دمشق – «القدس العربي»: غداة مجزرة مروعة بحق عائلة كاملة، راح ضحيتها 10 قتلى معظمهم من الأطفال، أثناء قطاف الزيتون، أصيبت،أمس الأحد، امرأة وطفل بجروح، نتيجة استهداف قوات النظام بصاروخ موجه سيارة مدنية بريف إدلب، بينما حذرت منظمات حقوقية من مخاطر هجمات النظامين السوري والروسي، التي تواجه المدنيين، وتهدد حياتهم واستقرارهم، وتمنعهم من العمل في مزارعهم وجني محصول الزيتون في مناطق شمال غربي سوريا.
ومنذ بداية العام الحالي، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 1129 هجوماً على مناطق شمال غربي سوريا، من قبل قوات النظامين السوري والروسي والميليشيات التابعة لهم، وانتشلت الفرق خلال هذه الهجمات جثامين 134 مدنياً بينهم 35 طفلاً و20 امرأة، وأنقذت وأسعفت الفرق 595 مدنياً بينهم 188 طفلاً و90 امرأة.
عضو مجلس إدارة منظمة “الخوذ البيضاء”، ندى الراشد، قالت لـ “القدس العربي” إن قوات النظام استهدفت بصاروخ موجه سيارة مدنية في بلدة كتيان شرقي إدلب، الأحد، في أعقاب هجوم مماثل استهدف سيارة بصاروخ موجه أيضاً، ما تسبب بإصابة امرأة وطفل (جدة وحفيدها) بجروح في البلدة نفسها.
وارتكبت قوات النظام، السبت، مجزرة راح ضحيتها 10 قتلى مدنيين بينهم 7 أطفال وامرأة جميعهم من عائلة واحدة، وأصيبت امرأة أخرى، وهم رجل وعائلته وشقيقته وعائلتها، بقصف استهدفهم أثناء عملهم بقطاف الزيتون في مزارع قرية قوقفين جنوبي إدلب.
واعتبرت الراشد أن ما يجري يصب في سياق الحرب التي يشنها النظام السوري على شعبه منذ أكثر من اثني عشر عاماً، لكنها اليوم “حرب من نوع آخر ضد المدنيين وتلاحقهم لمنعهم من جني محاصيلهم الزراعية وتأمين قوت يومهم، حيث تتعمد قوات النظام قصف المدنيين أثناء جني محصول الزيتون خلال هذه الفترة بالذات، بهدف قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين ومنعهم من جني محاصيلهم الزراعية في إطار استهدافها لمقومات الحياة في المناطق الخارجة عن سيطرتها، وضرب الأمن الغذائي في شمال غربي سوريا”.
واستجابت “الخوذ البيضاء” لـ 17 هجوماً من قبل قوات النظام بالصواريخ الموجهة منذ بداية العام الجاري على إدلب والأرياف الملاصقة بها شمال غربي سوريا، نتج عن هذه الهجمات مقتل 5 مدنيين بينهم متطوع في الدفاع المدني السوري، وإصابة 16 مدنياً بينهم طفلان بجروح. وتشن قوات النظام السوري هجمات ممنهجة تستهدف المزارعين بالصواريخ والقذائف، وبصواريخ موجهة، في استمرار لسياسة قتل الحياة، وكل ما يساعد عليها، حيث قتل 10 مدنيين، السبت، بقصف استهدفهم أثناء قطاف الزيتون بريف إدلب، فيما قتل شخص وأصيب 4 آخرون بانفجار مجهول في دراجة نارية بثلاث عجلات على مدخل مدينة الباب شرقي حلب.
ووفقاً لتقرير الدفاع المدني السوري، فقد انتشلت فرق الإنقاذ والإسعاف جثامين بعض القتلى من ضحايا المجزرة في قرية قوقفين وأسعفت المصابة إلى المشفى وسط صعوبة كبيرة في الوصول إليهم بسبب رصد قوات النظام للمنطقة.
واعتبر التقرير أن استهداف قوات النظام للمزارعين ومنعهم من جني محصولهم أو زراعة أراضيهم، مؤشر خطير على ضعف مقومات الأمن الغذائي في شمال غربي سوريا، حيث إن مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية لن يتمكن السكان من جني محصولها أو زراعتها هذا العام، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية، وفقدان عدد كبير من العائلات مصادر دخلها بعد سنوات طويلة من استمرار الحرب، وكارثة الزلزال المدمر.
وأشار إلى أن استمرار قوات النظام باستهداف المدنيين المتعمد بالقذائف والصواريخ الموجهة هو جزء من سياسة نشر الرعب والقتل بين المدنيين، ويشكل خطراً كبيراً على المدنيين ويثبت أن نظام الأسد وروسيا مستمرون في حربهم على السوريين، وأن المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة المنظمات الحقوقية مطالبون بالوقوف بحزم إلى جانب المدنيين وتحمّل مسؤولياتهم ووقف هجمات نظام الأسد على أكثر من 4 ملايين مدني، واتخاذ موقف فعلي رادع يضع حداً لتلك الهجمات، والعمل بشكل فوري لمحاسبة نظام الأسد وروسيا على جرائمهم.
وشهد شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تصعيداً عنيفاً جداً من قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهم على المدنيين في شمال غربي سوريا، حيث استجابت فرق الدفاع المدني لقرابة 300 هجومٍ جويٍ ومدفعي وصاروخي وبالصواريخ الموجهة والأسلحة الحارقة والقنابل العنقودية، وأدت لمقتل 67 مدنياً وإصابة 270 آخرين، في ظل استمرار للأزمة الإنسانية التي تعصف بشمال غربي سوريا بعد كارثة الزلزال المدمر وتفاقم الاوضاع الإنسانية في شمال غربي سوريا على أعتاب السنة الثالثة عشرة لاندلاع الحرب.