خطة “البلوكات” الإسرائيلية لتقسيم غزة تثير مخاوف كبيرة من مجازر دامية وتهجير السكان إلى سيناء

أشرف الهور
حجم الخط
0

غزة- “القدس العربي”:

تثير الخطة الإسرائيلية في قطاع غزة، بعد تجدد القتال وانتهاء الهدن الإنسانية، مخاوف السكان من التعرض لمجازر أكثر دموية من تلك التي وقعت في الأيام السابقة، خاصة بعد تقسم القطاع لمئات “البلوكات” السكنية، لدفع السكان نحو النزوح القسري إلى سيناء المصرية.

خطة البلوكات

ومع بداية انتهاء الهدن الإنسانية صبيحة الجمعة الماضية، نشرت قوات الاحتلال خريطة لقطاع غزة، توزع المناطق السكنية على أساس “البلوك السكني”، ولوحظ أن بعض مدن غزة ودير البلح وخانيونس ورفح، وكذلك القرى والمخيمات التابعة لها، قد قسمت لعدة “بلوكات”.

وضمنيا، طلب جيش الاحتلال من سكان تلك “البلوكات” حفظها، ومعرفة منطقة سكنهم، وكذلك حفظ أرقام المناطق الأخرى “البلوكات”، لمعرفة الطريق الذي يسلكه، والمنطقة التي يلجأ إليها، في حال طلب جيش الاحتلال منهم النزوح القسري، على اعتبار، أن هذا الأمر يحمل تحذيرات للسكان، قبل شن الغارات على غزة، بحسب المزاعم الإسرائيلية.

 

غير أنه لوحظ أن قوات الاحتلال، لجأت إلى تدمير أحياء ومربعات سكنية كاملة، مع عودة عملياتها العسكرية الدامية في غزة، كما حصل في حي الشجاعية، حين استهدفت مربعا سكنيا، يأوي أكثر من 1000 مواطن، فأوقعت مئات الشهداء والجرحى، وكما حصل في مناطق أخرى في وسط القطاع ومدينة خانيونس.

وبالتوازي مع الغارات الدامية، قامت قوات الاحتلال بإلقاء منشورات من الجو على سكان المناطق الشرقية لمدينة خانيونس، تطالب سكانها بالنزوح إلى مدينة رفح.

وتلا ذلك أن نشر جيش الاحتلال تهديدات تطالب سكان بعض “البلوكات” في مدينة غزة والشمال، حسب الخارطة الإسرائيلية، بالتوجه على الفور إلى مناطق أخرى في المدينة، رغم أن تلك المناطق غير آمنة، وعلى أطرافها تتواجد دبابات إسرائيلية، كما طالب أيضا سكان العديد من مناطق مدينة خانيونس، بتركها والتوجه إلى مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع، والتي تحدها من الجهة الجنوبية الحدود الفاصلة عن الأراضي المصرية ومنطقة سيناء.

وجاء في بيان مسجل لجيش الاحتلال موجه إلى سكان أحياء المحطة والكتيبة وحمد والسطر وبني سهيلا ومعا وسكان “البلوكات” من 36 إلى 54، وكذلك سكان “البلوكات” 216 و220 و221 في مدينة خانيونس، أن قواته ستبدأ بـ”استهداف شديد” في مناطق سكنهم لـ”إسقاط حكم حماس”، وطالب متحدث باسم جيش الاحتلال، سكان تلك المناطق بـ”الإخلاء الفوري” والتوجه جنوبا إلى منطقة الفخاري وبعض مناطق رفح.

وخشية من المجازر الدامية، خرج سكان الكثير من مناطق خانيونس جنوبا إلى مدينة رفح، وغربا باتجاه منطقة “المواصي”، وهي إحدى المناطق التي طُلب من سكان غزة النزوح إليها في بداية الحرب.

نزوح جديد

وقال سكان نازحون لـ”القدس العربي”، إنهم خرجوا بأمتعة قليلة إلى تلك المناطق، تاركين منازلهم، وأشاروا إلى أنهم باتوا ليلة السبت وفجر الأحد، في العراء وبلا أغطية كافية تقيهم تدني درجات الحرارة ليلا.

وأشار أبو محمد، أحد الرجال الذين نزحوا هو وأسرته وأسر أشقائه وأقارب وجيران لهم من منطقة مهددة بالقصف الإسرائيلي، أنهم خرجوا أفواجا في مشهد يعيد للأذهان ذكريات اللجوء الأولى خلال نكبة فلسطين 1948.

وأشار إلى أن حجم الدمار والغارات المفاجئة والمجازر التي تقترفها قوات الاحتلال، دفعته وجيرانه ومن معه للخروج بهذه الطريقة، وتحدث عن ليلة صعبة جدا، بكى فيها الأطفال من شدة البرد والجوع.

والمنطقة التي لجأوا إليها هي منطقة زراعية، لا تتواجد فيها أي “مراكز إيواء”، كما لا تتوفر فيها منازل بشكل يكفي عدد النازحين.

كما أجبرت التهديدات الإسرائيلية أسرا على النزوح القسري للمرة الرابعة أو الخامسة، خاصة التي كانت تقطن قبل الحرب مدينة غزة والشمال.

وكتبت الناشطة المعروفة في غزة هبة الهندي على صفحتها في موقع “فيسبوك”: “إيش في.. من مكان لمكان ومن بيت لبيت ومنطقة لمنطقة”، وتابعت: “الذل يلي شفناه والرعب والخوف والتعب مش طبيعي”.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وفي اتصالات خاصة أجراها بصعوبة سكان أطراف خانيونس والمناطق التي هُددت بالترحيل، استفسروا عن طريقة الخروج من مدينة خانيونس إلى مدينة رفح، في ظل الحديث عن استهداف قوات الاحتلال للسالكين على طريق صلاح الدين الواصل بين مدن القطاع.

ولاقى هؤلاء توجيهات من المعلقين بسلوك الطريق الساحلي، على أن يكون ذلك في النهار، في ظل الاستهدافات التي تطال كل متحرك ليلا في غزة.

وعلى موقع “فيسبوك” كتبت الصحفية إسلام الأسطل تستفسر: “حد يفهمنا نمشي وراء تقسيمة البلوكات، ولا الاتصالات والأسطوانات، جد تعبنا بكفي”.

كما كتبت أسماء الوادية، معلقة على خطة الاستهدافات الجديدة: “قسمونا لبلوكات”.

طرد السكان خارج غزة

كما استفسر آخرون ممن وصلتهم خريطة “البلوكات” إن كانوا ضمن المناطق المهددة، لعدم فهمهم تفاصيل تلك الخريطة المتشابكة فيها “البلوكات” والأرقام الخاصة بها.

والخارطة التي نشرها جيش الاحتلال، صغيرة جدا وفيها مئات “البلوكات” التي تقسم قطاع غزة، ومن الصعب معرفة المربع الذي يقطنه الشخص.

وأثارت هذه الخطة العسكرية الإسرائيلية الجديدة المخاوف والتساؤلات عند السكان، من الهدف الذي تريد دولة الاحتلال تمريره، ومن التحذيرات التي تطلب السكان بالرحيل.

كما يخشى السكان كثيرا في هذا الوقت، بأن يكون الهدف من وراء ذلك، هو تقسيم محافظات غزة بشكل كامل، والبدء بدفع السكان في مناطق الجنوب أولا بالتوجه صوب الحدود مع مصر، من أجل إجبارهم تحت النار على النزوح القسري إلى سيناء، لتطبيق الخطة العسكرية التي أعلنت عنها دولة الاحتلال في بداية الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية