هآرتس: برعاية الجيش.. “الصهيونية الدينية”: طردناهم من “ج” بالزعرنة وسننتقل إلى “أ” بفوشار و”مذبح مزعوم”

حجم الخط
0

لا أعرف ما الشيء الذي كسرني في ­مقال هاجر شيزاف حول الزيارة التي قام بها الآلاف من الإسرائيليين، الإثنين، بمبادرة من المجلس الإقليمي الاستيطاني “شومرون” إلى الموقع الأثري “مذبح يهوشع” فوق جبل عيبال، وهو موقع واقع في المنطقة “ب”، أي تحت السيطرة الفلسطينية المدنية (“هآرتس”، 3/10).

لا أعرف إذا كان هذا وصف المهرج على الأرجل الخشبية، الذي تم دعوته لتسلية المشاركين في الحدث وأولادهم إلى جانب البالونات والفوشار والموسيقى، هو الذي هزني، أو ربما وصف مشهد الطفل الذي ركض في الطريق المؤدية إلى المذبح وهو يحمل قنبلة غاز، التي ربما وجدها على الأرض، أو ربما الملصق الذي كان على عربة المعدات والمكتوب عليه “العدالة لبن أوليئيل”.

أو ربما كلوديت وأنال، المهاجرتان من فرنسا اللتان يشير شكلهما إلى أنهما علمانيتان، واللتان جاءتا إلى الحدث في حافلة مع مجموعة منظمة من “نتانيا”، وأوضحتا لشيزاف أن دافعيتهما غير المسيحانية هي التي دفعتهما للقدوم إلى هذا الحدث في المذبح إلى قلب منطقة “ب”، الذي وفر حمايته جنود حرس الحدود والشرطة. “هذه نزهة. مشهد جميل. ليس كل من في الحافلة متدينين”، قالت كلوديت وأثنت على مرشدة المجموعة التي اعتبرتها “صهيونية جداً”.

قارن ميلان كوندرا في كتابه “الأصوات غير المحتملة للوجود” بين الحب والإمبراطورية. “في اللحظة التي تموت فيها الفكرة التي بنيا عليها، فإنهما يغرقان” (ترجمة روت بوندي). هذا الأمر الذي يفسر وجع القلب الكبير الذي شعرت به عندما قرأت هذه الأقوال. لا جدوى في أن نفسر لكلوديت وأنال بأن هذا ليس صهيونية. ومن قال بأنني مخولة أكثر من كلوديت لتحديد ما هي الصهيونية. على أي حال، العالم ملك للشباب. مهما كانت الصهيونية فإن “الصهيونية الدينية” قد قتلتها وورثتها. المشروع الصهيوني مات، فليحي المشروع الصهيوني الديني. ربما هو مزاج سيئ، وسيمر. ولكن ما صدمني بقوة هو الحاجة إلى فكرة، أو إذا شئتم، إلى الدفاع عن الإمبراطورية.

 الانتقاد الذي يوجه للاحتجاج، والذي أخطأت أحيانا في توجيهه أيضاً، يتركز على كونه قائماً على نفي الاحتلال والرغبة في الحفاظ على بنية قوة معيبة في أساسها (كلمة السر: يهودية وديمقراطية، وحتى أشكنازية وديمقراطية). المحتجون يعتبرون كأنهم يعيشون في وهمين: الأول بخصوص الماضي (أرض إسرائيل الجميلة والجيدة)، والثاني بخصوص المستقبل (الذي يمكن إنقاذه من يد الذين يريدون الإساءة له، وأيضاً بدون وقف الاحتلال). حسب هذه الروح النقدية، فإن الاستيقاظ من هذه الأوهام هو مرحلة حيوية في النضال على مستقبل الدولة.

لكن في هذا الأسبوع، عندما أدركت أن المستوطنين مصرون على مسيرتهم، الذين يرون في الوضع القائم بين العلمانيين والحريديم أو بين إسرائيل والفلسطينيين، ليس سوى خشبة قفز يقفزون منها إلى هدف الاحتلال القادم؛ وأن ما يحدث في جبل عيبال هو رصاصة البداية للمعركة على مناطق “ب”، بعد نجاحهم في المعركة التي خاضوها على مناطق “ج”، وإذا لم نوقفهم فإن المهرج ذا الأرجل الخشبية سيستمر من “ب” إلى “أ”. لم أعد على ثقة بأن الاستيقاظ بخصوص الظلم البنيوي في المشروع القديم سيخدم النضال على مستقبل الدولة. ومن الذي يضمن بأن لا يقتصر الاستيقاظ على الاعتراف بالهزيمة؟ ففي نهاية المطاف، لن ينتصروا في كل الحروب. أليس كذلك؟

ربما تكون الأوهام الأساسية للحالمين من “كابلان” حول من هم وما هي إسرائيل، أوهاماً حيوية لنجاح النضال ضد “الصهيونية الدينية” (الحزب والحركة) وحمارها، بنيامين نتنياهو؛ إذ لا أمل بدون الأوهام. لذا، لا توجد احتمالية في أن يتحول نضالهم إلى نضال صريح من أجل إنهاء الاحتلال. ومن المرجح أن لا يتنازلوا عن غباء “يهودية وديمقراطية”. ولكن المعسكر الذين يحتجون ضده يسوق فكرة الضم والأبرتهايد ويصرخ “دولة يهودية”. يبدو لي أن قوة “كابلان” مستعدة للنضال ضده. فلماذا توجد حاجة أصلاً لإيقاظهم؟

 كارولينا ليندسمان

هآرتس 6/10/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية