القاهرة ـ «القدس العربي»: كأنها مقطوعة من شجرة.. لا أشقاء لها.. غزة تقاتل لوحدها، لم يشفع لها الأئمة العظام الذين أنجبتهم وغيرها من بقاع فلسطين المباركة، كالشافعي وابن حجر العسقلاني وعشرات سواهم..لا علماء دين في العواصم الشقيقة يحذرون الناس وحكامهم من وجوب نصرة الغزاويين، الذين يتعرضون لحرب إبادة، لا نخبة ولا مرجعيات تدفع الرأي العام لحراك واسع نصرة لمليوني جائع وجريح، لا نشاط على الأرض الميادين مغلقة والمظاهرات فعل مجرّم مهما بلغ عدد الشهداء والجرحى، لكن الأزهر الشريف أدان استهداف الكيان الصهيوني الإرهابي للنازحين الأبرياء في مدرستي الفاخورة وتل الزعتر، الذي راح ضحيته مئات الشهداء والمصابين، واعتبر ذلك جرائم غير إنسانية وغير أخلاقية، تُضاف إلى سجلَّات هذا الكيان الدموي الذي لا يعرف معنى الإنسانية والأخلاق والقيم، ولا يفهم سوى لغة القتل والجبروت والاغتصاب والتعدي على حقوق الآخرين. ودعا الأزهر كلَّ أحرار العالم للتكاتف في مواجهة إرهاب الصهاينة، ومَن يقف خلفهم، وصمت المجتمع الدولي وتخاذل القريب والبعيد، والضغط بكل ما أُوتوا من قوةٍ لوقف هذا العدوان الأسود الذي يستهدف الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، وفضح جرائمه ومذابحه ومجازره المستمرة في حق الفلسطينيين الأبرياء. وتقدَّم الأزهر الشريف بخالص العزاء وصادق المواساة لأصحاب الحق والأرض والقضية العادلة، وللأمتين العربية والإسلامية والعالم الصامت من الذين لم يحركوا ساكنا، وعجزوا عن إنقاذ إخواننا في فلسطين الأبية، ولم يقدِّموا ما يبيض الوجوه عند الله وفي سجلات التاريخ، داعيا المولى عز وجل أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ومغفرته، وأن يربط على قلوب الفلسطينيين الشرفاء، وأن ينصرهم على عدوهم وعدونا وعدو الإنسانية، مؤكدا أن كل احتلال إلى زوال، وأن الاحتلال الصهيوني الإرهابي المجرم سوف يحمل عصاه ويرحل عن أرض فلسطين، إن آجلا أم عاجلا، ولا تيأسوا أيها الفلسطينيون فإن ثأركم عند الله، وهو الغالب الذي لا يُقهر. دبلوماسيا صرَّح المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبو زيد، بأن الوزير سامح شكري استقبل في مقر وزارة الخارجية، لولوة الخاطر وزيرة الدولة للتعاون الدولي لدولة قطر، في إطار الزيارة التي تقوم بها وزيرة الدولة لإيصال المساعدات القطرية لمطار العريش ومعبر رفح. وذكر المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن المناقشات بين الوزيرين تناولت بشكل مستفيض سبل تنسيق الجهود المشتركة لتعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، حيث أكد الوزير شكري على أن الكارثة الإنسانية التي تحيط بسكان قطاع غزة تتطلب دخول المساعدات بشكل كامل وآمن ومستدام، مشيرا لأهمية عدول قوات الاحتلال الإسرائيلية عن تعمد حجب جزء من المساعدات، أو تأخير دخولها للتضييق على سكان القطاع، وخلق أوضاع غير محتملة للفلسطينيين في غزة.
وفي سياق تردي العملة الوطنية أشار الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء إلى أنها أزمة عابرة وستنتهي في فترة بسيطة جدا، مشيرا إلى أن الأهم هو ما بعد ذلك، والدرس الذي تعلمناه من الأزمة العالمية والاقتصادية أننا لا بد كدولة نملك مقدرات إنتاجنا ومنتجاتنا بأكبر قدر ممكن. وقررت وزارة التموين والتجارة الداخلية تخفيض سعر السكر المطروح في الأسواق والمنافذ بقيمة 20 جنيها، لجميع المواطنين عبر البيع في منافذها بينما يقترب سعره في الأسواق من 50 جنيها. وبرلمانيا وافق مجلس النواب برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي من حيث المبدأ على قانون مُقدم من الحكومة بإصدار قانون التصالح في بعض مخالفات البناء، وتقنين أوضاعها.
أخيرا اكتشفها
هذه شهادة متأخرة لكاتب مرموق يعتذر عن أهم خطأ ارتكبه في حياته معتذرا في “الأهرام” عن حسن ظنه بدولة الكيان الغاصب: هذا اعتذار أعلنه ـ أنا أسامة الغزالي حرب – كاتب هذه الكلمات، عن موقفي الذي اتخذته، كواحد من مثقفي مصر والعالم العربي، إزاء الصراع العربي الإسرائيلي، بعد نصف قرن من المعايشة ومئات الدراسات والأبحاث العلمية والمقالات الصحافية، والمقابلات الصحافية، والزيارات الميدانية إنني أتذكر وقائع العدوان الثلاثي الذي شاركت فيه إسرائيل على مصر واحتلال سيناء عام 1956، أتذكر بالتفصيل أحداث الهزيمة المريرة 1967. وأتذكر أيام حرب الاستنزاف، التي أعقبتها حرب أكتوبر المجيدة عام 1973. وتابعت – ليس فقط كمواطن، وإنما كدارس للعلوم السياسية – مبادرة السلام الشجاعة التي أعلنها الرئيس السادات، وما أعقبها من اتفاقيات للسلام مع إسرائيل. وقمت عقب تلك المبادرة بزيارة إسرائيل مع وفد برئاسة الراحل الدكتور أسامة الباز. وتفاءلت بعد توقيع اتفاقات السلام مع الأردن (1994) ثم مع منظمة التحرير بين ياسر عرفات وإسحق رابين (أوسلو1ـ أوسلو2) برعاية أمريكية. وتحملت بعد ذلك الإدانات من معارضي”التطبيع” من المثقفين المصريين والنقابات المهنية، وعلى رأسها نقابة الصحافيين.. وكان رأيي، أنه بعد أن استعادت مصر كل شبر من أرضها، رافعة رأسها ومؤكدة كرامتها، يمكنها إقامة وبناء علاقات سلام رسمية، مع الحق الثابت للمواطن المصري في أن يتقبلها أو يرفضها.. وكنت أنا ممن قبلوها، متفائلا بأن تسهم تلك الخطوات في استكمال السلام الذي يعيد للفلسطينيين حقوقهم السليبة. إنني اليوم – وقد تابعت بغضب وسخط وألم- ما حدث ولايزال يحدث من جرائم وفظائع في غزة يندى لها جبين الإنسانية، يقتل فيها آلاف الأطفال والنساء، وتدمر فيها المنازل والمباني على رؤوس البشر، وتصطف فيها جثث الأبرياء لا تجد من يدفنها، أقول إني أعتذر عن حسن ظني بالإسرائيليين، الذين كشفوا عن روح عنصرية إجرامية بغيضة. أعتذر لشهداء غزة، ولكل طفل وامرأة ورجل فلسطيني. إني أعتذر.
المؤامرة كبيرة
جريمة العصر في زمن الاحتلال الإسرائيلي انحلت وتفككت تعبيراتها، شهداؤها ما زالوا أحياء صامدين يبعثون من وسط الركام، أسطورة تتوالد على الجدران تتدفق بين الساحات، في زنازين العدو وفي الشتات، في أحلام العائدين إلى الأرض، في زيتونها في قببها وكنائسها، طرقاتها وأحيائها، حيث تتجاور الحياة مع الموت. تتابع منى عباس فضل في “الشروق”: مشهد كارثي تكتنفه عبثية تهيمن على اللحظة الإنسانية، حيث يذوب الحدث في شاشات الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي؛ ترسانة السلاح الإسرائيلية والأمريكية، أخرجت ما في جعبتها من قنابل وصواريخ بمتفجرات وفسفور أبيض لتخترق الأنفاق وتنزل على المستشفيات والملاجئ والمخابز والمدارس، في استهداف غير مسبوق ومتعمد للأحياء، أي جحيم هذا؟ عائلات بأكملها تُقتل ومجتمع برمته يخضع للتهجير وللإبادة البربرية، أطفال لم يتسنَ لهم حلم طفولة أو فسحة لعب ودراسة، يلقون حتفهم في أتون محرقة إسرائيلية أمريكية غربية. تتراص الجثث، يحتضن الموتى بعضهم بعضا يرقدون في أحضان الأرض المعمدة بالدم رافضين قرار التهجير الصهيوني والشوارع العربية تصرخ فيهم لإنقاذ شعب صابر، ولتوقف المجازر، ولتصرخ الضمائر ضد العدو الغاشم، فهنا الأرض، هنا فلسطين التي تعيش الرعب في مدنها وبلداتها وفي كل مرفأ ومعبر وعمارة وخيمة وملجأ، شوارع وطرقات تجرف وأبنية تنهار على رؤوس قاطنيها، عدوانا على المدنيات والمدنيين الأبرياء، أشلاء تتناثر فوق الركام وتحته، لا صور في التجليات تختلف في تاريخ الوجع الفلسطيني، فالمشهد يتساوق وخططهم وسياساتهم واستراتيجياتهم. بشاعة الموت، رائحة البارود، بقايا الفسفور الأبيض على أجساد الصغار، أشلاء تتناثر في شوارع الموت عند أبواب المشافي داخل سيارات الإسعاف، كل شيء مستباح، وبما يفوق الوصف وخارج الإدراك، وأكاذيبهم تتحاشى حقيقة الموقف وسردية الحكاية، تستنزف الوقت وتتضاعف معها الهستيريا التي ما فتئت تتمدد وتتكرر يوميا؛ تارة في ميدان محرقة غزة، وأخرى في أروقة مجلس الأمن ومساجلاته حامية الوطيس حول الإغاثات والمساعدات، والمجلس عاجز عن إيقاف القتل والدمار، إننا أمام مآزق بشرية تعبر عن نفسها بلا استحياء ولا أخلاق.
متورطون بيننا
نشاهدهم هاربين من بيوتهم إلى بيوتهم إلى قبورهم يتوسدون مفاتيح العودة، رافضين التهجير والتوطين، لا وقت لديهم للبكاء لا مكان للنحيب أو الاستنجاد، فمن حولهم خدر، صم بكم تبلدت مشاعرهم عن الصراخات والنداءات، إنه كما تشير منى عباس فضل وقت الصلاة على الموتى، وقت النشيد لهم. هلع الصغار ورعشات أجسادهم من البرد والانفجارات، بكاؤهم يفطر القلب وسط الخراب، نعيش الوقت الأكثر فظاعة والأعنف في أبعاده التي نتجرعها سما عبر الشاشات، غصة سيتوارثها الشعب الفلسطيني في سرديته لأجيال، هنا سقطت الأرض واغتيلت الطفولة، وذاكرة المكان يستحيل أن تمسح. تعاظمت فلسفة التبرير والتحليل والتنظير، يتكلمون ببداهة وغرابة وتجهيل، أو بصمت صاخب مريب يعبر عن فانتازيا الجحيم، فهم سيقدمون المساعدات ويشيدون المستشفيات والمدارس بعد أن تنتهي الحرب، بعد أن تسوى غزة بالتراب فلا يعود فيها من يذهب إلى هذه المدارس والمستشفيات، ورغم ذلك فعند أسوار فلسطين الحبيبة وعلى عتبات أبوابها يصيح المنادي «حيّ على الجهاد، حيّ على الكفاح.. إنها الكلمة العليا»، فلا حياد فأنت إما مع الفلسطيني أو مع العدو الصهيوني المحتل». وعندما تحاصر إسرائيل فعل المقاومة وتوصمها بالإرهاب، فهي لا تحاصر الفلسطيني ولا الرأي العام العربي والعالمي الرافض للاحتلال وجرائمه الكبرى، بقدر ما تحاصر الدلالة التي تعطي معنى جوهريا وقيميا لهذه المقاومة، لهذا الصمود والثبات وقوة الإصرار، هي ترتعد من هذه الدلالة، وهي تحاصرها في الخفاء والعلن وتتخذ من نهج الحصار والتجويع والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعنصرية أسلوب بقاء، تطلق عليه «حق الدفاع عن النفس» وهي التي مجرد كيان مصطنع وغاصب محتل. أما في جوقة التصهين والتطبيع، فقد كثر المرتدون للأقنعة، تمددت هيئتهم كما هيئة ذئاب تنهش في أجساد الأطفال، الذين تفترس مجازر إسرائيل بلادهم وأحلامهم ومستقبلهم، يتوارون بالأقنعة متقمصين قبح مواقفهم أو انكفائهم حول ما تريده سيدة الرعب والقتل والتدمير، ينفذون لها المهمات القذرة بدوافع البقاء على الكراسي البالية أبد الآبدين، وعلى أجساد شعوبهم ينخرطون في تنفيذ «الجريمة الكبرى»، وفي تخريب الوعي ودس السموم في التفاصيل والجزئيات حتى ليغدو حديثهم حديث سلام وأمان، وفي حقائق الأمور يشاركون في النكبة الجديدة، في حفلات القتل اليومية، التي تقام على مذابح «المعمداني، مخيمات جباليا والشاطئ والنصيرات وجنين.. إنه الانتقام الأسود والأكاذيب والاستكانة والتورط في الجريمة، يا لها من وصمة عار أخلاقية ستلاحقكم. المجد للمقاومة، الخلود للشهداء.
تجاهلهم خيانة
لم يكن الأمر يحتاج إلى انتظار الاستماع إلى نداءات من طلاب جامعيين فلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي يطلبون الإعفاء والاستثناء من مصاريف الدراسة في مصر. لأن المطلب متواضع جدا إزاء معاناتهم وأسرهم وعائليهم، بعدما تقطعت بالعديد منهم سبل تلقي الأموال والمصروفات من ذويهم في فلسطين المحتلة، بما في ذلك قطاع غزة. وببساطة كما أوضح كارم يحيى في “درب”، يمكن اعتبار الإعفاء من المصروفات الدراسية ومساعدة هؤلاء الطلاب على استكمال التعليم العالي ونفقات الإقامة في مصر بمثابة أحد أشكال الدعم المتاح والممكن وفورا، دون تعقيدات وحسابات وعراقيل سياسية محلية داخلية أو إقليمية أو دولية. وبالطبع فإن أي دعم للطلاب هو بمثابة دعم لأسرهم داخل فلسطين المحتلة، إذ يرفع عن هذه الأسر أعباء لا يطيقونها في ظروفهم الصعبة وغير الإنسانية. ولنفترض أن بينهم من يملك المال، لكن بالقطع أصبحت تعرقل عن تحويلها إلى مصر ظروف حرب الإبادة والتهجير القسري في القطاع كله، ومناطق عدة في الضفة الغربية، ومع إغلاق البنوك والمصارف وتدميرها مع ماكينات صرف النقود. كما أن هناك الكثيرين الذين تأثرت أرزاقهم أو انقطعت تماما، ممن فقدوا أعمالهم، أو حيل بينهم وبين الانتقال إليها، أو توقف تلقي راتبه من السلطة الفلسطينية. وفوق هذا وذاك، قلوبنا مع من استشهد عائلهم أو أصيب. وإذا كان لنا أن نشكر من بادر إلى الآن إلى رفع عبء مصاريف الدراسة الجامعية عن نفر محدود من طلاب فلسطين في مصر (كما هو حال إعلان مؤسسة “صناع الخير” في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تكفلها بمصاريف الطلاب الفلسطينيين في الجامعات التكنولوجية في مصر)، فإننا نأمل في اتخاذ مثل هذا الإجراء الواجب وبشكل شامل من جانب السلطات المعنية، خاصة وزارة التعليم العالي.
حقهم علينا
هؤلاء الطلبة الفلسطينيون كما أوضح كارم يحيى هم أبناؤنا الأولى بالرعاية والاهتمام، وأخذ ظروفهم القهرية القاسية في الاعتبار. وثمة مسؤولية تاريخية خاصة من الدولة المصرية إزاء فلسطين وشعبها، خاصة قطاع غزة وأهله ولاجئيه، وعلى نحو لا يمكن إدارة الظهر لها. ولو كانت القاهرة الرسمية مكبلة باتفاقات وحسابات، يعلم الجميع أنها غير شعبية، ولم يجر السماح للمصريين في عهد الرئيس السادات ولليوم إبداء رأيهم فيها من خلال استفتاء رأي حر. في تصريح للدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي نهاية مايو/أيار الماضي 2023 خلال لقائه بنظيره الفلسطيني محمد أبو مويس، قدر عدد الطلاب الفلسطينيين في الجامعات المصرية بنحو 6 آلاف طالب، ومن غير الواضح هل المقصود فقط الجامعات الحكومية التي ارتفعت مصاريفها على نحو صارخ ومكلف، وإن كنت أرجح أن الرقم يخص هذه الجامعات وحدها. وعندما نراجع “شروط قبول الطلاب الفلسطينيين في الجامعات الحكومية المصرية” سنفاجأ ونحزن ونأسف لما تلقيه من أعباء مالية عليهم وعلى ذويهم وعائليهم من هذا الشعب الصامد. وعلى سبيل المثال، بلغت رسوم السنة الدراسية من أجل البكالوريوس في كليات الطب وطب الأسنان والهندسة 5000 دولار أمريكي، وبالنسبة للدراسات العليا 6000 دولار، وتبلغ 4000 دولار لكليات التمريض والعلوم و5000 لدراساتها العليا، و3000 للحقوق والتربية والتجارة والإعلام و4500 لدراساتها العليا.. وهكذا. وكنا نأمل أن يتساوى أبناؤنا وبناتنا الفلسطينيون مع أبنائنا المصريين في رسوم الدراسة، وألا يعاملوا كأجانب. وحتى لو افترضنا أن هناك تخفيضات لهم، وبنسبة الخمسين في المئة، فيظل من غير اللائق ولا المنطقي تكبدهم وأسرهم هذه المبالغ الباهظة من أجل طلب العلم والدراسة في مصر.
سيلعنهما التاريخ
لن يسقط رئيس الوزراء الإسرائيلي وحده، لأن حرب غزة ستكون آخر عهده بالبقاء على رأس السلطة.. ولكن المرجح من وجهة نظر فاروق جويدة في “الأهرام” أن نتنياهو سيأخذ معه في رحلة السقوط الرئيس بايدن.. فقد كان شريكا متآمرا وذهب إلى إسرائيل وشارك في مجلس الحرب وأرسل خبراء من البنتاغون لدعم الجيش الإسرائيلي.. هناك أخطاء شارك فيها الرئيس بايدن.. إنه كان شريكا في دمار غزة وقتل آلاف الأطفال فيها، وقدم لإسرائيل أسلحة محرمة دوليا وخصص لها 14 مليار دولار من ضرائب المواطن الأمريكي.. إن قضية نتنياهو محسومة، لأن إسرائيل لم تحقق أي إنجازات أمام حماس، بل إنها خسرت أمام المظاهرات التي اجتاحت العالم تنديدا بجرائمها، وسوف يلحق نتنياهو بمجرمي الحرب الذين سبقوه.. وحين يأتي وقت الحساب فسوف نجد الرئيس بايدن يجلس مع نتنياهو في مستنقعات القتل والإرهاب.. ويبدو أن الرئيس بايدن تسرع في مواقفه في هذه المأساة، وسيدفع الثمن ولن يكون آخر تجار الحروب ولا أولها، ولكن نتنياهو وهو يسقط سيأخذ معه رأس أمريكا.. هناك حسابات أخرى يتولاها التاريخ لأن جرائم القتل والدمار والإبادة لا تسقط بالتقادم ولها حسابات أخرى.. حاملات الطائرات والسفن الحربية التي دفع بها الرئيس بايدن إلى مشارف غزة وضعت القوة العظمى أمام العالم في صورة مخزية.. خاصة أن صمود غزة وفشل إسرائيل في تحقيق النصر وضع أمريكا أمام واقع جديد يضاف إلى هزائمها في العراق وأفغانستان وسوريا وليبيا.. وحين يقف الرئيس بايدن أمام الناخب الأمريكي ويدفع ثمن أخطأئه سوف يدرك أن نتنياهو خدعه وأنه أنهى حياته وتاريخه السياسي على أطلال غزة.
خسائرها ضخمة
في خضم أخبار الخلاف داخل إسرائيل حول مد غزة بالوقود، والمماطلة الإسرائيلية لإتمام صفقة تبادل الأسرى، والبدء في مطاردة حماس في جنوب القطاع، على غرار ما حدث في الشمال، لم يلق اهتماما خبر القرار الإسرائيلي بتخفيض أعداد المستدعين للاحتياط بعد انقضاء ستة أسابيع من حرب الإبادة ضد غزةَ، رغم أهميته. تابع عبد القادر شهيب في “فيتو”: هذا القرار يشي بأن إسرائيل بدأت تشعر بالإنهاك الاقتصادي، ولذلك تحاول أن تخفف بعضا من تعبها الاقتصادي الناجم عن استدعاء أعداد كبيرة من الاحتياط في بداية الحرب.. قد يرى البعض أن الاسرائيليين بعد كل التدمير الذي ألحقوه بقطاع غزة لا يحتاجون عسكريا كل ما حشدوه من قوات عسكرية، وهذا صحيح إلى حد ما.. ولكن في المقابل هم لم يحققوا أيا من الأهداف التي أعلنوا عنها في بداية الحرب.. فلا هم تمكنوا من تحرير أسراهم، ولا هم قضوا على القدرات العسكرية لحماس والمنظمات الفلسطينية المسلحة الأخرى، ولذلك يبقى الدافع الأساسي لتخفيض أعداد المستدعين للاحتياط هو تزايد الإنهاك الذي تعرض له الاقتصاد الإسرائيلي، والخسائر التي لحقت به، وهي في تزايد مستمر تشير التقديرات إلى أنها لا تقل عن عدة مليارات من الدولارات.. وهي خسائر بدأ الإسرائيليون يعانون منها، رغم ما يحصلون عليه من دعم ومساعدات أمريكية وغربية. ولأن القيادة العسكرية تنفذ الآن المرحلة الثانية من الاقتحام البري، التي ستكون ساحتها في جنوب القطاع وسيحتاج ذلك لأسابيع إضافية، فقد صدر قرار تخفيض أعداد المستدعين للاحتياط لتخفيض تلك الخسائر التي يتعرض لها الاقتصاد الإسرائيلي.. وهذا يعني أن الاعتبارات الاقتصادية سيكون لها تأثير في قرار إنهاء الإسرائيليين تلك الحرب.. وهذا ما قدره محللون عندما رددوا أن إسرائيل غير قادرة على تحمل أعباء حرب طويلة، وأن متوسط زمن حروبها ضد غزة يبلغ نحو ستة أسابيع.. وعندما تجاوزت الحرب الحالية هذا المتوسط فكر الإسرائيليون في تخفيف بعض أعباءها على أنفسهم، بتخفيض أعداد المستدعين للاحتياط، خاصة أنهم لم يعودوا يحتاجون لحشد كبير في الجبهة اللبنانية التي ما زال حزب الله حريصا على عدم اندلاع حرب شاملة وواسعة ضد إسرائيل فيها لأسباب عديدة.
ضمائر ميتة
هذا العالم الحر الذي انتفض من قبل كثيرا حماية لضحايا، كما أوضح طارق عباس في “المصري اليوم” لا يريد أن يحرك ساكنا عندما يكون الخطر على حياة الإنسان في غزة والضفة الغربية، ويكتفى بالفرجة على المجازر الإسرائيلية المتواصلة التي ترتكبها سلطات الاحتلال هناك، ويصر على أن يوفر لها الغطاء السياسي الذي يحرضها على الاستمرار في جرائمها وانتهاكاتها المتواصلة لحقوق الإنسان، حتى إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن زارا إسرائيل إبان إعلانها الحرب على حماس بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، ووقفا بنفسيهما على خريطة الحرب وآليات تنفيذها، وأصرا على تقديم كل أشكال الدعم الذي تحتاجه إسرائيل كي تضمن كسر حركة حماس والقضاء على سلطتها وقوتها العسكرية. وبرر رؤساء الدول الغربية أيضا الحملة العسكرية لإسرائيل على قطاع غزة باعتبارها حقا مشروعا لإسرائيل للدفاع عن نفسها، والنتيجة أكثر من 12 ألف شهيد فلسطيني وأكثر من 25 ألف مصاب، ناهيك عن البيوت المدمرة فوق رؤوس ساكنيها والمستشفيات الخارجة عن الخدمة، بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل عليها، والمدارس الممتلئة بالنازحين والشوارع التي هُدِمَت بنيتها التحتية والهيئات الإغاثية الممنوعة من العمل. إن للعالم الحُر ضميرا حاضرا عندما تتعلق الانتهاكات بمصالحه واهتماماته وأجنداته وانحيازاته، لكن ضميره غائب عندما يمس الأمر دولا ضعيفة مقهورة بأنظمتها.. هذا العالم الحر هو حر بالاسم لا بالفعل، لأن الحرية تنصف المظلوم وتقتص من الظالم، لا تزن لقمة العيش بالمصلحة ولا تبرئ المجرم أو تلتمس له أي أعذار تبرر بها جرائمه، الحرية لا تسمح بمحاصرة المدنيين وقتل الأطفال والنساء وحرمان المصابين من الدواء، الحرية يحميها الضمير الحاضر، أما الذي يُسمى بالعالم الحُر فسلاحه هو الضمير الغائب وربما المستتر أحيانا.
عاصمة الشيطان
منذ بداية الحرب على الشعب الفلسطيني، والإدارة الأمريكية تؤكد أن هدفها الأساسي هو عدم توسع الحرب وتحولها لحرب إقليمية شاملة.. أو ما هو أسوأ، لكن ما يحدث بالفعل هو أن سياسة واشنطن – منذ البداية وحتى الآن – هي دعوة مفتوحة لاستمرار الحرب وتوسيع نطاقها، تابع جلال عارف موضحا في “الأخبار”: بعد سقوط أكثر من 12 ألف شهيد فلسطيني منهم خمسة آلاف طفل، ما زالت أمريكا تصر على عدم وقف إطلاق النار، وما زالت تدعّي أنها عاجزة عن إقناع إسرائيل بوقف مجازرها، أو حتى بالهدنة القصيرة التي تحاول أمريكا تبرئة ذمتها من خلالها. وعلينا وعلى العالم كله أن يصدق أن من يرسل سلاح القتل لإسرائيل يوميا، ومن يرصد 14 مليار دولار لمساعدتها في ارتكاب المجازر، ومن يقف حتى ضد أغلبية الشعب الأمريكي الذي يطلب الوقف الفوري لإطلاق النار.. من يفعل كل ذلك عاجز عن إرغام إسرائيل على وقف مجازرها، وليس مشجعا لها على الاستمرار في القتل لتنفيذ مخططات تتوهم واشنطن أنها في صالحها، ولا شك في أن الرئيس بايدن سيستفيق – عاجلا أم آجلا – ويدرك حجم الكارثة التي سببتها سياسته التي انحازت انحيازا أعمى لإسرائيل، وهو يعرف جيدا أن من يحكمون إسرائيل واضحون في تحديد أهدافهم، وهي إنهاء حل الدولتين، والتوسع في كل الأراضى الفلسطينية، ووضع الفلسطينيين بين خيارين: القتل أو التهجير، ومع ذلك يظل الرئيس بايدن وأركان إدارته يواصلون ترديد الأكاذيب الإسرائيلية وتبرير الجرائم النازية التي ترتكبها إسرائيل.
لن ننسى
سيظل موقف أمريكا من اقتحام المستشفيات وقتل المرضى وتدمير كل الإمكانيات الصحية، كما يقول جلال عارف وصمة عار تطارد أمريكا، كما إسرائيل التي لم تكن قادرة على تنفيذ كل هذه الجرائم لولا الموقف الأمريكي الذي ما زال يردد أن أجهزة مخابراته تؤكد المزاعم الإسرائيلية حول استخدام المقاومة الفلسطينية للمستشفيات كمراكز قيادة ومخازن سلاح ومأوى للرهائن، وأماكن لبناء الأنفاق، ولعل ما حدث ويحدث في مجمع الشفاء يكشف تماما حجم الأكاذيب التي شاركت أمريكا إسرائيل في ترويجها. فبعد أربعة أيام من اقتحام قوات إسرائيل للمجمع وتفتيش كل شبر فيه، لم تجد شيئا على الإطلاق، ولم تجد ما تعرضه على المراقبين إلا بضع بنادق وحذاء جندي وجهاز لاب توب، وضعتها إلى جانب جهاز الأشعة لتفضح نفسها، ويعرف العالم أن ما يشاهده هو فاصل من “الفبركة” الخائبة. والآن تطرد إسرائيل كل من في المجمع وتطلب إخلاءه خلال ساعة من مئات المرضى والأطباء وآلاف النازحين.. ربما لتستكمل عملية “الفبركة” وتدمير ما تبقى من المجمع، وربما – وهذا هو الأرجح – لتبعد الأنظار عن الجرائم الأكبر التي ترتكبها في باقي الأراضي الفلسطينية، حيث تطلب من سكان الجنوب (التي زعمت أنه آمن) أن يتركوا منازلهم، وحيث توسع الحرب في الضفة الغربية وربما مع لبنان. والهدف الواضح هو “التهجير” بينما واشنطن ما زالت تدعم وتبرر وترفض إيقاف الحرب وتسير في خط واحد مع النازية الصهيونية، وتظن أن أحدا ما زال قادرا على أن يصدق أكذوبة أن قتل آلاف الأطفال الفلسطينيين لم يكن إلا دفاعا عن النفس.. أو عن الاحتلال.
شديدو الجاذبية
الـ”سمّاعون” الذين يخضعون لنوعية معينة من المتكلمين لهم حكاية، تقصها علينا إحدى الآيات الكريمة التي اعتنى بها الدكتور محمود خليل في “الوطن تقول الآية الكريمة: “لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين”. الآية كما هو واضح تصف الأدوار السلبية الخطرة للمنافقين في أوقات الصراعات. فهم يمثلون مصدرا للخطر أكثر من الخصم الذي تصارعه، لأن الطرف الذي يخوضون الصراع وراءه يتعامل معهم كجزء منه، وكظهير له، وسند داعم لكفاحه، ضد من يهدده. وتحرك هؤلاء المنافقين لهد الطرف الذي ينحازون إليه في الظاهر غالبا ما يأتي في لحظة غادرة، قد تصعب معها المقاومة. فالضربة تكون مؤثرة أشد التأثير حين تأتي من مأمن، أي من جانب شخص أو موضع يأمن الإنسان جانبه. يقدم المتكلمون أنفسهم في صورة شديدة الجاذبية لمن حولهم، من منطلق أن مهارات الجذب تشكل بالنسبة لهم جوهر القدرة على التأثير في الآخرين. من بين هذه المهارات: مهارة الكلام الخفيف اللطيف، المنمق المنسق. فكلامهم طيب وقادر على شد الأذن لتسمع لهم، أضف إلى ذلك مهارة الظهور، فهم عادة ما يتجلون في صور جذابه المظهر تشد العين. وقد جمع القرآن الكريم صفات هذا النوع من الشخصيات المتكلمة بالنفاق في الآية الكريمة التي تقول: “وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم”. قطاع “المتكلمين” في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، كان يشمل طابورا من المنافقين، والمنافق هو الشخص الذي يختلف ظاهره عن باطنه، ويردد لسانه عكس ما يؤمن به قلبه.
خطر على المجتمعات
أغلب هؤلاء المنافقين الذين حدثنا عنهم الدكتور محمود خليل نطقوا كلمة الإيمان بألسنتهم، لكن لم تؤمن قلوبهم، فأصبحوا مسلمين بالاسم أو بالهوية القائمة على الوجود داخل المجموع المؤمن، لكنهم كانوا يبطنون الكفر في قلوبهم. ومن الطبيعي للغاية أن تجد هذا الصنف من البشر المنافقين شديدي الاهتمام بما يتردد على ألسنتهم، وبصورتهم الخارجية. فالصوت والصورة في مثل هذه الأحوال يمثلان الأداتين اللتين يتستر وراءهما المنافق، ليداري رائحة الخبث والفساد التي تكاد تفوح من باطنه. والمتكلمون من المنافقين يجيدون اختيار المستهدفين برسالتهم التخريبية، من بين الحلقات الأضعف التي يمكن أن تستقبل منهم ما يقولون. هؤلاء هم “السمّاعون” للمنافقين، وقد وصفتهم الآية بذلك، لأنهم لا يشغّلون عقلهم، ولا يخضع ما تستقبله آذانهم للفحص عبر عقولهم، فهم “أذنيون” وليسوا “عقلانيين”، وبالتالي لا يسهل عليهم التمييز بين الجيد والرديء، من الرسائل التي تتدفق إليهم عبر الواقع. والسؤال: هل ظهر هذا النمط من المتكلمين بالنفاق والسماعين لهم خلال ملحمة طوفان الأقصى؟ نعم حدث ذلك، وتستطيع أن تغربل المتكلمين بلسان الكذب والتزييف فيمن تحدثوا عن العملية التي قامت بها المقاومة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وإشارتهم إلى أنها أدت إلى عدوان إسرائيل على غزة، ووصفهم السلبي للمقاومة، والإيجابي للمستسلمين لخطط تل أبيب.. بعض هذه الأفكار وجدت طريقها إلى آذان “السماعين”.. وبأمثال المتكلمين والسماعين هؤلاء، تخرب المجتمعات.
جامعة لا قيمة لها
على منصة «إكس»، كتب وليد جنبلاط، الرئيس السابق للحزب التقدمى الاشتراكى اللبنانى، يدعو إلى حلّ جامعة الدول العربية. دعوة جنبلاط كما أخبرنا سليمان جودة في “المصري اليوم” ليست الأولى، فمن قبل كانت هناك دعوات مماثلة في هذا الاتجاه، ولكنها المرة الأولى التي تخرج فيها الدعوة عن شخصية سياسية لها وضعها في لبنان. وقد حظي بيان القمة باختلاف واسع حول مضمونه منذ صدوره، وكانت هناك آراء ترى أنه حقق ما يمكن تحقيقه، وأنه قال ما يجب أن يقوله، وأن الذين أصدروه اجتهدوا، وأن لهم أجر المجتهد، إن أصاب وإن أخطأ، وأن.. وأن.. إلى آخره.. وكانت هناك في المقابل آراء تقول إن البيان لم يصل إلى سقف طموح المواطن العربي، وإن هذا المواطن كان ينتظر منه ما يضع به حدّا للعدوان الإسرائيلي الوحشي على المدنيين في قطاع غزة. ومن الواضح أن جنبلاط يقف مع أصحاب الرأي الثاني، وهذا حقه لا شك، ولكن المشكلة أن ما كتبه على حسابه على المنصة الشهيرة لا يتسق مع كونه سياسيّا كبيرا يعرف حدود المساحة التي تتحرك فيها منظمة مثل الجامعة.. ولا يتسق كذلك مع معرفته المؤكدة بما يمكن أن تقدمه المنظمات في حالة كحالة الحرب على غزة، سواء كانت منظمات إقليمية من نوعية جامعة الدول، أو كانت منظمات دولية مثل منظمة الأمم المتحدة، باعتبارها المنظمة الأم في العالم. ولا بد من أنه تابع ما حاول أنطونيو غوتيريش أمين عام منظمة الأمم، أن يقدمه لغزة من مكانه في نيويورك، فكانت عينه في كل مرة بصيرة، وكانت يده قصيرة.. ورغم ذلك، فإنه لم يَسْلَم من لسان إيلي كوهين وزير الخارجية الإسرائيلي، ولا من ألسنة أخرى سليطة في حكومة نتنياهو. لا أدافع عن الجامعة لأن فيها مَن هو قادر على الدفاع عنها، ولكني فقط أريد أن أقول إن علينا أن ننتبه – ونحن ندعو بدعوة جنبلاط – إلى أنها تلقى قبولا واستحسانا لدى قوى إقليمية لا ترتاح أبدا لوجود جامعة الدول العربية، وتتمنى لو أغمضت عينيها ثم فتحتهما فلم تجدها..