طرابلس-«القدس العربي»: خلفت العاصفة المدمرة التي ضربت عدداً من المدن الشرقية في ليبيا، دماراً هائلاً وآلافاً من القتلى، خاصة بعد انفجار سدين بمدينة درنة الليبية ما تسبب في جرف أحياء ومدن كاملة، ما دعا ليبيا إلى طلب الاستغاثة والنجدة الدولية، حيث فاق حجم الكارثة القدرات المحلية للإنقاذ في بلد لم تشهد كوارث مماثلة قبل الآن.
وتسابقت دول العالم لعرض المساعدة على ليبيا ولإرسال رسائل التعزية والمواساة على الفور منذ صدور بيان طلب الاستغاثة وقبله، وكالعادة كانت تركيا أول من لبى النداء استناداً إلى علاقات تاريخية تربط البلدين ببعضهما البعض حيث قدم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، تعازيه إلى ليبيا في ضحايا “كارثة السيول” شرقي البلاد، مؤكداً وقوف أنقرة إلى جانب الشعب الليبي.
وقال إن “تركيا تقف إلى جانب الشعب الليبي. تم إعداد 3 رحلات جوية للهبوط في بنغازي هذا الصباح بتنسيق من رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)”، موضحاً أن الطائرات تقل طاقماً مكوناً من 168 فرداً، ومركبتين وزورقين للبحث والإنقاذ، و170 خيمة، و600 بطانية، و400 طرد يضم مواد غذائية ومنظفات، و20 مولداً كهربائياً، وألف معطف واق من المطر، و500 حذاء، و500 مصباح يدوي، لدعم عمليات الإغاثة.
وأعربت دول ومنظمات عن استعدادها الكامل للمساهمة في جهود الإغاثة والإنقاذ في المناطق المنكوبة من ليبيا، فيما أعلنت أخرى عن إرسالها لفرق للمساهمة في هذه العمليات فضلاً عن شحنات مساعدات، فيما ناشد نشطاء وصحافيون دول العالم بضرورة التدخل للمساعدة في الحد من آثار هذه الكارثة الطبيعية.
وضرب الإعصار دانيال الذي أثر في وقت سابق على اليونان وتركيا وعدد من الدول حول العالم مدن شرق ليبيا ما أدى إلى سقوط كميات تاريخية من الأمطار لم تسجلها ليبيا في وقت سابق ما دعا السيول إلى التدفق داخل الأودية متسببة في انفجار واديين في مدينة درنة التي غرقت فيها أحياء كاملة.
وأعلنت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية استعدادها للوقوف إلى جانب الليبيين ومدهم بالمساعدة جراء العاصفة للوقوف إلى جانبهم للتخفيف من وطأة وتوابع هذه الكارثة، متقدمة بأخلص التعازي والمساواة لليبيين حكومة وشعباً، فيما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تضامن بلاده مع ليبيا في مصابها لتجاوز الأزمة متقدماً بالتعازي إلى ليبيا في ضحايا عاصفة دانيال.
ووجه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بإرسال مساعدات عاجلة للمناطق المتأثرة بالفيضانات والسيول شرق ليبيا، معلناً تضامنه مع الشعب الليبي، كما أذن الرئيس التونسي قيس سعيد بالتنسيق العاجل مع ليبيا لتقديم يد العون وتسخير كافة الإمكانيات البشرية والمادية المناسبة لمواجهة المنخفض الجوي.
وقامت الإمارات العربية المتحدة فضلاً عن الاتحاد الإفريقي بتقديم واجب العزاء للشعب الليبي، فيما نشر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تغريدة أعلن فيها عن تضامنه التام مع ليبيا، كاشفاً عن عزمه إرسال ثلاث طائرات إلى مدينة بنغازي محملة بمساعدات متنوعة، فضلاً عن فرق إنقاذ متخصصة بتنسيق مع هيئة الطوارئ التركية “أفاد”.
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن تضامنه الكامل مع الشعب الليبي متقدماً باسم فرنسا بالتعازي لأسر الضحايا معرباً عن استعداده لتعبئة الموارد وتقديم المساعدة الطارئة.
وعزى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، بضحايا الفيضانات، مؤكداً تضامن بلاده مع ليبيا.
كما تقدمت وزارات خارجية كلٍّ من السعودية وسلطنة عمان والبحرين والأردن، بخالص التعازي والتضامن مع ليبيا في ضحايا العاصفة، مؤكدة تعاطفها وتضامنها واستعدادها للوقوف مع الشعب الليبي في مواجهة هذه التداعيات.
ودعا شيخ الأزهر، أحمد الطيب، عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا)، العالم للانتفاضة من أجل إغاثة المحاصَرين والمنكوبين، في ليبيا وتقديم يد العون للمتضررين، والإسراع لإنقاذ الأرواح مقدماً التعازي للشعب الليبي.
كما ناشد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه الدول الأعضاء في المنظمة ومؤسساتها الإنسانية ذات الصلة، وجميع الشركاء الدوليين لتقديم المساعدة الإنسانية العاجلة لليبيا والإسهام في جهود الإنقاذ إلى جانب السلطات الليبية.
ودعا البرلمان العربي الدول العربية ودول العالم والمنظمات والهيئات الدولية والمجتمع الدوليين إلى دعم ليبيا في مواجهة تداعيات العاصفة دانيال وأعربت منظمة اليونيسف عن تعازيها العميقة لجميع الأشخاص الذين فقدوا أفراداً من عائلاتهم في شرق ليبيا بسبب الفيضانات، مؤكدين استعدادهم التام لدعم عمليات إغاثة النازحين وعلى تواصل مع الجهات المعنية.
فيما أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده للمساهمة في جهود مواجهة تداعيات كارثة السيول في ليبيا، حيث قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد، جوزيب بوريل، إن “الاتحاد الأوروبي يراقب الوضع عن كثب، وهو في حالة استعداد لتقديم المساعدة”.
وأضاف في تدوينة عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً): “شعرت بالصدمة لرؤية الصور التي تظهر الدمار الذي لحق بليبيا التي تعرضت لطقس صعب، مما تسبب في فقدان الكثير من الأرواح”.