“أغوار” الأردن بين “وزير” و”معارض”: “نكبة جديدة” وشعار مبكر “احمل عيلتك بسيارتك وانزل”- (فيديوهات)

حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

ساعات قليلة فصلت تماما بين نشر تصريح وزير الداخلية الأردني مازن الفراية ومضمونه عدم الموافقة على فعاليات شعبية في منطقة الأغوار وبين ترويج مكثف لشعار “احمل عائلتك بسيارتك وانزل على الأغوار“.

 بعد تصدر تصريح الوزير الفراية حملت كل مواقع التواصل الاجتماعي والإلكتروني الأردنية نداء باسم الأمين العام لأكبر أحزاب المعارضة الشيخ مراد العضايلة بعنوان: “يا شعبنا الأردني العظيم ننتظركم يوم الجمعة في مسيرة الهجرة الكبرى نحو الأغوار”.

عمليا وسياسيا ما يعنيه مضمون توضيح الوزير أن السلطات قررت وقبل أربعة أيام منع التظاهر على الحدود مع الكيان الإسرائيلي في منطقة الأغوار.

وبالمقابل يتمسك أكبر أحزاب المعارضة في البلاد بموقفه الخاص بتنظيم مسيرة الهجرة الكبرى وفي تلك الحدود وفقا لتصريحات الشيخ العضايلة.

طبعا الوزير شرح الأسباب وهي تنطلق من الحرص على أمن المواطن الأردني والانضباط في التعبير سلما عن مشاعره وموقفه تجاه مسار الأحداث في غزة ومن باب لفت النظر إلى أن الدولة تشارك المواطن في تلك المشاعر.

 وتعليق الشيخ بالمقابل يحاول الانسجام مع احتياجات ومصالح الدولة عبر التصريح بأن الشعب الأردني لن يقبل نكبة جديدة لشقيقه الفلسطيني وهو جيش رديف وراء الجيش العربي ومستعد للدفاع عن القضية والأقصى والقدس.

 ويظهر النقاش عن بعد في جدلية الشيخ والوزير هنا أن التجاذب محتقن للغاية في جزئية اقتراب الشعب الأردني من حدود الأغوار علما بأن السلطات أغلقت كل مداخل الأغوار الجمعة الماضية، وتأكيدها ضمنا على منع حضور الجماهير للمنطقة إيحاء سياسي بأن مطبخ القرار لا يتوقع انفراجا في ملف الحرب على غزة قبل الجمعة المقبلة.

وبالتالي ينعكس نفس التقدير على متطلبات حماية الجبهة الداخلية من حالة احتقان شعبية غير مسبوقة حيث أعلن بالتوازي وزير الخارجية أيمن الصفدي بأن بلاده لن تسمح بحصول تهجير قسري للفلسطينيين لا في غزة ولا في أي مكان آخر.

 وطبعا للأسبوع الثاني على التوالي بقي التظاهر في الأغوار مسألة تثير حدية في النقاش.

 لذلك نصح الناشط النقابي المعروف ميسرة ملص بأن النظام يجب أن يستفيد من المسيرة في الأغوار الجمعة المقبلة بمعنى تقوية مكانته الخارجية وتجنب النظر لها باعتبارها مناكفة شعبية.

 الأهم أن الحوار العلني بين الوزير والشيخ يعكس واحدة الآن من أبرز تداعيات معركة “طوفان الأقصى” على الساحة المحلية الأردنية وحتى ظهر الجمعة المقبل ستبقى منطقة الأغوار محورا أساسيا في عملية المراوغة واختبار النوايا والإرادات.

وهو وضع غير مسبوق بالنسبة للدولة وللشارع الأردني معا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية