الناصرة- “القدس العربي”:
في انتقاد جديد للسياسات الرسمية قال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق رئيس معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب تامير هايمن إن “إيران تخطّت كل الخطوط الحمراء ولم يحدث أي شيء”.
في تحليل قصير نشره موقع القناة 12 العبرية قال هايمن إن تصريحات رئيس جهاز الموساد دافيد برنياع يوم الأحد الماضي تدفع إلى نتيجة يجب توضيحها، وفحواها أن إيران اليوم في وضع أفضل من أي وضع كانت عليه سابقاً على الصعيد الأمني خلال الأعوام الماضية.
ويعلل هايمن تقديراته بالقول: “عملياً، يدور الحديث حول دولة عتبة نووية تبث الردع النووي من دون أن تدفع كل الأثمان التي يجب عليها دفعها كدولة لديها قنبلة في الغرف المغلقة. ركّز رئيس الموساد خلال خطابه على القدرات التقليدية لإيران. لدى النظام في طهران جيش كبير وقدرات لتهديد إسرائيل في المجال غير النووي أيضاً. العلاقة الآخذة بالتقارب مع روسيا، تهدد بإدخال أدوات جديدة إلى ساحتنا، كطائرات “ميغ-35″، أو صواريخ متطورة سرعتها تفوق سرعة الصوت، تغيّر حجم ونوع التهديد للجبهة الداخلية الإسرائيلية. أيضاً مكانتها الدولية تتعزز، وتسمح لها بمحاولة تنفيذ عمليات ضد إسرائيليين في الخارج”.
ولفت إلى أنه رغم ذلك، فإن المُقلق فعلاً هو ما يحدث في البعد غير التقليدي في إيران: خلال الأسبوع الماضي، نُشر تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يشير إلى أن لدى إيران كمية كافية من المواد النووية المخصّبة لستة مفاعلات نووية. هذا يُعتبر تخطياً لكافة الخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل سابقاً، بالأساس من فوق منصة الأمم المتحدة. إيران تخطت فعلاً جميع الخطوط الحمراء، ولم يحدث أي شيء. هذا التقرير المُقلق والخطِر لم يصل حتى إلى الوعي”.
وتابع هايمن في انتقاداته المبطنة وفي تحذيراته المباشرة: “لقد تعودنا عليه، وإذا استمررنا في التعود على هذا الوضع الذي تزداد خطورته، فسنشهد إيران نووية. في الوضع الحالي، لا يوجد ما يكبح إيران”.
ماذا علينا أن نفعل؟
ردا على هذا السؤال يرى تامير هايمن أنه ينبغي أولاً، وقف إضعاف الردع الإسرائيلي بوقف الأزمة الداخلية فوراً. ويعلل دعوته هذه بالقول: “حقيقة أننا نزرع الأمل في صدور أعدائنا الذين يتمنون أن ننهار من الداخل هي هدية غير ضرورية، من الممنوع منحهم إياها. التفكير في أن المنظومات الأقوى داخل الجيش موجودة في حالة صراع داخلي وضعف، يجب أن يدفعنا إلى التفكير في مسارنا مرة أُخرى. ثانياً، علينا العمل أكثر لتقوية العلاقات مع الولايات المتحدة. لقد عدت في الأيام الماضية من واشنطن، وأعلم بأنه إذا كان هناك من يخيف الإيرانيين، فإنهم الأمريكيون والإسرائيليون معاً. فقط الولايات المتحدة وإسرائيل تستطيعان معاً تشكيل تهديد حقيقي لطهران”.
كما يرى هايمن أنه في التحصيل الأخير، من الأفضل لإسرائيل بكل تياراتها ومعسكراتها “إيقاف الضرر الداخلي الذي نرتكبه بحق أنفسنا” وخلص للقول: “كل هذه الاتهامات بـ”مَن بدأ”، و”مَن صعّد الوضع”، ليست مهمة. تعالوا لنتعامل مع التهديدات الخطِرة، بدلاً من النقاشات الداخلية العبثية”.