القاهرة ـ «القدس العربي»: استقبل مطار العريش في شمال سيناء، الثلاثاء، 5 طائرات تحمل مساعدات تمهيدا لإدخالها إلى قطاع غزة المحاصر.
وقالت مصادر لـ«القدس العربي» إن المطار استقبل طائرة كينية تحمل 25 طنا من المساعدات، كما استقبل طائرتين عراقيتين وطائرة كويتية وأخرى تركية.
وبينت أن المتطوعين في وكالات الإغاثة يفرغون الطائرات ويتم نقل المساعدات إلى مطار استاد العريش الرياضي تمهيدا لإدخالها إلى القطاع بواسطة الشاحنات.
كذلك، توجهت 20 شاحنة مساعدات جديدة إلى معبر العوجة، للخضوع إلى التفتيش من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعقب انتهاء فحص المساعدات ستتوجه الشاحنات الى قطاع غزة لتتسلمها وكالة الأونروا والهلال الأحمر الفلسطيني في معبر رفح من الناحية الفلسطينية.
وحذر رئيس الهيئة العامة الاستعلامات المصرية ضياء رشوان، من تحول قطاع غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين إذا استمرت الحرب ولم تدخل المساعدات الإغاثية إلى القطاع، قائلا، إن هناك مليون طفل مهددون بالقتل في قطاع غزة.
وكشف خلال مؤتمر صحافي عقدته الهيئة ضياء رشوان، لتوضيح أبعاد وتحركات الموقف المصري من الأوضاع في غزة، عن حجم المساعدات إلى القطاع. وقال: دخل القطاع حتة الآن 457 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية، و251 طنا من المواد غذائية، و87 طنا من المياه. وتابع: دخلت المساعدات في 54 شاحنة، فيما يتوقع دخول القطاع اليوم (أمس) 20 شاحنة.
وكشف عن استقبال مطار العريش، 39 طائرة مساعدات كان آخرها من كينيا.
وطالب، بوضع آليات مع المنظمات الدولية لضمان تدفق المساعدات، والا يترك الأمر للتفاوض مع إسرائيل.
وأكد رشوان أن الطريق المؤدي قصف 4 مرات، ما ادى إلى تعطل العمل فيه، وإن مصر تولت إصلاح الطرق المؤدية إلى المعبر في الجانب الفلسطيني، مؤكدا أن إسرائيل المسؤولة عن تعطل خروج الرعايا الأجانب، وعدم وجود موظفين على الجانب الفلسطيني لان المعبر غير أمن للأفراد.
وانتقد تناول الإعلام الغربي للهجوم الذي يتعرض له قطاع غزة، وقال إنه منحاز للاحتلال الإسرائيلي.
وقال إن بلاده حذرت في 9 ديسمبر/ كانون الأول الماضي من تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ نتيجة عمليات العنف الإسرائيلي، بعدما وصل عدد الشهداء إلى 200 شهيد في العام الماضي.
وتابع: مصر ترى دائما أن حل القضية الفلسطينية يتمثل في حل الدولتين وإيقاف الانتهاكات الإسرائيلية، لذلك فإن التقدير المصري أن القضية الفلسطينية هي قضية القضايا.
وتابع أن ما يحدث من عنف وعقاب جماعي في قطاع غزة يرجع إلى سياسات متراكمة في القطاع ولم تتوقف هذه الممارسات الإسرائيلية منذ سنوات، فلابد من وقف الانتهاكات التي تمارسها إسرائيل لأن كل هذه الأمور ستؤدي إلى عنف مستمر» مشيرا إلى أن مصر تدين أي استهداف للمدنيين من الجانبين.
وزاد: لذا مصر موقفها واضح بوقف سريع لإطلاق النيران ووقف العدوان على القطاع من جانب الاحتلال الإسرائيلي.
ورفض الرواية الإسرائيلية بأن العدوان على قطاع غزة ردا على ما شهده يوم 7 اكتوبر/ تشرين الأول الجاري في إشارة لعملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية «حماس» مؤكدا أن تاريخ الصراع يسبق ذلك اليوم بـ 75 عاما.
وتابع: مصر لم تبخل على القضية الفلسطينية، ودعمت المقاومة منذ عام 1948، واحتضنت المقاومة بعد ثورة يوليو/ تموز 1952، وموقفها داعم للمقاومة، مؤكدا أن رؤية بلاده تتمثل في عدم اتساع رقعة الصراع ووقف الحرب.
حملة توقيعات
في الموازاة، دشن صحافيون مصريون حملة توقيعات تطالب بفتح تحقيق دولي عاجل، وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، للخروج بتقرير شامل يرصد الجرائم الإسرائيلية بحق الصحافيين والإعلاميين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولفت الموقعون إلى أن نقابة الصحافيين الفلسطينيين رصدت استشهاد 16 من الصحافيين الفلسطينيين، إضافة إلى الصحافي اللبناني عصام عبد الله بصواريخ وقذائف الاحتلال الإسرائيلي.
وطالبوا بفتح تحقيق عاجل في جرائم الاحتلال بحق الصحافيين في الأراضي المحتلة، فإنهم يعولون على ما تبقى في الضمير الإنساني من احترام لحرية الصحافة وحماية الصحافيين أثناء الحروب والنزاعات المسلحة.
وأكدوا أن انتهاكات الاحتلال التي ترقى إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، والضرب بعرض الحائط كل المواثيق والمعاهدات التي تحمي المدنيين خلال الحروب، ما هي إلا استمرار لسياسة دولة الاحتلال التي تسحق كل يوم القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ومعاهدات جنيف وبروتوكولاتها، ما يستوجب وقفة حقيقية لإيقاظ الضمير العالمي.
وطالب الموقعون، المؤسسات والهيئات الدولية المعنية بحرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير، بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة، وإعلان نتائج عملها للرأي العام العالمي، وتفعيل دور مجلس حقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ومفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، في هذا المشهد الدولي العبثي الذي ترتدي فيه دول الشمال العالمي نظارات إسرائيلية لا ترى في ذبح الصحافيين وتكميم صوت الحقيقة أي جريمة تستوجب العقاب.