دوس على مقابر المسلمين وبصق وإهانة “مرابطات” وصلاة توراتية.. وبن غفير: سنفتح “الحرم” لليهود طوال الأسبوع

حجم الخط
0

شوهدت صور احتفالية لعشرات آلاف اليهود في “عيد المظلة” وهم يرتدون الشالات الدينية التقليدية ويحملون أغصان اللولب والخشخاش ويشاركون في مراسم مباركة الكهنة في ساحة حائط المبكى في القدس. الأحداث الكبيرة مرت بهدوء، لكن ثمة أصوات أخرى ومظاهر احتفالية في البلدة القديمة وحول الساحة.

في باب الساهرة، غير بعيد عن “حائط المبكى” [حائط البراق]، تم توثيق عشرات اليهود وهم يبصقون على المؤمنين المسلمين وعلى الكنائس. في باب السلسلة، بالضبط فوق ساحة “حائط المبكى” تم توثيق شرطية من حرس الحدود وهي تدفع امرأتين فلسطينيتين، وفي الحرم تم توقيف يهود حاولوا السجود وتأدية الصلاة. وفي الأسبوع الماضي، في إطار جولة حول أبواب الحرم، شوهد أبناء شبيبة يهود وهم ينشدون ويصلون ويدوسون على القبور في مقبرة باب الرحمة القريبة من باب الرحمة، أحد أبواب الحرم. قد تكون هذه إشارات أولية على الوضع الذي يمكن أن يتدهور في الواقع المتوتر أصلاً، حيث وزير الأمن الوطني، إيتمار بن غفير، يستمر في تولي منصبه وكأن مهمته إشعال المنطقة وليس تهدئتها.

باب السلسلة أحد نقاط الاحتكاك الكثيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في البلدة القديمة. وهو باب الخروج الرئيسي لزوار الحرم من اليهود. هناك تنتظر النساء المرابطات، وهن نساء مسلمات يعتبرن أنفسهن مدافعات عن الحرم. منظمة المرابطين التي تنظم عملية النقل للدفاع عن الحرم، اعتبرت خارج القانون، لكن النساء ولا سيما المقدسيات يواصلن القدوم، ويقفن على المدخل ويحملن القرآن ويطلقن نداءات التكبير نحو اليهود الخارجين من الحرم. وعندما تخرج مجموعة يهود، يقوم رجال الشرطة بالفصل بين النساء وبينهم، ويحاولون إخلاء الطريق أمام اليهود.

في هذا الوضع، تم أمس توثيق شرطية من حرس الحدود وهي تدفع امرأتين فلسطينيتين وتسقطهما أرضاً. نشر في الشبكات الاجتماعية الفلسطينية عدة أفلام فيديو ظهر فيها رجال شرطة وشرطيات من حرس الحدود وهم يدفعون المرابطات. المتحدثون الفلسطينيون تحدثوا عن دافعين أساسيين يشكلان حافزاً للشباب من أجل تنفيذ العمليات – المس أو الاشتباه بالمس بالمسجد الأقصى، أو المس بالنساء وإهانتهن. بهذا المعنى، فإن الأفلام التي شوهدت أمس تعدّ أنباء سيئة.

قد يكون الحافز الثاني ناجعاً. نجحت منظمات الهيكل في جلب 1800 يهودي أمس، حسب ادعاءها، لزيارة الحرم بهدف العبادة. وتحدثت الأوقاف الإسلامية عن عدد أقل بقليل، 1500 شخص. ومهما كان العدد، فالأمر يتعلق بإنجاز. قامت الشرطة قبل العيد بإبعاد عشرات النشطاء الفلسطينيين عن الحرم. وفي الأيام الأخيرة، يمنع رجال الشرطة دخول الشباب الفلسطينيين تحت سن 40 سنة إلى الحرم. في الأسابيع الأخيرة، منع أيضاً دخول سكان الضفة الغربية الذين يأتون إلى القدس بهدف العمل أو العلاج.

هذه القيود أدت في السابق وبشكل فوري إلى زيادة التوتر في الشوارع القريبة من بوابات الحرم. في هذه المرة وبسبب عدم تزامن مناسبات للمسلمين مع الرزنامة اليهودية، باستثناء المرابطات وعدد من النشطاء المتعصبين، لم يسجل أي احتجاج جماهيري على بوابات الحرم. مع ذلك، قد يؤدي استمرار الاستفزاز والضغط في نهاية المطاف إلى رد من قبل الفلسطينيين.

وثمة أنباء سيئة أخرى وفرها الوزير بن غفير كالعادة. ففي رسالة أرسلها أول أمس لأعضاء الكنيست من اليمين الذين احتجوا على معاملة الشرطة للزوار اليهود في الحرم، دافع وقال بأن الشرطة الخاضعة له قد غيرت أسلوبها مع الزوار اليهود. وكتب: “أنوي الاستمرار في التقدم نحو الحرم، وسأواصل العمل على ذلك بإخلاص… أنا أؤيد جلسة للكابنيت فوراً وعقد جلسة حول فتح الحرم سبعة أيام في الأسبوع أمام اليهود، مع إعطاء الإمكانية للصلوات المعتادة وما شابه”. أنهى بن غفير الرسالة بأمل أن “وزراء الصهيونية الدينية ووزراء الليكود في الكابنيت سيؤيدون هذه الإجراءات، رغم أنهم هم أنفسهم يعارضون الزيارات إلى الحرم”.

الوضع الراهن في المسجد الأقصى في هذه الأثناء ليس بيد إيتمار بن غفير. المحاولة السابقة تدل على أن احتمالية تغييره ضعيفة جداً. رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، اكتوى عدة مرات من الحرم، بدءاً بأحداث نفق “الحشمونئيم” في 1996 ومروراً بانتفاضة السكاكين في 2015 وانتهاء بأحداث البوابات الإلكترونية في 2017. في كل مرة كان، دفع إسرائيليون وفلسطينيون بحياتهم ثمناً لعدم المسؤولية والطيش. نتنياهو السنوات الأخيرة يتعامل بشكل جدي مع تحذيرات جهاز الأمن فيما يتعلق بما يحدث في الحرم، ويحاول تقليص ارتفاع اللهب. ولكن مثلما في مواضيع كثيرة في إدارة الدولة في السنة الماضية، فمن غير المؤكد أن دفة القيادة في يده فيما يتعلق بموضوع الحرم.

نير حسون

 هآرتس 3/10/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية