مصادر إسرائيلية: الدبيبة هو من أرسل المنقوش للقاء كوهين طمعا بنيل الشرعية من الغرب وإرسالها لتركيا مسرحية

وديع عواودة
حجم الخط
0

الناصرة- “القدس العربي”:

لم يقدم وزير الخارجية في حكومة الاحتلال ايلي كوهين على فضح اللقاء “التاريخي السرّي” مع وزيرة خارجية ليبيا نجلاء المنقوش اعتباطيا بل رمى لاصطياد عصفورين بحجر واحد.

“العصفور” الأول يكمن بتوريط الحكومة الليبية من خلال الجرم المشهود تمهيدا للمزيد من التطبيع لاحقا وبالتدريج وهذه عادة مألوفة في إسرائيل التي سربت تسريبات كثيرة عن لقاءات سرية حساسة منها على سبيل المثال لقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مع ولي العهد السعودي في جدة محمد بن سلمان قبل بضع سنوات أو زيارات الجنرال حفتر لتل أبيب عدة مرات.

أما العصفور الثاني فموجة للداخل الإسرائيلي ويرتبط برغبة الوزير كوهين (الليكود) تسجيل نقاط سياسية والتباهي بأنه يتحرك في العالم ويحرز نتائج دبلوماسية هامة في ظل اتهامات موجهة لحكومته ورئيسها نتنياهو بأن العالم ينأى بنفسه عن حكومة عنصرية وصفها الرئيس الأمريكي جو بايدن بأكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفا. وهذا المأرب الداخل يفسر إفراط زيارات كوهين في العالم والذي يكاد لا يهبط حتى يطير مجددا ويصدر بيانات بين الزيارة والزيارة.

مسرحية ليبية

بعكس ما قالته الخارجية الليبية ترجح مصادر إسرائيلية أن وزيرة الخارجية في ليبيا نجلاء المنقوش لم تهرب لتركيا بعد فضح وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين عن “لقاء تاريخي سري” معها في روما بل تم إرسالها من قبل رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة بغية تهدئة الأوضاع بعد ردود الفعل الغاضبة على اللقاء التطبيعي، وأنه هو الذي وقف خلف ترتيب هذا اللقاء بين وزيري الخارجية.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة باللغة العبرية عن مصادر إسرائيلية قولها إن المنقوش انتقلت لتركيا مؤقتا بطلب من الدبيبة وعللت ذلك بالقول إن أنقرة ليست على علاقات طيبة مع المنقوش وأن تركيا تحافظ على علاقات جيدة جدا مع الحكومة الليبية وتابعت “بدون التنسيق المسبق كانت تركيا ستعيد المنقوش لليبيا”.

ونقلت الإذاعة العبرية عن هذه المصادر قولها إن اللقاء مع المنقوش والذي استمر نحو الساعتين جاء بعد تنسيق كامل مع القيادات الليبية العليا. وحسب هذه المصادر فإن رئيس الحكومة الليبية معني باستخدام إسرائيل كجسر للغرب وللإدارة الأمريكية.

“هذا سيردع دولا مرشحة للتطبيع”

وقالت مصادر في إسرائيل إن جهات رسمية في ليبيا طلبت من جهات إسرائيلية محو ما نشر حول اللقاء، منوهة أن الطلب وصل متأخرا بعدما كانت وسائل إعلام عبرية وعربية قد نشرت النبأ حول “اللقاء التاريخي السرّي” في روما.

وجاء الطلب الليبي الذي تم تلبيته (شطب النبأ في موقع الإذاعة الإسرائيلية) بعد الضجة الواسعة والهزة السياسية التي شهدتها ليبيا وقيام رئيس حكومتها عبد الحميد دبيبة بعدما فضح كوهين حقيقة “اللقاء السرّي” في روما.

وعلى خلفية هذه التفاعلات وجهت جهات إسرائيلية حكومية ومعارضة انتقادات لسلوك وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين الذي سارع لنشر أمر اللقاء رغم الأضرار الكبيرة المنوطة بمثل هذا التصرف، ونقلت صحيفة “هآرتس” عن جهات في الخارجية الإسرائيلية تحذيرها من أن مثل هذا النشر العجول من شأنه أن يلحق أضرارا فادحة بعلاقات إسرائيل مع دول أخرى مستقبلا.

وأوضحت أن دولا لا ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل ستخشى بعد اليوم إقامة اتصالات سرية مع إسرائيل خوفا من فضحها من قبل جهات إسرائيلية بعدما تبين أن الجانب الإسرائيلي لا يبقي هذه اللقاءات طيّ الكتمان حول مثل هذه اللقاءات التطبيعية السرّية.

دعوة لرحيل الحكومة

 وألقى بعض المسؤولين من المعارضة الإسرائيلية باللوم على وزير الخارجية ايلي كوهين لاستعجاله الكشف عن هذا اللقاء، وهو ما يفترض أن يكون لقاءً سرياً وان الكشف عنه قد يؤثر على اتصالات من هذا القبيل مع دول عربية او افريقية أخرى.

من جانبه عقب رئيس المعارضة يائير لبيد على هذا بقوله إن الدول العربية تتابع هذه التسريبات، عديمة المسؤولية بشأن اللقاء بوزيرة الخارجية الليبية، وتتساءل: هل هذه دولة يمكن إدارة علاقات معها؟ هل هذه دولة يمكن الاعتماد عليها؟ وتابع لبيد حملته على وزير خارجية الاحتلال ايلي كوهين بقوله في تصريحات إعلامية إن ما حدث مع الوزيرة الليبية هو عمل هواة يفتقر الى للمسؤولية وهو فشل ذريع.

وتبعه رئيس “الحزب الدولاني” النائب بيني غانتس الذي قال في انتقاداته إن علاقات إسرائيل الخارجية هي موضوع حساس وجدي خاصة عندما يكون الحديث مرتبطا بعلاقات مع دول عربية وبالطبع دول لا علاقات دبلوماسية معها. وتابع غانتس حملته: “عندما يتم فعل الأمور فقط من أجل العلاقات العامة و”شوفوني يا ناس” (قالها بالعربية) ومن أجل العناوين الصحفية مع صفر مسؤولية ودون تفكير للأمام – تكون هذه النتيجة. حكومة نتنياهو حكومة فوضوية وفاشلة وينبغي أن ترحل”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية