قيادة الأسرى تعتمد مسمى جديدا قبل “المعركة الكبرى”.. وسلطات السجون تواصل التنكيل وترفض حل قضية المضربين

أشرف الهور
حجم الخط
0

غزة – “القدس العربي”:

تواصل قيادة الأسرى في هذا الوقت ترتيباتها لخوض معركة كبيرة مع سلطات السجون، عنوانها إلغاء العقوبات التي فرضها مؤخرا الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، حيث شهدت الساعات الـ 48 الماضية، اتصالات بين قيادة الأسرى في جميع السجون، تشمل الاتفاق على دفعات الأسرى التي ستدخل الإضراب المفتوح عن الطعام، وعن الفعاليات الاحتجاجية التي ستسبق يوم المعركة الكبيرة، المقررة في 16 من الشهر الجاري.

وفي هذا السياق، فقد اعتمدت قيادة الأسرى مسمى جديد لها هو “اللجنة الوطنية العليا للحركة الأسيرة”، ليكون عنوانا موحدا لكل الأسرى، ويضم ممثلين عن جميع الفصائل.

ومن المقرر بحسب المعلومات المتوفرة، أن ينفذ الأسرى مزيدا من فعاليات الاحتجاج والتمرد، تشمل تأخير الخروج من غرف الاعتقال وكذلك تأخير العودة إليها بعد انتهاء الفورة، علاوة على تأخير العد اليومي الأمني.

وستكون هذه الفعاليات خلال الأيام القادمة، والتي تسبق يوم الإضراب عن الطعام نهاية الأسبوع القادم، رفضا للعقوبات الجديدة.

هذا وقد أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن الحركة الأسيرة داخل سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، تزداد وحدة وتماسكاً وصلابةً، لـ “مواجهة التطرف السياسي والعسكري الصهيوني، والذي يقوده ما يسمى بوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير”.

وقالت الهيئة إنه بالنظر إلى تفاصيل زيارة سجنَي “نفحة وريمون” من قبل محامييها يوسف متية وشيرين عراقي، “يمكن القول بأن الحركة الأسيرة وبالرغم من كل الصعوبات والإجراءات التنكيلية، قادرة على الوقوف بثبات لكسر كل القرارات الانتقامية التي أصدرها بن غفير”، وأكدت أن هذه الجولة من المواجهة “لن يكون لها إلا شعار واحد وهو كسر هذا الحاقد، وتعرية جنونه وتفاهته”.

وأوضحت الهيئة أن نوايا بن غفير في تنفيذ أكثر من 20 قراراً أصدرها لإدارة السجون، ستكون كفيلة بتفجير الأوضاع داخلياً وخارجياً، تحديداً أنها لم تكن بمحض الصدفة.

وأكدت أن هذه القرارات جاءت بعد مشاورات من اليمين المتطرف، الذي يسعى إلى تثبيت ذاته على الساحة السياسية والحزبية الإسرائيلية، من خلال مثل هذه القرارات اللاأخلاقية واللاإنسانية.

وأشارت إلى أن حركة التنقلات في صفوف الأسرى القدامى ممن امضوا محكوميات عالية، يأتي في سياق استهداف استقرارهم والتأثير على نفسياتهم، وزعزعة وحدتهم وهدم كيانهم.

لكنها قالت “المعطيات الداخلية تبشر بأن الأسرى أقوى من أي وقت وسينتصرون”، وطالبت الهيئة بموقف دولي واضح تجاه هذا الجنون الصهيوني، وأن لا يستمر هذا الصمت، كونه “يشجع هذه العصابة على المزيد من التطرف”.

يشار إلى أن أسرى “سجن عسقلان” تقدموا بالتماس جماعي إلى المحكمة، لتعويضهم عن الضرر والخسائر التي تسببت فيها وحدات التفتيش التابعة لمصلحة السجون، حيث قامت باقتحام القسم الذي يضم 30 أسيرا أغلبيتهم من المرضى، قبل قرابة الشهر بحجة نقلهم إلى “سجن نفحة”.

وقد أحدثت العملية أضرارا كبيرة في أغراض الأسرى ومقتنياتهم، بالإضافة إلى فقدان العديد من ممتلكاتهم الشخصية، عدا عن الهمجية والاعتداء الجسدي عليهم من دون مراعاة لوضعهم الصحي.

