هوكشتاين يسعى لتهدئة التوترات بين لبنان وإسرائيل.. ومجلس الأمن يمدد مهمة “اليونيفيل” عاما واحدا

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”: قال كبير مستشاري البيت الأبيض آموس هوكشتاين، اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة تبحث إمكان حل النزاع الحدودي الطويل الأمد بين لبنان وإسرائيل.

وقال هوكشتاين، في ختام زيارة للبنان استمرت يومين، إنه زار جنوب لبنان “لفهم ومعرفة المزيد عما هو مطلوب للتمكن من تحقيق نتيجة محتملة” وإنه سيستمع إلى “الجانب الآخر”، في إشارة على الأرجح إلى إسرائيل.

وبقيت جولة المسؤول الأمريكي محور ترقب في وقت وصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت متأخراً بضع ساعات عن موعده المفترض على أن يعقد لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب وأمين عام حزب الله حسن نصر الله.

وكان هوكشتاين الذي التقى كلاً من بري وميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض، اجتمع مع قائد الجيش العماد جوزف عون على “عشاء عمل مثمر” بحسب السفارة الأمريكية التي رأت “أن تفاني الجنود ذوي الكفاءة العالية أمر بالغ الأهمية لأمن لبنان واستقراره”، وأكدت “الالتزام بمواصلة الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة ولبنان”.

وتوجّه هوكشتاين صباحاً إلى الجنوب حيث التقى قائد القوات الدولية (اليونيفيل) وجال على الخط الأزرق، قبل أن يعود ويلتقي وزير الخارجية.

وبدا المبعوث الأمريكي حريصاً على إبراز وجه سياحي لزيارته، وهذا ما تُرجم أولاً بصورته مع السفيرة دوروثي شيا في أحد المطاعم البحرية في الروشة، ثم بانتقاله إلى قلعة بعلبك لزيارة معالمها الأثرية.

وإذا كان موقع “أكسيوس” الأمريكي تحدث عن عمل هوكشتاين على تهدئة التوترات على الحدود بين لبنان وإسرائيل، فإن المحادثات تناولت ضرورة تعزيز الاستقرار والتطلع لمواصلة مسار التنقيب عن النفط والغاز وتمديد ولاية اليونيفيل، في ظل تأجيل جلسة التمديد مرتين للقوات الدولية التي ينتهي تفويضها نهاية آب/أغسطس.

وأفيد بأن هوكشتاين راغب في التوصل إلى حل للنقاط الخلافية على الخط الأزرق بعد نجاحه في عملية الترسيم البحري، لكن الموفد الأمريكي لم يسلم من اتهامات بأنه ينقل توجهات يريدها الغرب دعماً لإسرائيل، وأنه لم يفهم سبب طلب لبنان إلغاء الفقرة التي تعطي القوة الدولية حرية الحركة، معتبراً أن طلب لبنان تسمية شمال الغجر بخراج بلدة الماري ليس منطقياً لأن إسرائيل أكدت أن هناك مسافة جغرافية كبيرة بين المنطقتين. كما نُقل أن هوكشتاين وفي إطار سعيه للتهدئة، شدد على أهمية إزالة خيمة حزب الله من مزارع شبعا.

وتأتي هذه المستجدات على وقع اعتبار الوفد اللبناني الذي عاد من نيويورك بأنه تعرّض لخدعة بعدما اعتبر أنه حقق إنجازاً دبلوماسياً بإضافة عبارة “مع تقدير استمرار التنسيق مع الحكومة اللبنانية” على الفقرة المتعلقة بحرية حركة اليوينفيل، ليتبيّن أن الولايات المتحدة والإمارات العربية وبريطانيا اعترضوا على هذا التعديل خلافاً للوعد الفرنسي بأن المشاورات أسفرت عن الأخذ بملاحظات لبنان.

ومدّد مجلس الأمن الدولي مهمة “اليونيفيل” عاما واحدا بغالبية 13 صوتاً مع امتناع كل من روسيا والصين عن التصويت. وذكر نص القرار: “نجدد التأكيد على ضرورة نشر الجيش اللبناني بشكل فعال ودائم وسريع في جنوب لبنان”. وأضاف: “نحث حكومة إسرائيل على التعجيل بسحب جيشها من شمال الغجر والمنطقة المجاورة بشمال الخط الأزرق” من دون الإتيان على ذكر خراج بلدة الماري كما طلب لبنان.

في غضون ذلك، وصل وزير الخارجية الإيرانية إلى مطار رفيق الحريري الدولي آتياً من دمشق في زيارة رسمية إلى لبنان يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين، وكان في استقباله على أرض المطار ممثل رئيس مجلس النواب النائب أيوب حميد، والنائبان علي عمار وإبراهيم الموسوي من حزب الله، ومديرة المراسم في وزارة الخارجية اللبنانية السفيرة عبير العلي، وسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى لبنان مجتبى أماني على رأس وفد من السفارة.

ومن المطار، أكد عبد اللهيان​ أنه “خلال المباحثات التي سنجريها في ​لبنان​، سنحثّ مختلف الأفرقاء على التوصل إلى تفاهمات تؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية”، ولفت إلى “أن قادة لبنان هم من يجب أن يقرّروا بشأن انتخاب رئيس للجمهورية”. وتمنى “الخير والإصلاح والتنمية للبنان”، متوقعاً “من مختلف الجهات الإقليمية والدولية دعم لبنان اقتصادياً وتجارياً لتحسين ​الوضع الاقتصادي​ في البلاد”. وشدّد على “أننا واثقون من قدرة القادة اللبنانيين والشعب على اتخاذ القرار السياسي الصحيح لانتخاب رئيس للجمهورية”. وكشف أنه “خلال المباحثات التي أجريناها مع المسؤولين السعوديين، سمعنا منهم تصريحات إيجابية وبناءة بشأن دعم لبنان”، داعياً “جميع الدول إلى التعاون مع لبنان ودعمه”، قائلاً “إيران ستستمر في دعمها القوي للبنان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية