مدريد- “القدس العربي”: غادر مدير مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب، ديفيد غوفرين، المملكة إلى إسرائيل، كما تم إجلاء طاقم مكتبه، في وقت تشهد فيه البلاد أكبر التظاهرات المناهضة للتطبيع، بل وتذهب التحاليل الى نهاية التطبيع على شاكلة ما حدث منذ عشرين سنة.
ووفق معلومات حصلت عليها “القدس العربي” من مصادر عليمة بالعلاقات بين المغرب وإسرائيل، فإن غوفرين يتواجد الآن في تل أبيب وكذلك الطاقم الذي كان يعمل معه.
وتحاول دبلوماسية إسرائيل الإيحاء بأن الأمر يتعلق بسحب جميع موظفي المكتب بسبب احتقان الأوضاع في العالم العربي، بينما لا تستبعد المصادر التي اعتمدت عليها “القدس العربي” أن السلطات المغربية قد تكون هي التي اعتبرت غوفرين شخصا غير مرغوب فيه بسبب تصرفاته، التي اعتبرها أكثر من مصدر “طائشة” ولا تمت للدبلوماسية بشيء، وجاء إجلاء باقي الطاقم لهذا السبب.
وكان غوفرين قد نشر تدوينات في فيسبوك تستفز المغاربة في ملف الصحراء وكذلك تعليقات غير مناسبة عن مسيرة الرباط يوم الأحد الماضي التي تعد أضخم التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين ليس فقط خلال هذه الحرب بل طيلة السنوات الأخيرة. في الوقت ذاته، ظهرت أصوات تتهمه بالتحرش الجنسي وأن كل المعطيات التي نشرتها الصحافة في هذا الملف خلال سبتمبر/ أيلول الماضي كان صحيحا. كما طالبت أصوات إعلامية وسياسية بطرده من المغرب.
وعلقت مصادر مطلعة على هذا الملف أنه أمام مشاعر الغضب، التي تعم الشارع المغربي، لا يمكن لهذا الشخص البقاء في المغرب حيث يستفز الرأي العام بتدويناته، وتعترف أن عودته إلى الرباط بعد اتهامات التحرش كان خطأ كبيرا لأنه كان يستحسن تغييره بدبلوماسي آخر يحترم البروتوكول.
وعموما، يعتبر 7 أكتوبر/ تشرين الأول وما ترتب عنه وخاصة مجزرة مستشفى المعمداني، أمس الثلاثاء، حلقة حساسة من التطبيع المغربي مع إسرائيل، وقد يتطور الأمر الى إغلاق الملف على شاكلة ما وقع منذ عشرين سنة عندما جمّد المغرب العلاقات مع إسرائيل بسبب الجرائم التي ارتكبتها، ليستأنفها يوم 10 ديسمبر 2020 ضمن اتفاقيات أبراهام.