الدوحة- “القدس العربي”: جددت قطر موقفها الرافض للانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين في فلسطين وانتقدت صمت المجتمع الدولي حيال التصعيد في غزة وأكدت على ضرورة تجنيب المدنيين تبعات القتال.
وأكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر خلال استقباله هاكان فيدان وزير الخارجية التركي بمكتبه في الديوان الأميري، على موقف الدوحة الثابت “من إدانة كافة أشكال استهداف المدنيين، وضرورة بذل الجهود لخفض التصعيد وتجنيب المدنيين تبعات القتال، وفتح الممرات الآمنة في غزة للإغاثة والجهود الإنسانية، وضمان عدم اتساع رقعة العنف إقليمياً”.
وناقش أمير قطر مع وزير الخارجية التركي “تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية”.
سمو الأمير المفدى يستقبل سعادة السيد هاكان فيدان وزير الخارجية بالجمهورية التركية الشقيقة والوفد المرافق، وذلك بمكتبه في الديوان الأميري. https://t.co/fEWy59KqlJ pic.twitter.com/eHJNAFQ1xd
— الديوان الأميري (@AmiriDiwan) October 25, 2023
وقابل وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نظيره التركي في اجتماع عقد في العاصمة الدوحة، وناقش معه الملف الفلسطيني. وأكد آل ثاني موقف دولة قطر الثابت من إدانة كافة أشكال استهداف المدنيين، ورفضها التام للتعامل مع الأزمة في قطاع غزة بازدواجية معايير.
وعقد وزيرا الخارجية القطري والتركي مؤتمراً صحافياً في الديوان الأميري، تمحور حول الوضع في فلسطين، على ضوء العدوان الإسرائيلي، والتصعيد في غزة. وقال وزير الخارجية القطري إن اللقاء يتزامن والتدهور المستمر وتصاعد وتيرة الصراع على الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستمرار إسرائيل للقصف العشوائي على قطاع غزة، ومحاولات التهجير والنزوح القسري لشعبها المحاصر. وأكد آل ثاني أن الجميع يشهد في الأيام الأخيرة “استهدافاً وعقاباً جماعياً لقطاع غزة، حيث جرى استهداف البنى التحتية والأعيان المدنية من المدارس والمستشفيات والمنشآت الحيوية”.
وشدد وزير الخارجية على رفض الدوحة التام للتعامل مع هذه الأزمة بازدواجية معايير، “الروح الإنسانية المنوط الحفاظ عليها واحدة، ولا يجوز إدانة قتل المدنيين في مكان وتبريره في مكان آخر”. ودعا “إلى ضرورة محاسبة الأطراف المتورطة بانتهاك القانون الدولي، وإلا فإن منطق القوة سيغلب قوة المنطق”. وقال إن حكومات المنطقة ترى غرابة في التعامل المزدوج مع الأزمة في غزة، “يجب أن يكون التعامل مع المدنيين سواء كانوا فلسطينيين أو إسرائيليين على حد سواء”.
وشدد آل ثاني في هذا السياق على أن قطع الماء والكهرباء والأغذية والأدوية على المدنيين يعد أمراً غير مقبول، كما أن ما يحصل في غزة وما تقوم به إسرائيل سيؤدي إلى المزيد من الإدانة والاستغراب.
واستغرب تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين، وما قال إنه كيل الاتهامات لدولة قطر في الوقت الذي تسعى فيه لبذل الجهود لضمان إطلاق سراح الأسرى وخفض التصعيد. ونبه إلى أن “هذه التصريحات المستفزة تقوض الجهود القائمة وتخاطر بالأرواح، ولا يمكن فهمها إلا في سياق الابتزاز السياسي والدعاية السياسية، فيما نتوقع من كل الأطراف احترام الجهود التي تبذلها دولة قطر وشركاؤها ومساعدتنا على إنجاحها”.
وأكد آل ثاني على “استمرار التنسيق مع الأشقاء في تركيا وبقية الشركاء الإقليميين والدوليين لإيجاد حل لهذه الأزمة”.. وشدد “أن السلام المستدام منوط بالحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية بشكل جذري ونهائي، في إطار المبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية”.
وحول التقدم في مباحثات إطلاق سراح المحتجزين، كشف وزير الخارجية القطري حدوث بعض التقدم خلال الأيام القليلة الماضية، عبر إطلاق سراح أسيرتين أمريكيتين، وكذلك إطلاق سراح رهينتين أخريين، بالتعاون مع مصر، مؤكداً استمرار المباحثات من أجل إطلاق سراح الأسرى.
وقال وزير الخارجية التركي إن “أي عملية برية في غزة ستحول هذه الوحشية إلى مجزرة بكل معنى الكلمة”. وأضاف أن “استهداف أشقائنا الفلسطينيين دون تمييز بين الأطفال والمرضى وكبار السن حتى في المدارس والمستشفيات والمساجد جريمة ضد الإنسانية”.
وأردف فيدان: “كلما زاد الموت والدمار (في غزة) ستزداد ردود الفعل على ذلك في المنطقة، ولا يمكن التنبؤ بالعواقب”.
معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني @MBA_AlThani_ رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع سعادة الدكتور هاكان فيدان @HakanFidan، وزير خارجية الجمهورية التركية: نجدد دعوتنا لشركائنا الإقليميين والدوليين لحشد الجهود الدولية للتوصل لحل شامل وعادل… pic.twitter.com/8HEVhVHVOK
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) October 25, 2023
من جانبه، كشف ماجد الأنصاري متحدث الخارجية القطرية، في إحاطة أسبوعية، سعي الدوحة “تركيز جهود الوساطة على إطلاق سراح المحتجزين وهو أمر منفصل عن المناقشات الأوسع نطاقا لخفض التصعيد.
وكان أمير قطر شدد في خطاب ألقاه أمام مجلس الشورى على عدم جواز السكوت عن القصف الهمجي غير المسبوق الذي يتعرض له المدنيون في قطاع غزة، وقال إنه لا يجوز القبول بالكيل بمكيالين، ولا التصرف وكأن حياة الأطفال الفلسطينيين لا تحسب، وكأنهم بلا وجوه ولا أسماء، مؤكداً أن ما يجري خطير للغاية. كما دعا إلى وقفة جادة إقليمياً ودولياً أمام قال إنه التصعيد الخطير الذي نشهده والذي يهدد أمن المنطقة والعالم، مؤكداً على وقف هذه الحرب التي تجاوزت كل الحدود، وحقن الدماء وتجنيب المدنيين تبعات المواجهات العسكرية، والحيلولة دون اتساع دائرة الصراع.