القدس.. مرضى غزة يتطلعون للعودة إلى ديارهم رغم الحرب

حجم الخط
0

القدس- عبد الرؤوف أرناؤوط: عدد من المرضى من سكان قطاع غزة الذين يمكثون بمستشفى “المقاصد الخيرية” بمدينة القدس الشرقية، يراقبون الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع، ويتطلعون للعودة إلى ديارهم رغم الأهوال.

المرضى الذين وصلوا مستشفى المقاصد قبل الحرب، باتوا غير قادرين على العودة إلى منازلهم، حتى بعد استكمالهم العلاج الذي خضعوا له.

وكانت إسرائيل فرضت حصارا محكما على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، ولا تسمح بالدخول أو الخروج منه، كما قطعت كافة إمدادات الكهرباء والماء والاتصالات والوقود والعلاج.

ومنذ عقود، تعتبر المستشفيات الفلسطينية في القدس الشرقية ملجأ لسكان قطاع غزة والضفة الغربية، للعلاج الذي لا يتوفر في مستشفيات غزة.

لم نستطع العودة

إسراء الشني، من مدينة خانيونس، قالت: “أتلقى العلاج في مستشفى المقاصد منذ شهر وأسبوع، وخلال العلاج خضعت لعملية، وقد اندلعت الحرب أثناء ذلك، ولم نستطع العودة”.

ووصفت الشني أصعب الساعات بأنها “تلك التي انقطع فيها الاتصال في غزة”.

وقالت: “فقدنا الاتصال مع الأهل منذ يومين، ولم نتمكن حتى من النوم، وعشنا أصعب يومين، ولكن الحمد لله عندما عاد الاتصال كان سماعنا لصوتهم بمثابة عيد بالنسبة لنا”.

وعن الخسائر في عائلتها، أوضحت: “تم قصف منزل أخت زوجي، فاستشهدت مع ابنها وبنتها، ولم تنجُ من العائلة إلا فتاة واحدة تم إخراجها من تحت الأنقاض”.

وأضافت: “أقول حسبنا الله ونعم الوكيل على كل رئيس لا يحس بنا وبهؤلاء الأطفال”، فيما أعربت عن أملها في أن “تعود غزة أفضل مما كانت عليه”.

ويشير المرضى إلى أن المؤسسات بالقدس الشرقية توفر احتياجاتهم، لكنهم ينتظرون العودة إلى غزة حال تمكنهم من ذلك.

وقالت الشني: “جاءت مؤسسات وسألتنا عن احتياجاتنا مثل الملابس الشتوية، وقدموا لنا المساعدة”.

أعيدونا إلى غزة بمساعدة الهلال والصليب الأحمر

من جهته، قال صائب علي الطلالي، من مدينة غزة: “أنا في المستشفى منذ 2 سبتمبر/أيلول 2023، ولكن بسبب الحرب فإن الوضع سيء”.

وأضاف: “الكثيرون استشهدوا بمن فيهم الأطفال، والمدارس مدمرة، ولا أحد يجد لنا حلا، فليعيدونا إلى غزة بمساعدة الهلال الأحمر أو الصليب الأحمر”.

وطالب الطلالي قادة العالم بأن “يجدوا حلا، لا نريد مساعدات، وإنما إيقاف الحرب والعودة إلى غزة”.

وأشار إلى أنه منذ 4 أيام لم يتمكن من التواصل مع أحد في غزة، بسبب انقطاع الإنترنت وضعفه.

من جهتها، قالت مهدية الشنطي (20 عاما) من شمال غزة: “وصلت تقريبا منذ شهر ونصف، وقد خضعت لعملية جراحية”.

وأضافت: “نتابع الأخبار على مدار الساعة، والوضع يزداد سوءا في غزة، وبالتالي يزيد خوفنا وقلقنا على الأهل بسبب ما نراه”.

لا طريق إلى غزة

ولفتت الشنطي إلى أن “أهلي تهجروا من منزلهم، وذهبوا الى منطقة أخرى، ولا نعلم ما الذي حدث بمنزلنا”.

أما بشأن عودتها إلى غزة، فقالت: “لا أحد أبلغنا عن موعد عودتنا إلى غزة، ننتظر أن تهدأ الأمور، فالمعبر (بيت حانون) مغلق ولا طريق إلى غزة”.

بدوره يشير نائل عز الدين (54 عاما) من جباليا، إلى أنه خضع لعملية قلب مفتوح في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وإنه ظل بعد العملية في المستشفى.

وقال: “لا توجد اتصالات، والإنترنت ينقطع، وبصعوبة أتواصل مع عائلتي وإخوتي وأصدقائي”.

وأضاف: “الكل في غزة مستهدف، منازلنا تضررت، وأصيب إخوة لي”.

وتابع عز الدين: “لا أتوقع من الدول أن تفعل أي شيء، وما لنا إلا الله، فالكل تخلى عن الشعب الفلسطيني”.

وتقول خضرة الخالدي، من البريج: “جئت في 29 سبتمبر 2023، وغير قادرين على العودة وقد أصيب أبناء لي، ومنزلنا تقريبا تدمر”.

وأضافت: “نتواصل مع الأهل حينما يسمح الاتصال بذلك، فالإنترنت ضعيف جدا”، مشيرة إلى أن “الوضع صعب جدا إلى درجة أن الغذاء لا يتوفر”.

وتابعت: “أتضرع إلى الله أن ينصلح الحال، وأن أتمكن من العودة إلى أبنائي عودة وسوسن، وعلاء وحمزة ومحمد، ونور وهي أصغرهم في الصف الثاني الابتدائي”.

وتساءلت الخالدي: “هل أصبحت قلوب العالم متحجرة؟ ألا يشاهدون الأطفال التي تموت”، وطالبت “بإيقاف الحرب، فلا نريد مساعدات، ولا نحتاج لأحد والحمد لله”.

وأردفت باستهجان: “ماذا بالنسبة للجرحى الذين يخضعون لعمليات بدون تخدير، وكل المستشفيات تناشد”.

ويعاني سكان غزة وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ عام 2006.

ومنذ 24 يوما يشن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على الأحياء السكنية بغزة، استشهد فيها أكثر من 8306 بينهم 3457 طفلا والمصابين 21048 ، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وفي الضفة الغربية استشهد 122 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر، كما يشن الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة طالت نحو 2000 فلسطيني بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

(الاناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية