مع “غياب أبو عبيدة”.. إسرائيل: رغم خسائرنا الكبيرة نتقدم.. وحماس “تتآكل”

حجم الخط
0

 يوسي يهوشع

منذ استؤنفت المناورة البرية، أصبح القتال في معاقل حماس أكثر ضراوة، وتبعاً لذلك زادت إصابة القوات؛ فقد سقط 5 مقاتلين في نهاية الأسبوع، فخسرت إسرائيل 97 من أفضل أبنائها منذ بدء المرحلة البرية. سيرتفع العدد ما استمر القتال بشكله الحالي، أي: مكوث للوحدات القتالية في عمق المنطقة. رغم إعلانات خاضعة من مديري المعركة في المستويين السياسي والعسكري، ثمة افتراض بأنها صيغة ستتغير مع نهاية الشهر الثالث للحرب. الخسائر الكثيرة والقصص التي يتمزق لها القلب، كالمصيبة المزدوجة في عائلة الوزير غادي آيزنكوت، تؤثر على الوعي الإسرائيلي إزاء الحرب. وبالفعل، هناك وزن ثقيل لصور دراماتيكية تبين عشرات مخربي حماس وهم يستسلمون في جباليا، ما يشهد على أن الجهد يعطي ثماره. فمنظمة الإرهاب تتعرض لضربات معنوية قاسية بعد أسابيع من استخدام عاقل لوسائل الإعلام. بالمناسبة، الناطق بلسان المنظمة منقطع الاتصال منذ بضعة أيام. بغيابه، يمكن أن نرى ونسمع هتافات من المواطنين والمواطنات ضد حماس.

مع ذلك، ورغم تصريحات وزير الدفاع ورئيس الأركان عن “بوادر انكسار” لحماس، يقول ضابط كبير إنه من الأصح الحديث عن “بوادر تآكل”. في شمال القطاع مثلاً قتال ضار ضد ثلاث كتائب لحماس لم تنسحب جنوباً. في هذا السياق، خيراً فعل الجيش إذ نشر أمس أشرطة فيديو من ميدان المعركة استهدفت أيضاً أن توصل للجمهور تحدي العمليات الذي تتصدى له القوات المقاتلة ببطولة وبمهنية في إحدى المناطق الأكثر صعوبة، حيث يستعد العدو من فوق الأرض وتحتها من جهة الشمال.

الأنباء الطيبة: حسب مصادر عسكرية، هناك تقدم في العمليات. قريباً، بتقديرها، سيتحقق حسم وستتقدم القوات أغلب الظن إلى مخيمات اللاجئين الوسطى، لتساعد الفرقة 98 في خان يونس. وأمس، سمع مسؤولون كبار في الجيش وهم راضون عن وتيرة تقدم القوات التي صفت نحو 7 آلاف مخرب، حسب التقديرات. الزخم الإيجابي نتيجة واضحة لقوات متفوقة وقيادات متميزة نجحت في الحفاظ على الأهلية والحدة حتى في زمن وقف النار.

لكن ينبغي الانتباه لأحداث إشكالية، كشريط الفيديو الذي يوثق مقاتلاً يحطم أغراضاً في محل تجاري يدمر في جباليا. هذا التوثيق يمس بتفوق إسرائيل الأخلاقي، ويشهد على وهن خطير في الانضباط. هذا ذخر لدعاية العدو ولأغبيائنا في الغرب.

في كل الأحوال، إن النجاح في خان يونس لن يحل مشكلة رفح: نجاح حيوي لأنبوب التهريبات من مصر. لا توجد لحماس في هذه المنطقة قوة مدربة، لكن المصريين يضغطون على إسرائيل كي لا تعمل فيها. والقاهرة لا تغمض عيناً في ضوء إمكانية خروج العملية إلى حيز التنفيذ. صحيفة “الأخبار” اقتبست مصادر ادعت بأن نظام السيسي يفحص طرق مواجهة هجرة الغزيين، إحداها فحص إمكانية موافقة دول أخرى على “استضافة” فلسطينيين يسمح لهم بالخروج عبر “معبر رفح”.

إن الحزام الذي يلتف على رقبة حماس تلمسه قيادة المنظمة والمتحكمين فيها، وإن ما زالت تؤدي مهامها وتحافظ على قدرات إطلاق الصواريخ إلى مركز البلاد. وكما سمح بالنشر الجمعة، أصيب مقاتلون بجروح خطيرة في أثناء عملية لإنقاذ مخطوفين. وقد نفذت العملية عقب معلومات تلقتها القوات، لكن المخطوفين لم يكونوا في المكان.

بعد أن قتل “حزب الله” مواطناً إسرائيلياً الخميس، تصاعد القتال في الحدود الشمالية، لكن ضمن المعادلات التي تقررت في الميدان. وحسب منشورات أجنبية، صفى الجيش الإسرائيلي أربعة نشطاء للمنظمة في الحدود السورية، وبالتوازي هاجم أهدافاً في جنوب لبنان بينها مخازن سلاح. عشرة مخربين على الأقل قتلوا، ثلاثة منهم في “هار دوف” بفضل يقظة المراقبات اللواتي لاحظنهم وتوجيه مُسيرات هاجمتهم من الجو. رد “حزب الله” بالنار وأصاب إسرائيليين. تصريح وزير الدفاع حول بعودة سكان الشمال لبيوتهم حتى دحر قوات الرضوان إلى ما وراء الليطاني، لا تقنع كل رؤساء البلدات. دافيد ازولاي من “المطلة”، تساءل كيف تواصل بنى تحتية في لبنان، بما في ذلك محجر على مسافة 70 متراً شمال بلدته في أداء مهامها في الوقت الذي يواصل الشمال تعطله الجزئي.

إسرائيل تتمسك بعرض الجبهة الشمالية كجهد ثانوي، لكنها تجتهد للعمل في قنوات أخرى: وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، ستصل إلى البلاد في الأيام القادمة لتحث المبادرة الفرنسية – الأمريكية على إزالة تهديد الحرب الشاملة في المنطقة. بين الأفكار التي تجري دراستها: حوافز مالية للبنان، وإبعاد “حزب الله” إلى شمال الليطاني ومفاوضات لترسيم الحدود البرية. مشكوك أن يقبل “حزب الله” ذلك. تلاحظ قيادة المنطقة الشمالية حركة متزايدة للمواطنين اللبنانيين إلى الشمال: يبدو أنهم لا يؤمنون بأن التراشق بين “حزب الله” وإسرائيل، سيبقى على الوتيرة الحالية.

بالتوازي، سجل احتدام في نوايا الحوثيين من اليمن لتنغيص عيش إسرائيل في البحر الأحمر. فالثوار الشيعيون، حلفاء إيران، أعلنوا حصاراً على الملاحة إلى إسرائيل: “إذا لم تتلق غزة الغذاء والدواء، فكل السفن المبحرة إلى الموانئ الإسرائيلية ستصبح هدفاً لنا”. تقول إسرائيل إنه تهديد يطال كل الغرب. على أي حال، مشكوك أن تسمح إسرائيل لنفسها بالعمل في هذه الجبهة وحدها، ولم نعد في مرحلة تترك فيها الأقوال العالية انطباعاً على أحد في المنطقة.

 يديعوت أحرونوت 10/12/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية