دير الزور – «القدس العربي»: توعد زعيم عشيرة العكيدات في محافظة دير الزور، أمس الأربعاء، بإشعال كافة الجبهات شرقي سوريا، واستعداد المقاتلين لاستئناف المعارك ضد قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية.
ودعا إبراهيم الهفل، شيخ قبيلة العكيدات التي تقود الحراك المسلح ضد «قسد» في تسجيل صوتي نشره على صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك»، أبناء العشائر العربية المنخرطة في صفوف «قسد» إلى الانشقاق عنها والالتحاق بصفوف المقاتلين من أبناء العشائر.
وكشف عن مفاوضات شهدتها مدينة أربيل بإقليم كردستان شمال العراق، بين العشائر والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، دون الإشارة إلى تفاصيل هذه المفاوضات ونتائجها، لكنه توعد بأن تشعل قوات العشائر العربية من جديد جبهات القتال ضد «قسد».
وقال الهفل، إن الهدوء النسبي الذي شهدته الجبهات على امتداد وادي الفرات والجزيرة، مع «قوات سوريا الديمقراطية» في دير الزور، جاء على خلفية مفاوضات احتضنتها مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق.
ووفق مصادر محلية، فقد شهدت دير الزور الثلاثاء، مواجهات بين الطرفين، كما توجه رتل عسكري لقوات «قسد» من القاعدة الأمريكية في حقل العمر النفطي إلى منطقة الاشتباكات، وأطلقت الأخيرة قنابل مضيئة، وتسببت الاشتباكات بمقتل ثلاثة عناصر لـ «قسد».
واستهدف مقاتلو العشائر نقطة لقوات «قسد» في محطة مياه بلدة الجرذي بريف دير الزور الشرقي. وفي بلدة «الجنينة» بالريف الشمالي الغربي شن مقاتلو العشائر هجوماً تسبب بإصابة عنصرين من «قوات سوريا الديمقراطية».
وبدأت الاشتباكات بين قوات العشائر العربية و«قسد» في 27 آب/أغسطس الفائت بعد حادثة اعتقال قائد مجلس دير الزور العسكري ورفاقه في استراحة الوزير بمدينة الحسكة، وشدد شيوخ العشائر على أن المعركة تهدف إلى القضاء على سيطرة «قسد» في مناطقهم.
في غضون ذلك، شيعت قوات سوريا الديمقراطية العشرات من القتلى الذين سقطوا بغارات تركية في المالكية شمال شرقي سوريا، وأظهرت صوراً لوسائل إعلام مقربة من «قسد» مئات الأشخاص في مقبرة المالكية لدفن المقاتلين الذين قُتلوا، الإثنين، جراء غارات شنها الطيران التركي على مواقع عسكرية قرب جبل «قره جوخ».
في موازاة ذلك، اعتبرت مسؤولة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، مساء الثلاثاء، أن موقف التحالف الدولي إزاء القصف التركي «يهيئ الظروف المناسبة لزيادة نشاط تنظيم الدولة الإسلامية». وشنّت تركيا هجمات عنيفة منذ الأسبوع الفائت على مناطق متفرقة في شمال شرقي سوريا، استهدفت منشآت وبنى تحتية كانت مصدراً حيوياً للنفط والغاز والمياه والكهرباء، وقصفت الطائرات الحربية والمسيّرات التركية والمدفعية 224 موقعاً عسكرياً لقوات «قسد».
وقالت أمينة أوسي، نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، إنّ الأطراف الفاعلة في الملف السوري «تجاهلوا الهجمات التركية»، وأضافت في تصريح لموقع المجلس التنفيذي، أن الإدارة تواصلت مع مسؤولي التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة «داعش»، وروسيا، لنقل «حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت الحيوية التي توفر الخدمات للمجتمع».