وأوضحت الهيئة أنّ عمليات النقل ما هي إلا سياسة تعسفية تنتهجها إدارة سجون الاحتلال، للتّنكيل بالأسرى وزعزعة أي حالة استقرار يحاول الأسرى خلقها داخل السّجون.

جدير ذكره أن الأسرى في عدة سجون يعانون أوضاعا صعبة، حيث قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن معتقل “حوارة” يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الآدمية، لافتة إلى أن إدارة المعتقل لا توفر لهم المياه الساخنة للاستحمام منذ أكثر من أسبوعين، وكذلك عدم وجود أغطية كافية للمعتقلين.

وناشدت الهيئة المؤسسات الحقوقية والقانونية وعلى رأسها الصليب الأحمر الدولي، بضرورة إجراء زيارة عاجلة للوقوف على الأوضاع الصحية واللاإنسانية التي يتعرض لها الأسرى داخل المعتقل، ومحاسبة سلطات الاحتلال على ما ترتكبه من انتهاكات بحقهم.

وفي السياق، يواجه الأسير زيد يونس (46 عاما) من بلدة عصيرة الشمالية شمال نابلس، ظروفاً صحية مقلقة في سجن “نفحة”.

ويعاني هذا الأسير آلاما وانتفاخا في أسفل البطن والخاصرة، وكان قد تم نقله إلى عيادة “إيشل” في أثناء وجوده في سجن “عسقلان”، قبل أن يتم نقله إلى معتقل “نفحة”، وقد تم إبلاغه بأنه بحاجة إلى إجراء عملية (فتاق)، وما زال حتى الآن بانتظار إجرائها، إلا أن إدارة السجن لا تكترث له وتتعمد تأجيلها، وتكتفي بإعطائه المسكنات فقط.

هذا وقد حمّل نادي الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة المعتقل المسن سعيد نخلة (65 عاما) من مخيم الجلزون شمال رام الله، الذي أعاد الاحتلال اعتقاله، فجر اليوم الخميس، من منزله في المخيم.

وأوضح أن الاحتلال كان قد أفرج عن المعتقل نخلة قبل نحو أربعة أشهر، وذلك بعد أن أمضى في اعتقاله الإداري الأخير نحو عام.

وتحتجز سلطات الاحتلال داخل سجونها قرابة 700 أسير يعانون أمراضا بدرجات متعددة، وهناك منهم من يحتاج إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة لحالتهم.

وفي السياق، اتهم قدورة فارس رئيس هيئة شؤون الأسرى، المجتمع الدولي بالتقصير في حالة الأسرى، وقال إن هذا التقصير “يشجّع الاحتلال على التمادي في جرائمه وحقده”.

وتأتي استعدادات الأسرى للمعركة الكبرى ضد سياسات الاحتلال العنصرية التي فرضها الوزير المتطرف بن غفير، في وقت يواصل فيه أربعة أسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام.

وذكرت وزارة الأسرى والمحررين في غزة، أن الأسرى هما سلطان خلوف وكايد الفسفوس اللذان يواصلان إضرابهما المفتوح عن الطعام منذ 36 يومًا، رفضًا لاعتقالهما الإداريّ، في ظل مواصلة إدارة سجون الاحتلال ضغوطها عليهما لإنهاء الإضراب، وسط تراجع ملحوظ على وضعيهما صحيا.

وأوضحت أن المعتقل عبد الرحمن براقة يواصل إضرابه عن الطعام منذ 29 يومًا، رفضا لاعتقاله الإداري، بالإضافة إلى المعتقل ماهر الأخرس، الذي يواصل إضرابه عن الطعام منذ لحظة اعتقاله قبل 16 يومًا، رفضا لاعتقاله التعسفي.

وأكدت الوزارة أن إدارة سجون الاحتلال لا تزال ترفض بشكل قاطع التعاطي مع مطالب الأسرى المضربين بإنهاء اعتقالهم الإداري والتعسفي، وتستمر في الضغط عليهم بعزلهم انفراديا ومنعهم من جميع أشكال الزيارات، لإجبارهم على إنهاء الإضراب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية