربات، وصفها بـ(الموجعة) ضد تجمعات الدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم، خاصة في مناطق جنوب ووسط الخرطوم وشرق النيل وأمدرمان .في وقت تحدثت قوات الدعم السريع، عن تنفيذها عملية عسكرية، قالت إنها كانت نوعية، استهدفت مواقع تمركز الجيش بمنطقة كرري بمدينة أمدرمان.

وذكرت أن الهجوم أسفر عن مقتل العشرات من الجنود التابعين للجيش وتدمير دبابة وعدد من المدافع.
وقالت إن قواتها الخاصة، دمرت سلاح «مدفع 130» بكامل طاقمه، مشيرة إلى تصنيفه ضمن الأسلحة المميتة. واتهمت الجيش باستخدامه في قتل المدنيين وتدمير الممتلكات العامة والخاصة.
وأشارت إلى أنها ستواصل العمليات الخاصة في عمق مناطق قوات الجيش، معتبرة إياها «أهدافاً مشروعة» لقواتها.
وفي ظل المعارك المتصاعدة بين الجانبين في إقليم دارفور، أكد الجيش تصديه لهجوم قامت به قوات الدعم السريع، على قيادة حامية تابعة لقوات المشاة في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وقطع المتحدث الرسمي باسم الجيش، نبيل عبد الله، بأن جميع الفرق والمناطق العسكرية تشهد سيطرة عملياتية كاملة من جانب القوات المسلحة، مشيرا إلى إحباط الفرقة 16 مشاة في مدينة نيالا عدة محاولات قامت بها قوات الدعم السريع للهجوم على قيادة الفرقة، وأن الجيش كبد القوة المهاجمة، خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد.
وتصاعدت مؤخرا، وتيرة الصراع العسكري في مدينة نيالا، ومناطق أخرى في إقليم دارفور، مخلفة قتلى ومصابين من المدنيين، راحوا ضحية القصف المتواصل.
وناشد حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي، الأطراف العسكرية، بإيقاف الحرب، لافتا إلى الأوضاع الإنسانية الكارثية في الإقليم في ظل تصاعد المعارك وموجات النزوح الواسعة.
وبين أن الإقليم منذ اندلاع الحرب منتصف نيسان/ابريل الماضي لم يتلق أي دعم إنساني، موضحا أن آلاف النازحين واللاجئين في حاجة إلى الإغاثة الفورية.
وأشار إلى معارك ذات طابع قبلي، في مدينة نيالا، بالتزامن مع الحرب بين الجيش والدعم السريع.
وقال إن بعض الأطراف العسكرية تهاجم المدينة وتقوم بقتل المدنيين عشوائيا، مشددا على أن الحرب لا تخاض في مواجهة المدنيين.
وفي السياق، أبدت الولايات المتحدة الأمريكية، قلقها من تصاعد وتيرة القتل والدمار في مدينة نيالا وغيرها من المناطق المأهولة بالسكان، إثر القصف العشوائي والمعارك الدائرة بين الجيش والدعم السريع.
وطالبت وزارة الخارجية الأمريكية، الأطراف العسكرية بإيقاف القتال المتواصل في نيالا وغيرها من المدن، والامتثال لإلتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك تلك المتعلقة بحماية المدنيين.
وشددت على أن المدنيين يجب أن لا يدفعوا ثمن الأعمال التي وصفتها بـ«غير المعقولة» للأطراف المتحاربة.
وأشارت إلى أنه في كل يوم يستمر فيه «الصراع العبثي» يُقتل ويُجرح المزيد من المدنيين الأبرياء ويُتركون دون منازل أو طعام أو سبل عيش، مطالبة الأطراف العسكرية بإنهاء إراقة الدماء. وشددت على عدم وجود حل عسكري مقبول للصراع.
وكانت الوساطة الأمريكية السعودية، قد جددت عزمها على مواصلة العمل لإنهاء الحرب في السودان والتي تمضي نحو شهرها الخامس.
والجمعة، أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اتصالا مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، أكد خلاله الوزيران العزم على مواصلة العمل معا لإنهاء النزاع المدمر الدائر في السودان.
يأتي ذلك، في وقت ما تزال مباحثات جدة بين الأطراف السودانية، معلقة، بعد عدم توافق الجيش والدعم السريع، حول اتفاق وقف عدائيات طويل المدى، وتبادل الجانبان الاتهامات في الصدد.
والثلاثاء، أعلن نائب رئيس المجلس السيادي السوداني مالك عقار، خريطة طريق لإنهاء الحرب تبدأ بالتوصل لوقف إطلاق نار، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتحديد مواقع لتجميع قوات الدعم السريع، بعيداً عن المناطق المدنية للفصل بين القوات، والالتزام بعدم تعريض المواطنين لخطر الاقتتال، وذلك حتى تكتمل عملية وضع إجراءات، خريطة طريق الترتيبات الأمنية لتلك القوات.
ويعقب ذلك بداية العملية الإنسانية بإيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين، في المناطق المتضررة من الحرب، بالتركيز على ضمان حياة طبيعية بقدر الامكان للمواطنين السودانيين في ولايات السودان غير المتأثرة بالحرب.
ونصت خريطة الطريق على تصميم عملية سياسية شاملة، تضم جميع القوى السياسية المدنية، الراغبة والمهتمة بتأسيس الدولة السودانية لمخاطبة القضايا التأسيسية للدولة السودانية، من أجل بناء نظام دستوري وسياسي مستقر.
بالتزامن قدمت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري، رؤية لإيقاف النزاع، أكدت خلالها على أن الحرب ليست الطريق الصحيح لحل الأزمة السودانية، مشيرة إلى ضرورة مخاطبة جذور النزاع عبر حل سلمي والاستجابة الفاعلة للكارثة الإنسانية وجبر الضرر.
ودعت إلى أن تكون العملية السياسية مملوكة للسودانيين وفق مشاركة واسعة تشمل ممثلي الأقاليم والمناطق المهمشة وضرورة ان تشمل الجميع عدا حزب المؤتمر الوطني- الحزب الحاكم في نظام الرئيس السابق عمر البشير- وجميع واجهاته.
وطالبت بتكامل المبادرة السعودية الأمريكية مع خريطة الطريق المعلنة من جانب الاتحاد الأفريقي وإيغاد، للوساطة من أجل إنهاء، مؤكدة على ضرورة توفير الأطراف المتقاتلة الأجواء المناسبة للحوار.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية