الجزائر- “القدس العربي”:
أثار اليوتيوبر الجزائري المعروف بـ”أنس تينا” جدلا واسعا عد عرضه فيديو “وين بيها” الذي دعا فيه لثورة أخلاقية ضد ما أسماه بالانحلال والفجور والمحتوى التافه على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد حقق فيديو “وين بيها” التي تعني باللهجة الجزائرية “إلى أين نحن ذاهبون؟”، على فيسبوك نحو 4 ملايين مشاهدة بعد يومين من طرحه، وتفاعلا بعشرات آلاف التعليقات والمشاركات التي انقسم أصحابها بحدة بين موافق ورافض للطرح.
وتضمن الفيديو خطابا بلغة سجعية مع كثير من المؤثرات التي تظهر اليوتيوبر غاضبا من الوضع، ويشير إلى ظاهرة المؤثرين الذين يفعلون أي شيء من أجل حصد المشاهدات، وفق قوله، سواء من خلال التعري أمام الكاميرا، أو استعمال الكلام البذيء، أو استغلال ذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى لجذب المتابعين.
واعتبر “أنس تينا” الذي سبق له إنتاج فيديوهات بمضمون سياسي واجتماعي، أن ما يسمى بـ”المؤثرين وصل بهم الحد إلى محاولة نشر الدعارة والمثلية في المجتمع”، داعيا السلطات إلى اعتماد سلطة ضبط لمراقبة محتوى ما يبث على مواقع التواصل.
وعاتب اليوتيوبر بشدة الأولياء الذين يسمحون لأبنائهم بمتابعة هذا المحتوى وكل من يدمن عليه، لأن المشاهدين هم من يصنعون شهرة هؤلاء المؤثرين ويعطونهم صوتا يعتقدون بموجبه أنهم أصبحوا مؤثرين حقا في المجتمع، بحسب تعبيره.
وكعادة كل “خطاب أخلاقي”، أثار ما قاله “أنس تينا” جدلا واسعا، بين من اعتبروا كلامه صائبا وفي وقته، وأنه تجرأ على طرح موضوع يخشى طرقه الجميع، وبين من قالوا إن كلامه تضمن عبارات عنيفة، وتساءلوا عمّن أعطاه الحق ليكون وصيّا على الناس، وعلى طريقتهم في التعبير والتصرف.
وفي هذا السياق، أشاد الصحافي أسامة وحيد، بمحتوى الفيديو، مشيرا إلى أنه رغم اختلافه مع ما كان يعرضه في المرات السابقة، إلا أن “محتوى أنس تينا الأخير الذي حمل عنوان (وين بيها)، يحسب له ويستحق الإشادة والتشجيع، كونه دافع عن الفضيلة وشخّص الانهيار الذي مسّ البنية الأخلاقية للمجتمع، بكل جرأة وصراحة”. وكتب المئات على هذا النحو تعليقات مؤيدة لمضمون الفيديو.
عكس ذلك، ذكر الصحافي محمد مولوج على فيسبوك، أن خطاب أنس تينا الأخلاقي “مخيّب”. ووصف إدير دحماني، اليوتيوبر أنس ساخرا بأنه “تحول إلى مفتي الديار ومقوم أخلاق الشعب المختار”. وتساءلت المخرجة أسماء بن عزوز عن سبب الصراخ في الفيديو وقوله أشياء أسوأ من الأمور التي ينتقدها.
وانتقد آخرون ازدواجية الخطاب عند أنس تينا، فهو من جهة يهاجم متابعي المؤثرين الذين يُعرف عنهم خطابهم المتحرر من المعايير الأخلاقية، بينما ظهر أنه يتابعهم هو أيضا على مواقع التواصل.
ويبدو أن الضجة المثارة على الفيديو أدت إلى حظره على تطبيق “تيك توك” الذي اعتبر أن مضمونه مخالف للمعايير التي اعتمدها بعد أن حقق نحو مليون مشاهدة على هذا التطبيق.