باريس- “القدس العربي”:
في مقابلة خصّ بها موقع “ميديابارت” الفرنسي، استنكر الكاتب والصحافي الإسرائيلي ميشال فارشافسكي، “الجريمة ضد الإنسانية” التي ترتكبها الدولة العبرية ضد المدنيين في غزة، داعياً المحكمة الجنائية الدولية لأن تنظر في الأمر.
قال فارشافسكي، الذي يعدّ أحد رموز حركة السلام واليسار الإسرائيلية المناهضة للاحتلال والاستيطان، إن إسرائيل تجاوزت جرائم الحرب، وأن العالم يواجه اليوم جريمة ضد الإنسانية في غزة، التي يدفع سكانها مرة أخرى ثمنا باهظا، من دون أن تنجح هذه المذبحة في القطاع المحاصر، بنهدئة الرأي العام الإسرائيلي، الذي يشعر بالتهديد الشديد.
وعبّر ميشال فارشافسكي عن قلقه البالغ إزاء جنون حكومة بلاده اليمينية المتطرفة التي اعتبر أنها لا تتأثر كثيراً بالضغوط الدولية والخطابات الرامية إلى تهدئة الأمور، قائلا: “إننا نواجه متطرفين متعصبين وعاجزين وبلطجية، ونتنياهو رهينة لديهم. وهذا مخيف”.
وتابع الكاتب والصحافي الإسرائيلي، القول إن إسرائيل تملك مفاتيح الحل، وأن هذا الحل يتمثل في انسحابها من الأراضي المحتلة، وألا تتسبب في نكبة جديدة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني موجود، وما يزال حاضرا بقوة. وكان البعض، بمن فيهم مَن هم في السلطة بإسرائيل، يعتقدون أنه بالإمكان تجاهل القضية الفلسطينية تماما، وتطبيع العلاقات مع الدول العربية وكأن شيئا لم يكن. وكانوا مخطئين بشكل خطير، بحسب فارشافسكي.
واعتبر ميشال فارشافسكي أن إسرائيل تريد أن تسير الأمور في الاتجاهين، أي التطبيع من ناحية، وعدم تغيير أي شيء في سياستها من ناحية أخرى. وقد شاهدت على شاشات التلفزيون صور المظاهرات الكبرى التي تجري في الدول العربية مثل المغرب. وما تزال الأنظمة العربية تعتمد على رأي عام معين يتواصل بوضوح مع معاناة الفلسطينيين.
ورأى الصحافي والكاتب اليهودي، المناهض للاحتلال والاستيطان، أن ما حدث في السابع من أكتوبر كان أمرا حتميا، لأنه لا يمكننا أن نضع مليوني إنسان في طنجرة ضغط في غزة، ولا نفهم أنها ستنفجر عاجلاً أم آجلاً. لقد حوصر مليونا شخص في منطقة صغيرة وخضعوا للحصار لأكثر من عقد من الزمن، يوضح ميشال فارشافسكي، مضيفاً أن هؤلاء المليونين من البشر لديهم الحق في الوجود، والتنفس، وتقوم إسرائيل الآن بإخضاعهم لحصار كامل انتقاماً، حيث تقطع عنهم المياه والغذاء والدواء والكهرباء والإنترنت والاتصالات.
وعن المواقف الغربية مما يجري في غزة، اعتبر ميشال فارشافسكي، أن السجالات الجارية في الغرب، لا سميا في فرنسا، هي سجالات رديئة، لا ترقى إلى مستوى الجدية القصوى التي نشهدها الآن. فبدلاً من استخدام كل نفوذهم لفرض وقف فوري لإطلاق النار، يفضل العديد من القادة السياسيين التعهد بالولاء لإسرائيل. وهم أمام أعين العالم كله شركاء في جريمة ضد الإنسانية، يقول الصحافي والكاتب اليهودي اليساري، المناهض للاحتلال والاستيطان.
ولم يستبعد فارشافسكي أن تعجل التطورات الحاصلة بسقوط نتنياهو، الأمر الذي سيكون بمثابة فرحة شخصية له، يتقاسمها العديد من الإسرائيليين.