لندن- “القدس العربي”:
نشرت مجلة “بوليتيكو” تقريرا أعده مارك سكوت، قال فيه إن الجماعات المناصرة لإسرائيل، تفوقت في الإنفاق على المنشورات في منصات التواصل الاجتماعي من تلك المؤيدة لفلسطين.
وتضم هذه الجماعات لجنة العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية (أيباك) على فيسبوك وإنستغرام، التي أنفقت أموالا أكثر من المؤيدين لفلسطين على تلك المنصات، مع أن الشباب الامريكي بات وبشكل متزايد ناقدا لإسرائيل.
وجاء في التقرير أن هذه الجماعات أنفقت في حربها على غزة ما يقرب من 100 مرة أكثر على الإعلانات عبر منصات التواصل الاجتماعي التابعة لشركة “ميتا” في الشهر الماضي، مقارنة بالمجموعات المتحالفة مع الفلسطينيين والعرب حسب تحليل قامت به المجلة. ويظهر الإنفاق المشترك لأكثر من مليوني دولار على فيسبوك وإنستغرام، مع أنه غير منسق، كيف تحاول الجماعات المؤيدة لإسرائيل تشكيل الرأي العام بين الأمريكيين، وخاصة الأجيال الشابة التي تشكك بشكل متزايد بإسرائيل.
أنفقت “أيباك) على فيسبوك وإنستغرام، أموالا أكثر من المؤيدين لفلسطين، مع أن الشباب الامريكي بات وبشكل متزايد ناقدا لإسرائيل
ونقلت المجلة عن سام جيفريز، مدير منظمة غير ربحية اسمها “هو تاريغت مي” (من يستهدفني؟) والتي تتابع حملات الدعاية السياسية على منصات التواصل الاجتماعي، قوله: “هذا صحيح على الأرض كما هو صحيح في مجال المعلومات”.
ويشير التحليل للصحافة الرقمية، إلى جماعات أنفقت حوالي نصف مليون دولار على منصات ميتا خلال تلك الفترة، وتأتي وسط الدعم من المشرعين الأمريكيين والدوليين الذين يفكرون بوضع شروط على الدعم الإضافي لإسرائيل، حيث قتلت حملتها العسكرية في غزة أكثر من 16000 فلسطيني.
وقامت مجلة بوليتيكو بتحليل مكتبة الإعلانات في “ميتا” أو البيانات المتوفرة على الإنترنت، والتي تشتري منها الجماعات المؤيدة رسائل مدفوعة الأجر على فيسبوك وإنستغرام وبنفس الفترة. وتعتبر الشركة التكنولوجية العملاقة إلى جانب غوغل، واحدة من قلة تكشف عن تفاصيل المبيعات وأرقامها.
وراجعت المجلة الإعلانات التي نُشرت ما بين 2 تشرين الثاني/ نوفمبر، و1 كانون الأول/ ديسمبر، بناء على جماعات المناصرة وولائها لإسرائيل أو القضية الفلسطينية. وتعد منصات ميتا مجتمعة من أضخم مواقع التواصل الاجتماعي استخداما، وتشتري الجماعات دعايات مؤيدة لإسرائيل، بما فيها أيباك ومؤسسة مكافحة معاداة السامية التي أنشأها الملياردير روبرت كرافت.
ووجدت “بوليتيكو” أن حجم ما أنفقته المنظمتان هو 2.2 مليون دولار، وتجاوز تقريبا كل كيان خلال تلك الفترة، باستثناء الموقع الإخباري المحافظ “ديلي واير” وحساباته مع الشركات التابعة لها على “ميتا” والتي أنفقت ما يقرب من 3 ملايين دولار.
وبالمقارنة، وجدت بوليتيكو أن المجموعات الداعمة للفلسطينيين والمسلمين والعرب، أنفقت أقل من 20 ألف دولار في نفس الفترة على الإعلانات. وفي إعلان نشر نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر، بدعم من أيباك، ورد فيه: “أخبر واشنطن.. الآن هو الوقت للوقوف مع إسرائيل”.
أنفقت أيباك ومؤسسة مكافحة معاداة السامية 2.2 مليون دولار على منصات التواصل، مقابل أقل من 20 ألف دولار أنفقتها المجموعات الداعمة للفلسطينيين
واستهدف الإعلان مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي الكبار في العمر، وفي ولايات مثل نيوجيرسي ونيويورك وكاليفورنيا. وقال مارشال ويتمان، المتحدث باسم “أيباك” للمجلة، إن منظمته تستخدم منصات التواصل الاجتماعي لـ”مواجهة المزاعم الكاذبة والتأكد من دقة المعلومات المنشورة عن النزاع”. وكانت اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التشهير أكبر منفق بين الجماعات التي تقف مع الفلسطينيين.
وأنفقت المجموعة 10000 دولار على منصات ميتا في الفترة ما بين 2 تشرين الثاني/نوفمبر و1 كانون الأول/ديسمبر، مع أن معظم رسائلها المدفوعة الأجر لم تذكر النزاع في الشرق الأوسط. وفي رسالة “ساعدنا على حماية حقوق العرب الأمريكيين” التي حظيت بمشاهدات وصلت إلى 50000، كانت معظم المشاهدات من نساء ما بين 25- 54 عاما في كاليفورنيا ونيويورك وتكساس حسب بيانات ميتا. وقال المدير التنفيذي للجنة العربية الأمريكية لمكافحة التشهير، عابد أيوب: “الهدف من إعلاناتنا هو إخبار الناس أننا هنا لحمايتهم” و”يحتاج الأمر كثيرا من المال لتغيير مواقف الناس من الكذب”.
ومنعت “ميتا” حماس من التواجد على منصاتها، وتحذف المحتويات التي تمدح الحركة التي تعتبر إرهابية في الولايات المتحدة وأوروبا. وكتبت ليندا ياكارينو، المديرة التنفيذية لموقع “إكس” في 11 تشرين الأول/ أكتوبر: “لا مكان في إكس لمنظمة إرهابية أو جماعات عنف متطرفة”.
ويتزامن الإنفاق غير المتوازن على الإعلانات، الذي يستهدف العديد منها المستخدمين الأصغر سنا، مع تزايد الشكوك حول إسرائيل بين الشباب الأمريكيين. وأظهر استطلاع أجرته جامعة كويننبياك الشهر الماضي، أن 66% من المشاركين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما قالوا إنهم لا يوافقون على رد فعل إسرائيل على هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، مقارنة بالأمريكيين الأكبر سنا الذين كانوا أكثر دعما لإسرائيل.
وتعتبر منظمة “حقائق من أجل السلام” من أكبر المنظمات المؤيدة لإسرائيل إعلانا في نفس الفترة، وأنفقت 450000 دولار لاستهداف الشبان تحت سن الثلاثين عاما في المدن الكبرى مثل هيوستن وأتلانتا ولوس أنجليس. وتضمنت الرسائل المدفوعة، مواطنا فلسطينيا في إسرائيل يشجب معاملة حماس لمجتمع المثليين، ومقطع فيديو يزعم أنه “بينما يعاني سكان غزة، يقيم قادة حماس في فيلات بقطر”.
وجمعت المجموعة أيضا خلال شهر، أكثر من 18 ألف متابع على “تيك توك”، الذي لا يوفر معلومات بشأن شراء الإعلانات في الولايات المتحدة.
ولم تكشف منظمة “حقائق من أجل السلام” مصادر تمويلها، لكن فيسبوك يذكر هاتفا، يتطابق مع جوش فلاستو، المستشار السابق لحاكم نيويورك السابق أندرو كومو. ولم يرد ممثل المجموعة على مطالب المجلة للتعليق، مع أن مكتب التحقيقات الصحافية كشف عن علاقة فلاستو مع المنظمة. وذكر موقع “سيمافور” عن استئجاره كواجهة حملة إعلانات بـ50 مليون دعمها مليارديرات من هوليوود وول ستريت. وقال جيفريز إن “حقائق من أجل السلام هي أكبر منفق “وهذه أموال كبيرة”.
حصد هاشتاغ “قف مع إسرائيل” على إنستغرام حوالي 264 ألف مشاركة، مقارنة بأكثر من 7 ملايين مشاركة لهاشتاغ “فلسطين الحرة”
وتقول المجلة إن بعض الرسائل مدفوعة الأجر المؤيدة لإسرائيل، تتعارض مع قواعد النشر على وسائل التواصل الاجتماعي. ولم تكشف صفحة فيسبوك تسمى “أعدهم إلى إلى بيوتهم الآن” والتي أنفقت 56 ألف دولار للرسائل حول الرهائن الإسرائيليين في غزة عن مموليها، وفقا لسجلات الشفافية الخاصة بشركة ميتا. ولم تشتر الحكومة الإسرائيلية إعلانات ميتا خلال الفترة، لكن موقع “إكس” أوقف ترويجا مدفوع الأجر لأحد منشوراته في أكتوبر/ تشرين الأول الذي قارن حماس بتنظيم الدولة الإسلامية.
وبحسب المجلة، فقد ردت منصة “تيك توك” في تشرين الثاني/ نوفمبر، على انتقادات النائب الجمهوري عن ولاية ويسكونسن مايك غالاغر، الذي ادعى دون دليل أن المنصة ربما كانت “عملية تأثير خبيثة” تتلاعب بالشباب الأمريكيين عبر “الدعاية المؤيدة لحماس”.
وردت الشركة أن الهاشتاغات المؤيدة للفلسطينيين كانت أكثر شعبية من المؤيدة لإسرائيل عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأشارت إلى موقع إنستغرام، حيث حصد هاشتاغ “قف مع إسرائيل” حوالي 264 ألف مشاركة، مقارنة بأكثر من 7 ملايين مشاركة لهاشتاغ “فلسطين الحرة”. وأضافت المنصة: “كانت المواقف بين الشباب تميل نحو فلسطين قبل وقت طويل منذ وجود تيك توك”.