ما زال طوفان الأقصى يظهر العدو من الصديق، يظهر التضامن الفعلي، الذي يخرج من الشرايين، متدفقا ألما وانكسارا، بسبب ما آلت إليه إنسانية البشر، التي لم تعد ترى ولا تسمع ولا تريد أن تساعد ولو بشربة ماء، اشربوا من البحر، فشرب أهل غزة مياه البحر المالحة، وفي الأخير هي مياههم والبحر بحرهم والأرض أرضهم، والطوفان، كما ذكر الشاعر الموريتاني، عاشق فلسطين «آدي ولد آب»: طوفان الأقصى به انجرفت هزائم الروح، واستقوى به الجسد.. بموريتانيا أضعف الإيمان وأقوى القوافي للتضامن مع غزة. وفي موضع آخر وقافية مغايرة يقول:
سقط القناع فغزة كشف خصيف التوت عن سوءات كل جبان.
التضامن الحماسي الموريتاني مع غزة، ملأ المواقع والمنابر الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، ولم يبق مجرد «أضعف الإيمان» لكنه انتقل الى التبرعات والاحتجاجات والاعتصام أمام سفارات الدول الكبرى المساندة للصهاينة، مثل أمريكا، كما تناول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الاعتراف الشجاع لمصطفى ولد أكليب، أستاذ في جامعة نواكشوط، الذي جاء فيه: «أصبحت أخجل من طلابي، الذين درستهم عبر عقود فلسفة الأنوار، وما لحقها من فلسفات غريبة حديثة ومعاصرة تمجد مفاهيم: الحق، العقلانية، الإنسانية، القيم، الأخلاق، التقدم، العدالة، الانصاف، حقوق الإنسان، الحرية، النقد. أعتذر لكم طلابي»!
كما بقيت الرياضة مسايرة لوتيرة التضامن، كلما سنحت الفرصة، كما حدث مؤخرا للرياضي الجزائري عيسى ماندي، فكتب على صفحة «بلاد الأساطير»: «موقف رجولي للتاريخ لابن الجزائر، الدولي عيسى ماندي يغادر الملعب ويرفض الوقوف دقيقة صمت على روح «القتلى الصهاينة» قبل انطلاق مباراة فريقه «فياريال» أمام «فريق لا يسمى» الذي طالب بدقيقة صمت. المباراة أقيمت في دولة محايدة في قبرص». كيف يدلل الصهاينة ويقمع الفلسطينيين ومن أقرب الناس.
تراشق الخيانة بين مايسة الناجي وشامة درشول
أخرجت «غزة» الصراعات والخبايا بين المدونة «الناجي» والمستشارة السابقة لدافيد كوفرين «درشول» للعلن، والسؤال في نهاية مطاف، بعد الجدل الكبير على منصات ومواقع التوصل الاجتماعي وقنوات «يوتيوب» من هي العميلة لإسرائيل، ومن المتضامنة مع فلسطين، من ضد ومن مع التطبيع؟
حاول المهداوي بكلمات قليلة إخراج كلام كثير في جعبتي السيدتين، والمشاهدين احتاروا وأصيبوا بالدوار، فكل واحدة أخرجت معلومات غاية في الخطورة، وهناك من وضع الجميع في سلة واحدة، مثل محمد ترافتي: «شامة درشول ومايسة سلامة الناجي، ومن يقف وراءهما وجهان لعملة واحدة، امرأتان أصبحتا في مهب الريح. والسؤال الذي يطرح استنادا الى كمية المعلومات ذات الطابع الاستخباراتي الخطيرة للغاية الواردة في تصريحيهما، باتتا تهددان الأمن القومي المغربي؟
وإذا كان الأمر كذلك، لماذا لحد الساعة لم تتحرك الأجهزة الأمنية لمباشرة التحقيقات حول صحة المعلومات الخطيرة؟» وكانت درشول في لقائها مع الإعلامي المهداوي صرحت على لسان «كوفرين» (نقلا من صفحة أسامة بن عبد الله على فيسبوك: «والذي كان يقدم نفسه كسفير وليس كمدير مكتب للدولة العبرية، قال إنهم» في إسرائيل لا يعترفون بمغربية الصحراء، لأن الاتفاق على مغربية الصحراء كان بين المغرب وأمريكا، وليس مع إسرائيل؟ والأمر لا يقف عند هذا الحد حسب درشول، لأن ما يعجب «كوفرين» في المغرب ليس الاستقرار والأمن، بل النساء المغربيات».
ويضيف صاحب المنشور «إذا صحت هذه التصريحات المسيئة والمهينة والماسة بقضايا بلدنا وبنساء بلدنا، فهذا لا ينبغي أن يمر مرور الكرام وبدون رد رسمي يعيد «الصعلوك» إلى حجمه والمياه إلى مجاريها الأصلية».
وبعد هذا الحوار الذي قارب الساعة، طلبت المدونة مايسة الناجي من المهداوي أن يستضيفها للرد على من أسمتها بالمندسة والجاسوسة لصالح إسرائيل، وللكلام حول مسألتين وهما: فضيحة التطبيع واستمراريته وعن «درشول» وتساءلت لماذا يستمر التطبيع بعد نكث الصهاينة لوعودهم واستمرارهم في إبادة الفلسطينيين، وهي لا تعتبر حماس «إرهابية» بل مقاومة تدافع عن أرضها.
وأضافت:» إذا كان لدينا ذرة كرامة وسيادة فعلينا انهاء التطبيع، والصمت عما يحدث واعتبرته شرعا حراما وقانونا جرما وأخلاقيا خيانة، كيف نستمر في هذا التطبيع ونحن نرى تصفية عرقية وطمع في أراضي الجوار، بما أنهم أخلوا بالعهد، فالاتفاق لم يعد واردا، هل نضع أيدينا في أيدي مجرمي الحرب هؤلاء؟
وقالت هي مع إنهاء التطبيع ببلاغ رسمي، ولا تسمح أن الحرب الدائرة هناك تنتقل لبلدها عبر مندسة صهيونية، وتقصد «شامة درشول» التي اتصلت بها في نهاية 2017 والتقيتا في أحد مقاهي الرباط، وتضيف: «وبدأت تعطيني معلومات على عدة مسؤولين كبار في الدولة، كـ»المنصوري» و»الحموشي» تذهلك، تدهشك، «تدوخك» بكمية المعلومات، وهذه طريقتها في جلب الناس اليها، ثم تطلب سيرتك الذاتية، وسألتها مع من تشتغلين حتى تملكين كل هذه المعلومات، ضحكت ثم اتصلت بي لكي أسافر إلى إسرائيل، وبما أنني رفضت، أنا ليس فقط أنزع الحجاب، أنا استغفر الله ألحد ولا أمشي لإسرائيل، فقاطعتها وسألت عنها صحافيين وسياسيين، واكتشفت أنها كانت تشتغل لحساب الإمارات، أخذت 800 مليون واشترت شقة (ما هو الدليل؟ يسأل المهداوي) دعني أكمل قصتي وإن تكلمت عن أشياء خارج السياق دعها تقاضيني، وأفسر لماذا غبت عن المغاربة هذا العام، والضغوطات التي تعرضت اليها (كلام بدون دليل كان يقاطعها المحاور) وردت الناجي «حتى هي قالت كلاما على عواهنه، وأن هناك مجموعة صهاينة في المغرب يحاربون إمارة المؤمنين، ولم تطلب منها دليل، لو كان لدي دليل كنت سأشتكيها، اتصلت بالسيد بوريطة، وزير الخارجية، لأن الأمر يتعلق بسفر لإسرائيل، لكن دون جدوى، وبنكيران يعرفها، الملك رفض تدخل الإماراتيين ودافع عن الإسلاميين في 2016 بالرغم من علاقات القرابة بين الملك وأمراء الإمارات، وحمى المغرب منها ومن أمثالها واسمها الحركي عند الموساد «تشاكو» تعرضت لضغوطات، لأنني رفضت فكرة الذهاب لإسرائيل، وأضافت الناجي أنهم قاموا بتشويه سمعتها والقتل المعنوي لها والتشهير بها وهذه طريقة الموساد.
«درشول» تريد إبقاء التطبيع العسكري وتوقف تطبيع البزنس؟ وعرجت على أنها محمية من طرف أخيها الذي يعمل في القصر وزوجها في الداخلية. (هل تعتقدين أن واحدة هكذا أدير اجندة؟) ماذا كانت تفعل في إسرائيل؟ وتأخذ وفودا وتتقاضى مقابل ذلك بالشيكل وأرادت تجنيدي. والآن تخرج علينا وتقول إنها مع المقاومة وضد التطبيع، وهي تحتضن «كوفرين» وفي نهاية الحوار ذكر الإعلامي أنه تحفظ على عدة أشياء وأن ما قالته «الناجي» يلزمها وحدها ولا يلزم الموقع، وللأخت «شامة درشول» حقها في الرد، وأي اسم تم ذكره له حق الرد أيضا. كأنهما يعملان للتخفيف من عقدة الذنب، بعد التطبيع مع الكيان الصهيوني على مختلف الأصعدة؟
كاتبة من الجزائر