مقاعد فارغة وخريطة تمحو فلسطين.. “الخطاب الأجوف” لنتنياهو في الأمم المتحدة- (تغريدات)

لميس أنس وعبلة رويس
حجم الخط
0

“القدس العربي”: أثارت الخريطة التي عرضها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، اتهامات له بتشويه الواقع ومحو فلسطين من الخريطة المزعومة، في وقت يروج فيه للتطبيع مع المملكة العربية السعودية.

وفي خريطة “الشرق الأوسط الجديد” بدت الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وكأنهما جزء من إسرائيل.

كما تضمنت خريطة خاطئة عرضها نتنياهو الأراضي الفلسطينية كجزء من إسرائيل في عام 1948.

وعلق موقع “ميدل إيست آي” البريطاني على ذلك بالقول: “لم تسيطر إسرائيل على الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، أو قطاع غزة بعد تأسيسها عام 1948 (80% من فلسطين التاريخية). إنما احتلتها بشكل غير قانوني عام 1967، ولا تزال تفعل ذلك فيما يعرف بأطول احتلال في التاريخ الحديث”.

وأشار إلى أن إدراج الأراضي الفلسطينية (وأحيانا الأراضي التابعة لسوريا ولبنان) في الخرائط الإسرائيلية أمر شائع بين المؤمنين بمفهوم أرض إسرائيل – إسرائيل الكبرى – وهذا الفكر  جزء رئيسي من الصهيونية القومية المتطرفة التي تدعي أن كل هذه الأراضي تنتمي إلى دولة صهيونية.

وهنا تجدر الإشارة إلى الحادثة التي سببت عاصفة من الانتقادات في وقت سابق من هذا العام وكان بطلها وزير مالية نتنياهو، بتسلئيل سموتريتش، الذي أطل من منصة مزينة بخريطة تضم أيضا فلسطين ولبنان وسوريا كجزء من إسرائيل الكبرى. وقال في الحدث الذي حل ضيفا عليه في باريس، إنه “لا يوجد شيء اسمه فلسطينيون”.

ويأتي استخدام المسؤولين الإسرائيليين لمثل هذه الخرائط في وقت اتخذت فيه حكومة نتنياهو القومية المتطرفة خطوات يقول الخبراء إنها ترقى إلى مستوى “الضم القانوني” للضفة الغربية المحتلة.

خريطة نتنياهو الجديدة، التي جاءت في وقت أعلنت فيه السعودية أنها “تقترب من السلام مع إسرائيل أكثر كل يوم”، تسببت بموجة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي حيث كتبت الصحافية الإسرائيلية نوغا ترنوبولسكي: “تشمل الخريطة التي لوح بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة جميع الأراضي الفلسطينية – بما في ذلك غزة – داخل أرض إسرائيل الكبرى”.

وكتب السفير الفلسطيني لدى ألمانيا ليث عرفة: “ليس هناك إهانة أكبر لكل مبدأ تأسيسي للأمم المتحدة من رؤية نتنياهو يعرض أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة “خريطة إسرائيل” التي تمتد على الأرض بأكملها من النهر إلى البحر، مما ينفي فلسطين وشعبها”.

ووصف المحلل الإسرائيلي يوناتان توفال نتنياهو بـ”المحتال” مغردا على منصة إكس “التحريف، الوعود الكاذبة، الوثائق (الخرائط) المزورة، التهديدات الصارخة، عقلية الضحية. لقد بدا تيندر سويندر طفلاً بجوار هذا المحتال المحترف”، في إشارة إلى فيلم Tinder Swindler عن المحتال الإسرائيلي الذي يوقع بالنساء.

ورأى الكاتب والمحلل الفلسطيني يوسف منير “في حال وجود أي شك، فقد أوضح نتنياهو بخريطة صغيرة اليوم ما الذي يسعى إليه التطبيع حقًا: إزالة فلسطين والفلسطينيين من المنطقة وإضفاء الشرعية على إسرائيل الكبرى، وكل ذلك بمباركة الأنظمة العربية”.

وعلق الكاتب ميتشيل بلتنك على “خريطة نتنياهو” بالقول: “مع ذلك، بطريقة ما، سيواصل المدافعون عنه، وخاصة أولئك في البيت الأبيض والكونغرس، الحديث عن الدولتين وشراكتهما غير القابلة للكسر مع إسرائيل”.

مقاعد فارغة

وفي سياق متصل، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الأجواء التي رافقت كلمة نتنياهو من على منبر الجمعية العامة الأمم المتحدة حيث ظهرت القاعة “شبه خالية” في التغطية الإعلامية المباشرة.

وعلقت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بالقول “في مواجهة المقاعد الفارغة والاحتجاجات الحاشدة، يعد نتنياهو بسلام وشيك مع السعودية”.

وغرد عماد الحلاني “القاعة تقريبا فارغة أثناء خطاب نتنياهو. فالمقيت وكيانه لا مكانة لهم في العالم”.

ووصف حساب أوبزيرفر على منصة إكس عدد المستمعين بـ”الكارثة” و”الفضيحة”.

وكتب المحلل الفلسطيني الأمريكي سعيد عريقات “قاعة الجمعية العامة فارغة”.

وكتب الكاتب والمحلل محمد شهادة “أجواء الدكتاتور المنبوذ: نتنياهو يلقي خطابا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في غرفة فارغة وأتباعه في الصف الأمامي يصفقون بصوت عالٍ بينما يتظاهر بالإطراء”.

وقارن البعض بين أداء الوفد الإسرائيلي، الذي انسحب خلال كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس الخميس، لحظة حديثه عن الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، ومنها احتجاز 600 من جثامين الفلسطينيين، وأداء الوفد الفلسطيني وبقائه لمتابعة كلمة نتنياهو.

وقال نتنياهو، في خطابه اليوم الجمعة، إنه لا ينبغي أن يكون للفلسطينيين حق النقض (الفيتو) على أي اتفاقيات سلام بين إسرائيل ودول عربية.

وأضاف “جهودنا الماضية باءت بالفشل لأنها استندت إلى فكرة خاطئة مفادها أنه ما لم نتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين فإن أي دولة عربية أخرى لن تطبع علاقاتها مع إسرائيل”.

ورأى “أن المزيد من اتفاقيات السلام مع دول عربية سيزيد من فرص صنع السلام بين إسرائيل والفلسطينيين”.

ووصف نتنياهو الاتفاقيات الموقعة في 2020 لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب، بأنها تمثل “فجرا جديدا من السلام”. وقال: “أعتقد أننا نقترب من تحقيق اختراق هام في مسار السلام بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية