تطورات دامية في الجنوب.. مسيّرة إسرائيلية تغتال إعلاميين من “الميادين” وحزب الله يرد

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”: على وقع المواجهات الحدودية الساخنة بين حزب الله وجيش الاحتلال الاسرائيلي، لفت ما نقلته “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين إسرائيليين أن الجيش الإسرائيلي نشر 100 ألف جندي على الحدود مع لبنان. ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى “أن حجم الدمار في ثكنة بيرانيت يجسّد كم أن اسرائيل وحزب الله قريبان من المواجهة لكن إسرائيل غير معنية حالياً بالحرب”.

وتجدد صباح الثلاثاء القصف المتبادل بين الطرفين، إذ أطلق حزب الله ثلاثة صواريخ مضادة للدروع في اتجاه المطلة أصاب أحدها منزلاً، وصدر عن حزب الله بيان جاء فيه “استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند ‏الساعة 06:40 من صباح الثلاثاء منزلًا في مستعمرة المطلة يتمركز فيه جنود ‏للعدو الإسرائيلي بالأسلحة المناسبة وتمّت إصابته إصابة مباشرة”. ‏

كما نشر الإعلام الحربي لحزب الله، فيديو يظهر مشاهد من استهداف “المقاومة الإسلامية” لعدد من المواقع التابعة للجيش الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية بالأسلحة المناسبة. ويظهر في الفيديو إطلاق صواريخ من قبل عناصر حزب الله باتجاه 5 مواقع عسكرية إسرائيلية، حيث تصيب الصواريخ أهدافها ويتصاعد الدخان من المواقع العسكرية المستهدفة.

في المقابل، ردّت قوات الاحتلال بقصف مدفعي، ونفّذ الطيران غارتين على اطراف عيتا الشعب وبيت ليف. وبقي التوتر مسيطراً على الحدود الجنوبية حاملاً تطورات دامية حيث استشهدت المواطنة لائقة سرحان وأصيبت حفيدتها آلاء القاسم بجراح نتيجة استهداف منزلهما في بلدة كفركلا بقذيفة.

وبعد دقائق من هذا الاعتداء، استُهدف فريق صحافي عند مثلث طيرحرفا بمسيّرة إسرائيلية ما أسفر عن استشهاد المراسلة في قناة “الميادين” فرح عمر والمصور ربيع المعماري، إضافة إلى السائق حسين عقيل.

كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة من نوع رابيد على طريق فرعية بين الشعيتية والقليلية ما أدى إلى استشهاد 4 أشخاص كانوا في داخلها. ونقلت مواقع إخبارية معلومات أمنية عن “أن المستهدف بسيارة الرابيد في الشعيتية هو نائب قائد كتائب عز الدين القسام-لبنان خليل خراز ومعه ثلاثة عناصر”.

إلى ذلك، عمل عناصر من الدفاع المدني على إخماد حريق اندلع في منزل في كفركلا اندلع جراء غارة اسرائيلية. واستهدف في حولا منزل للمواطن موسى علي عبود ما تسبب باشتعال النيران داخله وقد تعثر إخماده بسبب قربه من موقع العباد، كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية منزلاً خالياً في الحي الغربي في بلدة ميس الجبل.

إدانات لاستهداف الإعلاميين

وكشف وزير الإعلام زياد المكاري الذي زار قناة “الميادين” عن توجه الحكومة اللبنانية لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضد جريمة الاغتيال. ورأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه “في ذكرى الاستقلال هذا العام دقائق لا بل دهوراً من الصمت لا تكفي حداداً على الشهداء وعلى الإنسانية التي تنحرها آلة القتل والإبادة الإسرائيلية من غزة وكل فلسطين إلى جنوب لبنان وآخرهم شهداء الإعلام اللبناني، فبعد الشهيد عصام العبد الله، اليوم فرح عمر وربيع معماري وحسين عقيل يعمّدون الإستقلال والإرادة الوطنية بدمهم دفاعاً عن الحقيقة التي هي الإستقلال الحقيقي والذي لا يستعاد ولا يحمى إلا بالتضحية”.

وندّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالجريمة الإسرائيلية، وقال: “هذا الاعتداء يثبت مجددًا، ألا حدود للإجرام الإسرائيلي وهدفه إسكات الإعلام الذي يفضح جرائمه واعتداءاته”.

ودانت العلاقات الإعلامية في حزب الله جريمة استهداف الإعلاميين. وأكدت في بيان “مرة جديدة تتعرض قناة “الميادين” إلى عدوانٍ صهيوني غاشم، فبعد القرارات التي اتخذتها حكومة العدو ‏بالتضييق التعسفي على القناة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ارتكبت قوات الاحتلال جريمة غادرة أدت إلى ‏استشهاد الزميلين العزيزين المراسلة فرح عمر والمصور ربيع المعماري”. وقالت “ان هذه الجريمة وما سبقها من اغتيال للشهيد الصحافي عصام العبد الله وإطلاق النار على الموكب الإعلامي ‏في يارون وما قامت وتقوم به قوات الاحتلال من عمليات قتل لعشرات الصحافيين في غزة وتدمير مقراتهم، ‏يكشف أهمية الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام في فضح ممارسات العدو الإرهابية وكشف جرائمه المروّعة ‏ضد المدنيين خصوصاً في قطاع غزة”، مضيفة “ان مواصلة استهداف العدو للإعلاميين مباشرة وعمليات القتل للصحافيين تظهر مدى انزعاج العدو البالغ ‏من الدور الهام والأساسي والمركزي الذي تضطلع به وسائل الإعلام والتي استطاعت بجهودها وتضحياتها ‏الكبيرة أن تحدث تحولاً في الرأي العام للصالح الشعب الفلسطيني المظلوم ضد العدو الإسرائيلي القاتل ‏والمجرم”. وختم الحزب مؤكداً “أن هذا العدوان وما رافقه من استشهاد لمواطنين آخرين ‏لن يمر من دون رد من مجاهدي المقاومة الإسلامية الذين يسطرون في الميدان أروع ملاحم البطولة والفداء”.

رد حزب الله

وسرعان ما ترجم حزب الله تهديده فأعلن “أن مجاهدي المقاومة الإسلامية هاجموا عند ‏الساعة 02:25 من بعد ظهر الثلاثاء قوة من “الجمع الحربي” التابع للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أثناء وجودها في منزل عند أطراف مستعمرة المنارة بصاروخين موجهين ما أدى إلى سقوط عناصرها بين قتيل وجريح”.

وأعلن الحزب في بيان، مساء الثلاثاء، استشهاد “الجريح إبراهيم بديع حمزة من بلدة الجميجمة في جنوب لبنان، الذي ارتقى شهيدا على طريق القدس”.

وبذلك ترتفع حصيلة شهداء حزب الله إلى 78 منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

في غضون ذلك، وبعد وصول المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين إلى إسرائيل لاجراء محادثات مع مسؤولين لمنع اندلاع حرب مع لبنان، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن في رسالة إلى الرئيس ميقاتي “أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع لبنان ومع الشركاء في منطقة الشرق الأوسط بشكل وثيق للحفاظ على السلام ومنع توسع رقعة الصراع”. وقال بايدن في برقية وجّهها إلى رئيس الحكومة بمناسبة عيد الاستقلال: “من خلال التزامنا المشترك بالاستقرار والازدهار في المنطقة، تتسم العلاقة الطويلة الأمد بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية بأهمية بالغة لناحية بناء مستقبل أفضل لشعبينا ولجميع الشعوب حول العالم”.

من ناحيته، اعتبر نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم أنه “ما دام العدوان على قطاع غزة مستمراً فاحتمال تدحرج الحرب قائم وكل الاحتمالات رهن تطورات الميدان”، وأشار إلى “ان حزب الله جزء لا يتجزأ من هذه المقاومة على طريق فلسطين، والكيان الصهيوني سينكسر ومن معه وسنرى ذلك قريباً”. وختم: “لدى حزب الله معلومات من غزة أن المقاومة الفلسطينية قادرة على الصمود لفترة طويلةٍ من الزمن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية