مهنئاً اليهود برأس السنة العبرية.. ترامب: “استيقظوا أيها الأغنام”

حجم الخط
0

في أسفل سلم التهنئة وتحت رسالة جاءت عبر البريد الإلكتروني من مكان عمل استغلالي يصفكم كعائلة، ثمة تهنئة بالعيد، سلبية وعنيفة، جاءت كأنها صدرت بصيغة شتائم. انضم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى نجوم هذا النوع من الأفلام الذي ارتبط بشكل خاص بوزير الاتصالات شلومو كرعي (“عيد مساخر سعيد، اذهبوا إلى الجحيم”). وقد كتب في شبكة التواصل الاجتماعية التي يمتلكها “تروث سوشيال”: “تذكير لليهود الليبراليين الذين صوتوا لصالح تدمير الولايات المتحدة وإسرائيل، نأمل أن تنتخبوا بشكل أفضل في المستقبل. سنة سعيدة”.
تهنئة قلبية أرفق معها ترامب صورة فصّل فيها كل الأمور التي فعلها من أجل إسرائيل، تحت عنوان “استيقظوا، أيها الأغنام. أي نازي أو لاسامي عمل بشكل مشابه من أجل الشعب اليهودي أو إسرائيل؟”. هذه ليست المرة الأولى التي يوبخ فيها ترامب اليهود الذين لا يشكرونه بشكل كاف. في العام 2019 وصف اليهود الذين يصوتون للحزب الديمقراطي بأنهم “جهلة” أو “غير مخلصين”. وقبل سنة دعا يهود أمريكا لإعادة النظر في مواقفهم، وقال إنه يجب عليهم تقديره بشكل أكبر. لأنه “ليس هناك رئيس أمريكي فعل لإسرائيل أكثر مني”. الرابطة ضد التشهير اعتبرت أقواله مهينة ومقرفة (هؤلاء وبحق ناكرون للمعروف).
لترامب تاريخ طويل من الأقوال ذات الرائحة اللاسامية الشديدة. هو يكثر من وصف يهود أمريكا بأن لهم انتماء منفصلاً، واعتبر اليهود “هواة للمساومة” و”قتلة متوحشين” في الأعمال التجارية”، ونشر نظريات تآمرية عن الأموال اليهودية وسيطرة اليهود على العالم.
ليس صدفة أنه ألصق باليهود صورة الخونة – الصورة النمطية اللاسامية المفضلة، سواء على النازيين الأصليين أو على النازيين الجدد، الذين يؤيدون تفوق البيض ويشكلون شريحة هامة في دعم ترامب.
لكن كما يقولون بالإنكليزية: “تتحدث الأفعال بشكل أقوى من الأقوال”، وأفعال ترامب التي يتفاخر بها مدمرة بشكل لا يقل عن تصريحاته. وكما قلنا، فقد أرفق ترامب بالتهنئة بعيد رأس السنة قائمة قصيرة عن الأمور التي فعلها من أجل إسرائيل، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل في هضبة الجولان، والإعلان عن شرعية المستوطنات، والتوقيع على أمر رئاسي يوسع تعريف اللاسامية بشكل يقيد انتقاد إسرائيل في الجامعات الأمريكية. لا شيء جيداً هنا. كل ذلك يمكن إسرائيل من الاستمرار في الغرق في واقع أبدي لاحتلال عنيف يجعلها تتعفن من الداخل.
في المرة السابقة التي وبخ فيها ترامب اليهود الجاحدين، أشار إلى أن “الإفنغلستيين المدهشين لدينا ممتنون أكثر من اليهود” حيال ما فعله من أجل إسرائيل. بالتالي، هذا غير مفاجئ وبحق. ففي نهاية المطاف، يدور الحديث عن نماذج مسيحانية معنية بتأجيج النزاع في الشرق الأوسط لتسريع حرب يوم القيامة في جبل مجدو وقدوم المسيح المخلص.
تهنئة ترامب بالعيد تذكير بأنه يحب إسرائيل حبه للشركاء الإفنغلستيين؛ حب متقد جداً سيشعل كل الدولة. بالنسبة لهم وأيضاً بالنسبة له، اليهود مجموعة لها قوة غيبية تصل إلى درجة الخيال، ومن المفروض أن تلعب دورها بتواضع في المسرحية الخيالية الخطيرة حول المسيح الذي سينقذ من يؤمنون به ويحول العالم أو أمريكا إلى دولة عظمى مرة أخرى. بكلمات أخرى، كل عام وأنتم بخير، أيها اليهود النتنون، احذروا من أن تعلق أنوفكم الطويلة في الباب في الطريق إلى جهنم.
يوعنا غونين
هآرتس 19/9/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية