لندن – «القدس العربي» – وكالات: دعا وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، أمس الأحد، إلى إلقاء قنبلة ذرية على غزة، وهو ما اعتبرته حركة «حماس» انعكاسا للإرهاب الصهيوني الإجرامي غير المسبوق، الذي يمارس ضد القطاع، فيما رأت الخارجية الفلسطينية في التصريح «صفعة قوية لجميع الدول التي تناشد إسرائيل الالتزام بالقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان وحماية المدنيين».
وقالت صحيفة «إسرائيل اليوم» الإسرائيلية، أمس الأحد، إنه «ردا على سؤال في مقابلة مع راديو «كول بيراما» (محلي)، عما إذا كان ينبغي إسقاط قنبلة ذرية على غزة، قال إلياهو: «هذا أحد الاحتمالات».
وينتمي إلياهو لحزب «القوة اليهودية» اليميني المتطرف، الذي يقوده وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وهو الحزب الذي يؤيد بناء المستوطنات، واستعادة السيطرة على القطاع، ويتبنى أفكارا متطرفة قُوبلت بانتقادات واسعة حتى في الأوساط الإسرائيلية.
واعتبر أنه « لا يوجد في غزة إلا المقاتلون، الذين يجب أن يخفضوا رؤوسهم عندما يشاهدون جنديا إسرائيليا».
وأعرب عن رفضه «السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة»، قائلا: «لن نقدم مساعدات إنسانية للنازيين، لا يوجد شيء اسمه عدم التدخل في غزة». ودعا إلى إخراج الفلسطينيين من غزة، قائلا: «نحتاج إلى إخراجهم من قطاع غزة. يمكنهم الذهاب إلى إيرلندا أو الصحاري»ى
كما أشار إلياهو إلى أكثر من 240 أسيراً إسرائيلياً لدى حركة حماس في قطاع غزة، وقال: «أصلّي وآمل بعودتهم، ولكن هناك أيضاً أثمان للحرب»، وقال: «قطاع غزة يجب ألا يبقى على وجه الأرض، وعلينا إعادة إقامة المستوطنات فيه»، على حد تعبيره.
كما أن وزير التراث الإسرائيلي لم يكن أول مسؤول يدعو إلى إلقاء قنبلة نووية على غزة، حيث دعا عضو الكنيست السابق، موشيه فيجلين، على حسابه في منصة «أكس»، إلى ضرب قطاع غزة بالسلاح النووي.
وأعلن مكتب نتنياهو وقف مشاركة إلياهو في اجتماعات الحكومة حتى إشعار آخر.
وقال في بيان: «قرر نتنياهو إيقاف الوزير عميحاي إلياهو عن اجتماعات الحكومة حتى إشعار آخر».
كذلك قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في تدوينة عبر منصة «أكس»: «أدين التصريحات التي لا أساس لها، وغير المسؤولة للوزير عميحاي إلياهو، ومن الجيد أن هؤلاء ليسوا الأشخاص المسؤولين عن أمن إسرائيل».
كذلك شنَّ زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، هجوماً حاداً على إلياهو، قائلاً إن تصريحه «صادم ومجنون، وصدر عن وزير غير مسؤول». وتابع: «وجود المتطرفين في الحكومة يعرّضنا للخطر، وعلى نتنياهو إقالة وزير التراث».
فيما علقت زعيمة حزب العمل الإسرائيلي المعارض لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «هؤلاء أناس منفصلون عن الواقع، هذا تصريح سخيف وخطير، يجب إزالته من النظام السياسي إنه خطر على دولة إسرائيل».
أما بن غفير، زعيم حزب «القوة اليهودية» اليميني المتطرف الذي ينتمي له إلياهو، فقال في بيان: « لقد تحدثت مع الوزير عميحاي إلياهو، الذي أوضح لي أن كلامه جاء على سبيل الاستعارة»، دون أن يدينها بن غفير. وأضاف: «ومن الواضح لنا جميعا، أنه يجب تدمير منظمة حماس ومحوها، وأننا سنفعل كل ما في وسعنا لإعادة المختطفين إلى وطنهم».
ونددت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بتصريحلات إلياهو، مشددة على أنها «تعكس إرهاب حكومة الاحتلال وتكشف حجم المحرقة ضد غزة». وقال المتحدث باسم «حماس» حازم قاسم ، في بيان إن «هذه التصريحات تعكس الإرهاب الصهيوني الإجرامي غير المسبوق، الذي تمارسه هذه الحكومة الفاشية وقادتها ضد شعبنا».
وأضاف: «هذه التصريحات النازية لأحد وزراء حكومة الاحتلال نابعة من الدعم الكامل من بعض الدول، وخاصة الولايات المتحدة».
وفي بيان منفصل، دعت حماس «المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمحاكم الدولية ذات العلاقة إلى أخذ تصريح هذا المجرم، وتصريحات قيادات الاحتلال، على محمل الجد، واتخاذ ما يلزم لوقف هذا الكيان عن حرب الإبادة التي يرتكبها في قطاع غزة».
وحذرت من أن «الصمت الدولي هو تشجيع لهؤلاء الإرهابيين القتلة على مواصلة مجزرة القرن وحرب الإبادة».
كما قالت حركة «الجهاد الإسلامي»، في بيان مُقتضب، إن «إسرائيل تفعل ما قاله وزير التراث الإسرائيلي بالتدريج، وكل الشواهد تكشف حجم الجريمة والمحرقة التي تنفذها». وأيضا، دعا المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، الأحد، المحكمة الجنائية الدولية إلى إدراج دعوة إلياهو إلى قصف القطاع بـ «قنبلة نووية» كدليل على جرائم إسرائيل.
وأوضح في بيان: «نطالب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية (كريم خان) بإدراج هذا التصريح الوقح الفج كأحد الأدلة على إقرار المحتل بارتكاب الجرائم والتحريض عليها».
وأضاف: «نتمنى أن نرى جهدا عمليا ملموسا من المنظومة القانونية الدولية ينتهي برؤية هؤلاء القتلة في أقفاص الاتهام لينالوا القصاص العادل على جرائمهم المروعة».
في السياق، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان «ندين التصريحات العنصرية الهمجية التي تجرأ على الإدلاء بها أحد شركاء نتنياهو في الائتلاف الحاكم، وزير التراث الفاشي إلياهو بشأن دعوته إلى ضرب قطاع غزة بقنبلة نووية وإبادتها».
وأضافت «هذه التصريحات تعتبر إعلانا صريحا وإقرارا واضحا بما تقوم به دولة الاحتلال ضد شعبنا على امتداد الجغرافيا الفلسطينية، وتحديدا المذابح التي ترتكب يوميا ضد المدنيين في قطاع غزة».
وقالت «هذه التصريحات تعتبر انعكاسا واضحاً لحملات التحريض التي ينادي بها أركان الحكم في إسرائيل لتدمير قطاع غزة وتهجير سكانها».
وتابعت: «تعتبر الوزارة هذه الدعوة صفعة قوية لجميع الدول التي تناشد إسرائيل الالتزام بالقانون الدولي ومبادئ حقوق الانسان وحماية المدنيين». ودانت وزارة الخارجية القطرية «بشدة» الصريحات بشأن التهديد بضرب قطاع غزة بقنبلة نووية.
وعدّت الدوحة تلك التصريحات «تحريضا خطيرا على جريمة حرب واستهتارا بالقيمة الإنسانية والأخلاقية والقوانين الدولية» مضيفة أن تصريحات الوزير الإسرائيلي تمثل «امتدادا للسياسة التصعيدية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية».
وانتقدت الرياض عدم إقالة إلياهو، فورا، بعد تصريحاته. وأدانت الخارجية السعودية، في بيان “بأشد العبارات التصريحات المتطرفة الصادرة من وزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي (إلياهو)، بشأن إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة المحاصر، والتي تظهر تغلغل التطرف والوحشية لدى أعضاء في الحكومة الإسرائيلية». وأضافت «إن عدم إقالة الوزير من الحكومة فورا، والاكتفاء بتجميد عضويته، تعكس قمة الاستهتار بجميع المعايير والقيم الإنسانية والأخلاقية والدينية والقانونية، لدى الحكومة الإسرائيلية».
كما اعتبر الأردن أن كلام إلياهو «دعوة للإبادة الجماعية لا يمكن السكوت عنها».
واعتبرت الخارجية الأردنية، في بيانها، أن التصريحات «العنصرية التحريضية والاستفزازية» الصادرة عن أحد وزراء الحكومة الإسرائيلية حول إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة «دعوة للإبادة الجماعية وجريمة كراهية لا يمكن السكوت عنها».
وأضافت إنها «تحريض مدان على القتل وارتكاب جرائم الحرب، إلى جانب الجرائم التي تُرتكب ضد أهالي قطاع غزة».
وبينت أن مثل هذه التصريحات «تمثل خرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتصعيداً خطيراً».
وطالبت المجتمع الدولي بـ»العمل فوراً على التصدي له، والتصدي لخطاب الكراهية، من خلال خطوات فعالة من شأنها إلزام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على وقف اعتداءاتها المتواصلة على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية المحتلتين، وانتهاكاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني». إلى ذلك، دعا عشرات الأطباء الإسرائيليين جيش الاحتلال إلى قصف مستشفى الشفاء، شمالي قطاع غزة، بزعم أنه يضم مقراً للمسلحين الفلسطينيين، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول، نقلاً عن عريضة متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي.
وزعمت العريضة التي وقَّعها عشرات الأطباء الإسرائيليين، وأكدها موقع «هامحدش» الإخباري الإسرائيلي، أن هذا المطلب الموجّه للجيش بقصف المستشفى «حق مشروع لإسرائيل». ولم يستبعد الجيش في وقت سابق قصف مستشفى الشفاء، أكبر مشافي غزة، بزعم «لجوء مسلحين فلسطينيين إليه».
فيما أطلقت العريضة مجموعة تسمي نفسها «أطباء من أجل حقوق جنود الجيش الإسرائيلي»، وحملت توقيع: «الأطباء العاملون في النظام الصحي».
وقال الأطباء الإسرائيليون في رسالتهم: «توجد تحت تصرّفهم سيارات الإسعاف، التي تنقل المرضى إلى الجنوب لتلقّي العلاج الطبي في أماكن أخرى».
ووصف موقع «هامحدش» دعوة الأطباء الإسرائيليين الى قصف مستشفى الشفاء بأنها «غير مسبوقة»، لكن سبق لعشرات الحاخامات الإسرائيليين أن وجّهوا دعوة مشابهة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.