بنغازي الليبية دون اتصالات لليوم الخامس على التوالي وسط اشتباكات متقطعة

نسرين سليمان
حجم الخط
0

طرابلس ـ «القدس العربي»: تشهد مدينة بنغازي الليبية، منذ الجمعة، انقطاعاً في الاتصالات تزامناً مع اشتباكات مسلحة شهدتها منطقة السلماني.
في أول تعليق رسمي مطول على الأحداث التي شهدتها مدينة بنغازي قال وكيل وزارة الداخلية في الحكومة المكلفة من مجلس النواب فرج قعيم، إن القوات المسلحة تصدت يوم الجمعة الماضية لخلية إرهابية حاولت زعزعة النظام والاستقرار العام في المنطقة الشرقية، في إشارة إلى العناصر المرافقة لوزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني السابقة العميد المهدي البرغثي.
وفي تسجيل مصور نشرته قناة المسار قال قعيم هذه الزعزعة سببها مجموعة إخوانية لا تمثل الشعب الليبي في شيء، متابعاً: «لن نسمح بهذه الزعزعة، ومنْ يكتب على فيسبوك مثل المجرم الذي يحمل السلاح».
وفي بيان مصور منشور على صفحة وكيل وزارة الداخلية، الحكومة الليبية على فيسبوك، لفت إلى أن هذه المجموعة دخلت إلى مدينة بنغازي مع قيادات بطريقة غير شرعية واستمرت عدة أيام، سلكت فيها طرقاً صحراوية لتجنب البوابات ونقاط التفتيش وأدخلت معها أسلحة خفيفة ومتوسطة متهماً إياها بالقيام لدى دخولها بأعمال تخريبية وقطع الاتصالات من خلال تخريب كوابل الألياف البصرية في عدة أماكن بمدينة بنغازي.
وهدد قعيم سكان مناطق طبرق والكفرة وأجدابيا وسلوق والكويفية والمرج وبنينا والمقرون إذا ناصروا تلك المجموعة بأن القوات ستضرب بيد من حديد بالإضافة إلى من يكتب على موقع فيسبوك مناصراً لتلك المجموعة.
وحذر أيضاً شيوخ القبائل من أن كل من سيتواصل مع المجموعة ستتم ملاحقته، قائلاً: «لدينا معلومات كاملة بالاجتماعات التي عقدت في أجدابيا والبريقة والمرج وبنغازي، نحذرهم سنضرب بيد من حديد كل من يتواصل معهم، لدينا أسماء جميع الأشخاص في مصر وتركيا وتونس، الذين يمدونهم بالأموال. هذه الأموال ستقضي على أرواحكم (…) سنضرب بيد من حديد.
وتابع قعيم: «أقول لأبناء القبائل لموا عيالكم والله لن نرحم أحداً. لدينا تعليمات من القائد العام من يحاول زعزعة الأمن بأن نضرب بيد من حديد»، متهماً دولاً أجنبية بالتعاون مع هذه المجموعة لزعزعة استقرار ليبيا، ولافتاً إلى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية المختصة قبضت على هذه المجموعة وستنشر نتائج الحقيقات بعد استيفائها.
وهذا أول تصريح من جهة مسؤولة في بنغازي بشأن الأحداث التي شهدتها المدينة خلال الأيام الماضية، بعدما تواترت أنباء عن اندلاع اشتباكات مسلحة بمنطقتي السلماني وحي 602 وسط بنغازي، عصر الجمعة الماضي، بين قوات تابعة للواء 106 مجحفل ولواء طارق بن زياد التابعين لقيادة حفتر، ومرافقي البرغثي بعد وصوله إلى منزله الذي غاب عنه لسنوات.
ولا تزال بنغازي معزولة عن الاتصالات. وأفادت مصادر متطابقة، الإثنين، بمقتل وإصابة عدد من العناصر المرافقة لوزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني السابقة العميد المهدي البرغثي، واحتجاز أفراد من عائلته بمن فيهم زوجته، وتطويق مقر تواجده من قبل قوات تابعة للقيادة العامة، فيما لا تزال المعلومات متضاربة بشأن مصير البرغثي منذ وصوله إلى مدينة بنغازي يوم الجمعة.
ولم يتسن معرفة حقيقة ما يجري في المدينة مع استمرار صمت الجهات الأمنية والرسمية في بنغازي. وعدم صدور أي تصريحات، أو بيانات توضيحية بالخصوص.
وبالتزامن مع تلك المواجهات، انقطعت الاتصالات في المدينة، وتضاربت الأنباء حول مصير البرغثي، إذ تحدثت مصادر عن اعتقاله من قبل عناصر تابعة لـلواء طارق بن زياد المعزز والكتيبة 115 التابعين لقوات حفتر، بعد محاصرة منزله، بينما لم تصدر الجهات المختصة أي بيان بالخصوص. وأبدى رئيس الحكومة الليبية، أسامة حماد، الإثنين استغرابه عن ما ورد في بيان البعثة الأممية في ليبيا بوصفها اشتباكات منطقة السلماني المحدودة لساعات بالاشتباكات المستمرة.
وقال حماد، في بيان، إن عملية أمنية محدودة ضد مجموعة تخريبية لمدة ساعتين مساء يوم الجمعة حولتها البعثة الأممية إلى اشتباكات مستمرة وهذا أمر غريب.
واستنكر رئيس الحكومة الليبية، ماجاء في بيان البعثة الأممية مؤكداً على أن ماورد غير صحيح، داعياً إلى الحرص على نقل الحقيقة، حيث لديهم مكتب في بنغازي يمكنهم التحقق منها.
ولفت حماد، البعثة دائماً تقع في مغالطات وتتسرع في نشر بيانات ثم تعتذر بعد ذلك، وهذا أصبح محرجاً.
وطالب رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، الإثنين، النائب العام بإجراء «تحقيق عاجل» في الأحداث المسلحة التي تجري في مدينة بنغازي منذ يوم الجمعة الماضي، في الوقت الذي أعربت فيه البعثة الأممية لدى ليبيا عن قلقها بسبب الوضع في المدينة، واستمرار انقطاع الاتصالات فيها.
وقال خلال ندوة تنظمها وزارة المواصلات في حكومته يوم الإثنين: «لقد تلقينا تقارير تفيد بوقوع مواجهات مسلحة في بنغازي وانقطاع شبكات الاتصالات تماماً، ما أدى إلى عزل المدينة عن باقي العالم».
وأكد الدبيبة أهمية فتح تحقيق عاجل في هذه الأحداث المسلحة بهدف حماية المدنيين في بنغازي. وقال: «أحداث كهذه لا تهدد فقط حياة مواطنينا وسلامتهم، بل تمس وحدة البلاد ونسيجها الاجتماعي». وأضاف أن «بنغازي تشهد أحداثاً استثنائية من مواجهات مسلحة داخل الأحياء السكنية، وأنه يجب محاسبة المسؤولين عن تعريض حياة المدنيين العزل للخطر في تلك المدينة».
وأكد إعلام محلي نقلاً عن مصادر خاصة من منطقة السلماني في بنغازي استمرار الانتشار الأمني بالمنطقة من قبل قوات حفتر.
وأضافت المصادر أن الاشتباكات التي شهدتها المدينة ليل الجمعة الماضية، خلفت جرحى في صفوف المواطنين وخسائر مادية في الممتلكات الخاصة من المساكن والسيارات، مشيرة إلى أن قوات حفتر أطلقت حملة اعتقالات بالمنطقة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية