مارين لوبان…«علي وعلى والدي»: زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا تقلب الطاولة على والدها وتقرر طرده من الحزب

حجم الخط
5

باريس -«القدس العربي»: قررت مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية المتطرف في فرنسا إحالة والدها مؤسس الحزب ورئيسه الشرفي جان ماري لوبان على المجلس التأديبي لحزبها عقابا على إدلائه بتصريحات متتالية عرضتها للحرج، فيـمــا حرك القضاء الفرنسي مسطرة المتابعة في حق أحد مساعديها المقربين بتهمة التمويل غير المشروع للحزب.
ودخل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في أخطر أزمة في تاريخه منذ تأسيسه عام 1972 حينما طاف على سطح الأحداث السياسية في فرنسا فجأة نزاع وتلاسن بين لوبان الإبنة ولوبان الأب على خلفية تصريحات نارية صادرة عن هذا الأخير تجاه اليهود والمهاجرين جعلت زعيمة الحزب مارين لوبان تشعر بالحرج وهي التي تحاول إبعاد صفتي «العنصرية» و»معاداة السامية» عن حزبها في محاولة لجلب أكبر عدد من الأصوات في الاستحقاقات المقبلة التي ستعيشها فرنسا في مقدمتها الإنتخابات الرئاسية التي ستشهدها البلاد عام 2017.
ودعت مارين لوبان عبر القناة التلفزيونية الفرنسية الاولى «تي اف 1» والدها إلى «التصرف بحكمة واستخلاص العبر من البلبلة التي تسبب بها وربما التخلي عن مسؤولياته السياسية، مؤكدة أنها «قررت بدء اجراء تأديبي» ضد والدها الرئيس الشرفي للحزب ومؤسسه التاريخي، مبررة ذلك بأن «ما من أحد سيفهم ان داخل الجبهة الوطنية شخصيات يمكنها التعبير عن فكرة شخصية ومخالفة لموقف» الحزب.
وأوضحت انه «سيتم استدعاء جان ماري لوبان أمام المكتب التنفيذي بوصفه هيئة تأديبية» مضيفة «أشعر بالحزن بوصفي ابنة وناشطة (سياسية) أمام النزاع القاسي الذي أواجه فيه جان ماري لوبان» ولكنها اعتبرت ذلك بسيطا مقارنة مع «معاناة الفرنسيين».
وكانت مارين لوبان، منعت والدها من الترشح لرئاسة مجلس إقليمي بعد فوزه بمقعد في انتخابات مجالس الأقاليم الأخيرة بعد ادلائه بتصريحات عن غرف الغاز النازية.
وقرر المكتب التنفيذي لحزب الجبهة الوطنية المتطرف تحديد موعد الـ 17 نيسان/أبريل الجاري من أجل استنطاق جان ماري تمهيدا لإصدار قرار يقضي بفصله من الحزب، بينما أعلن هذا الأخير أن لديه الكثير ليقوله للمجلس وأنه سيدافع عن نفسه حتى الرمق الأخير على حد تعبيره، معتبرا فكرة مغادرته الحزب «جنونا مطبقا» كما حذر ابنته مارين من «خطر انهيار» الجبهة الوطنية.
واتهم مؤسس حزب الجبهة الوطنية الفرنسي اليمني المتطرف ابنته مارين، زعيمة الحزب الحالية، بالخضوع للنظام و»تفتيت» حزبها، معلقا على قرار مثوله، أمام المكتب التنفيذي للحزب للخضوع كإجراء تأديبي : «لا أفهم أسباب تصرفها، السيدة لوبان تفتت حزبها»، كما أكد أنه سيمثل أمام المكتب التنفيذي بنية الدفاع عن نفسه «وربما الهجوم».
وتحولت الخطابات والتلاسن عبر وسائل الإعلام بين لوبان الأب والإبنة إلى مادة دسمة في وسائل الإعلام خاصة استخدامهما مصطلحات رسمية في مخاطبة بعضهما البعض حيث يخاطب جان ماري بوبان ابنته بـ «السيدة « لوبان بينما ترد الأخيرة بمناداة والدها بـ «السيد» لوبان.
وتخشى مارين لوبان حدوث انشقاق في الحزب الذي تتزعمه بسبب تمتع والدها بشعبية كبيرة داخله، وفي ظل وجود أصوات ترفض إقصاء لوبان الأب من الحزب وطرده من هياكله، كما أن النزاع بين الأب والإبنة تسبب في انقسام حتى داخل العائلة بين من يؤيد ماري وجان لوبان، إضافة إلى حدوث تصدع مماثل داخل هياكل الحزب ومؤسساته.
وتحاول مارين لوبان أن تخلص حزبها المناهض للمهاجرين من صورة التنظيم السياسي المعادي للسامية وللأجانب التي عرف بها مع تعزيز اجتذابها للناخبين بالتوازي مع استعدادها لترشيح نفسها في انتخابات الرئاسة الفرنسية المقبلة، بينما تتكهن استطلاعات الرأي في فرنسا أن تتصدر مارين لوبان نتائج الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية المقبلة بالحصول على ما لا يقل عن ثلاثين في المئة من أصوات الناخبين في الجولة الأولى مهما كان المرشح الذي ينافسها بما في ذلك زعيم الحزب اليميني المحافظ نيكولا ساركوزي أو الرئيس الاشتراكي الحالي فرانسوا أولاند.
وشكك جان ماري لوبان مرارا في الرواية التي تقول بتعرض اليهود للمحرقة أيام النازية في المعسكرات الألمانية، وفي أحيان أخرى يكرر رأيه بخصوص غرف الغاز التي كان يعدم فيها النازيون السجناء كانت محض تفصيل ثانوي من تفاصيل الحرب العالمية الثانية.
وكان جان ماري لوبان الأب قد أدين لأكثر من 18 مرة على خلفية تصريحات عنصرية ضد المهاجرين وأيضا لإعلانه أن الاحتلال النازي لفرنسا لم يكن قاسيا بشكل استثنائي، وكذلك لتقليله من مصداقية المحرقة النازية لليهود تارة ونفي وجودها أصلا تارة أخرى، وفي عام 2005 قررت محكمة في باريس أن تصريحاته عن المسلمين في مقابلة مع صحيفة «لوموند» تشكل تحريضًا على الكراهية والعنصرية وغُرم 10 آلاف يورو مع تعويض قدره 5 آلاف يورو. وفي عام 1998 احتج لوبان قائلاً إن المنتخب الفرنسي الذي فاز بكأس العالم لكرة القدم ليس منتخبًا فرنسيًا لأنه يضم العديد من اللاعبين غير البيض.
وتسبب جان ماري في حرج آخر لابنته حينما تسبب في جدل كبير في فرنسا على خلفية تصريحات عنصرية له راهن من خلالها على فيروس إيبولا الفتاك للقضاء على المهاجرين والمسلمين، فحين كان يتحدث في مدينة مارسيليا قبل أن يحضر اجتماعًا انتخابيًا مع ابنته مارين أعلن أن «هناك انفجارا سكانيا في العالم يهدد باغراقه». ثم أضاف «أن المسيو ايبولا قادر على حل المشكلة في غضون ثلاثة اشهر» مشيرا إلى أن وضع الهجرة تفاقم في فرنسا بسبب الحقيقة الماثلة في أن غالبية المهاجرين هم من المسلمين والاسلام «دين هدفه القهر… ويزداد قهراً عندما يشعر بقوته وهم يشعرون بكثرتهم» وتابع أن فرنسا وأوروبا بأسرها عرفت «ظاهرة كارثية هي غزو المهاجرين الذي لا نرى منه إلا البداية اليوم» وقال «إن هذه الهجرة الهائلة تهدد بإحلال حقيقي للسكان إذا لم نصل إلى السلطة بسرعة كافية لانهاء سياسة الانحطاط المتَّبعة منذ عقود».
ووصفت زعيمة حزب الجبهة الوطنيّة الفرنسي اليميني المُتطرّف، ماري لوبان والدها جان «أنه دخَلَ مرحلةً من الانتحار السياسي» وذلكَ على خلفيّة المواقف التي أطلقها في الآونة الأخيرة، مؤكّدةً أنّها تُعارض ترشّحه لرئاسة مجلس إقليم منطقة باكا جنوب فرنسا.
وعندما سألتهُ صحيفة «ريفارول» الأسبوعيّة اليمينيّة عَن رأيه في تنديدات مارين لوبان وأعضاء آخرين في الحزب عن تعليقاته رد قائلاً: «أنت تتعرّض للخيانة من جانب ذويك فقط».
وفي سياق النزاع الذي تزداد ضراوته بين الأب وابنته تعتقد مارين ومساعدوها أن والدها يقوض جهودها لتخليص الحزب المعادي للمهاجرين من صورته المعادية للسامية وتوسيع شعبيتها بين الناخبين بينما تستعد لخوض انتخابات الرئاسة لعام 2017.
من ناحية أخرى تواجه ماري لوبان، زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية الفرنسية المتطرفة، دعوى قضائية بتهمة التلاعب المالي بقيمة ملايين اليوروهات المحصلة من دافعي الضرائب الأوروبيين، وإساءة استخدام أموال البرلمان الأوروبي.
وتصف السياسية، المتهم حزبها بخرق قوانين الإنفاق الخاصة بالموظفين، هذه الخطوة، التي يقف وراءها برلمان الاتحاد الأوروبي بـ»التلاعب السياسي»، وتهدد برفع دعوى قضائية مواجهة.
وكشفت مجريات التحقيق أن 29 على الأقل من الأشخاص المدرجين بصفة «مساعدين» لأعضاء البرلمان الأوروبي الثلاثة والعشرين المنتمين للجبهة الوطنية، يعملون بشكل حصري في المقر الأساسي للجبهة الواقع بالقرب من باريس، وبالكاد يذهبون إلى بروكسل، أو ستراسبورغ، فيما تنص القوانين المعمول بها على أن المساعدين الذين يتقاضون رواتبهم من البرلمان الأوروبي يجب أن يعملوا مباشرةً على مسائل تتعلق ببرلمان ستراسبورغ، وفق ما جاء في التحقيقات.
وكان رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز قد أرسل كتابا رسمياً إلى المكتب الأوروبي لمكافحة التلاعب حيال حصول بعض التجاوزات المبدئية، مؤكدا في هذا الصدد: «هناك مبالغ طائلة من المال يقوم بدفعها البرلمان الأوروبي، وعلينا أن نستوضح ما إذا كان المتقاضون يؤدون فعلياً مهام المساعدين البرلمانيين، أو أنهم يعملون كمساعدين ومستشارين في المقر الرئيسي لحزب الجبهة الوطنية».
ويوم الجمعة الماضي قرر القضاء الفرنسي متابعة فريديريك شاتيون أحد أهم المساعدين لمارين لوبان وأهم مقربيها بتهمة التمويل المالي غير المشروع للحزب في قضية يذكر فيها اسم لوبان وبعض أعضاء حزبها في البرلمان الأوروبي على علاقة بتمويل الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة التي فاز بها المرشح الاشتراكي أنذاك فـرانســوا أولاند واحتلت فيها مارين لوبان المرتبة الثالثة حينما حازت نحو 17،90 من أصوات الجولة الأولى.

محمد واموسي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    سيكون الاتحاد الأوروبي العدو الأول لهذا الحزب
    فهم لن يسمحوا لحزب عنصري بتولي الحكم بأوروبا
    ولذلك فمهما حصل هذا الحزب من أصوات فلن يحكم أبدا

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول سامح // الامارات:

    * من الآخر : ـ
    * ( لوبان الأب ولوبان الإبنة ) متعصبان وأفكارهما ( متطرفة )
    حيال ( المهاجرين ) الى فرنسا .
    * وخلافات الأب والإبنة ينطبق عليهما المثل العربي :
    ( فخار يكسر بعضه ) .
    * شكرا

  3. يقول صابرينا الجزائرية:

    اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا من بين ايديهم سالمين غانمين….. يقول تعالى: وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين, صدق الله العظيم

  4. يقول سليمان الجزائر:

    أنا لو كنت فرنسي بالإضافة لكوني مسلم لإنتخبت لوبان فأي شخص وطني لا يقبل أن يتم تجنيس ملايين الغرباء المختلفين تماماً عن أهل البلد في ظرف زمن قصير ، نحن العرب لا نقبل حتى بالعمالة المؤقتة فكيف الحال لو يتم إستقدام ملايين الهنود مثلا و تجنيسهم ، بالإضافة أن اليسار هو الذي يشكل الخطر الأكبر على المسلمين في فرنسا فهو من حاول و سيحاول مرة أخرى إدخال البرامج التعليميةالتي تشجع على الشذوذ لو لم تقف في وجهه فريدة بلغول و أسست حملة سحب الأطفال من المدارس ، بالإضافة إلى زواج المثليين و إلغاء كلمتي أب و أم و إستبدالهما بكلمة ولي رقم واحد و ولي رقم إثنين ، أما الخلاف الحاصل بين لوبان الأب و إبنته فهو طبيعي نتيجة الإختلاف العميق بينهما ، فالآب هو فقط معارض للهجرة مهما كان جنس المهاجريين بالإضافة لمعارضته التأثير الكبير لليهود في البلاد أما إبنته فلديها كره عميق للمسلمين حتى ولو لم يكونوا مهاجرين بالإضافة إلى دخولها في الصف مع الأحزاب الأخرى الخاضعة للتأثير اليهودي ، و لكن مع هذا فإن خوف المسلمين الفرنسيين من وصول لوبان للحكم غبر مبرر ففرنسا دولة قانون و لا يمكن لأحد وضع الملايين من المواطنين في قوارب بإتجاه الضفة الأخرى

  5. يقول عبد السلام الفاسي- فرنسا:

    صرح جون ماري لوبان يوما للصحافه,انه يقول في العلن مايفكر به السياسيون الفرنسيون من اليسار حتى اليمين في السر ,بمعنى انه لا ينافق.والحقيقة ان الرجل صادق في تعبيره عما يؤمن به حزبه حقيقة من معاداة اليهود والمسلمين والسود وتفوق الجنس الأبيض الذي يمثله على باقي الاجناس يعني نظرية النازيين بعينها.
    هذه الأفكار أرضها لابنته مارين وحفيدته ماريون مارشال لوبان النائبة البرلمانية عن الحزب,
    المشكلة بين لوبان الاب وابنته ليست في الايمان بالافكار بل في الأسلوب للوصول الى الحكم.فاذا كان الاب لا يكترث لكرسي الرئاسة , لذى بقي على طبيعته البوجادية يغنى خارج السرب ,مشاكسا ومعاندا للنظام,اما ابنته فطموحها يصل الى كرسي رئاسة الجمهورية .
    فكان عليها ان تخلع جلباب ابيها وتحارب خصومها السياسين بنفس أسلحتهم ,فغيرت خطابها السياسي ليكون مقبولا عند عامة الشعب واهتمت بمشاكل الطبقة الكادحة وسحبت البساط من تحت أحزاب اليسار وبالتالي استطاعت ان تمحو تلك الصورة النمطية عن حزبها المترسخة في اذهان الفرنسيين,وقد نجحت الا حد ما ,بيد ان تغريدات ابيها العلنية تعيق مسارها

إشترك في قائمتنا البريدية