الإمارات تنظم قمة تغير المناخ وأزمة دبلوماسية صامتة مع الجزائر والسودان

حجم الخط
0

سعت الإمارات إلى تجنّب الردّ على الانتقادات التي تطال سجلّها الحقوقي، تزامناً واستضافتها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة حول المناخ «كوب 28» أواخر العام.

الدوحة ـ «القدس العربي»: ميز تنظيم قمة المناخ كوب 28 في الإمارات أبرز حدث في الدولة الخليجية التي تسعى لترسيخ حضورها في الساحة الدولية، مع حراك مضاد أثاره نشطاء البيئة حول عدد من القضايا والملفات الحقوقية، والتدابير المعلنة في الحدث. كما طغت الأزمة الدبلوماسية الصامتة التي تواجه أبو ظبي مع عدد من العواصم حيال قضايا مختلفة، وتحديداً الجزائر والسودان.

وفجرت وسائل إعلام رسمية جزائرية «قنبلة» مع نشر ما قالت إنها معلومات حول حملة إعلامية تحاول الوقيعة بين الجزائر ودول الساحل، وذلك في أول هجوم صريح من الإعلام الحكومي في الجزائر، على الإمارات التي تتحدث وسائل الإعلام الجزائرية منذ أشهر عن دور لها يثير قلقا سياسيا وإعلاميا في البلاد.
وجاء في الخبر الذي نشرته العديد من المؤسسات الإعلامية الجزائرية عما قالت إنه نقلا عن مصادر مطلعة أن «الإمارات منحت 15 مليون يورو للمغرب من أجل إطلاق حملة إعلامية وحملات على المنتديات الاجتماعية بهدف ضرب استقرار بلدان الساحل».
وأبرزت أن «هذه الحملة تهدف أيضا إلى نشر الأخبار الكاذبة والدعاية المغرضة بهدف خلق جو مشحون في العلاقات بين الجزائر ودول الساحل». وهذه الميزانية المقدرة بـ15 مليون يورو، سيتم استغلالها لشراء أسهم في بعض وسائل الإعلام في فرنسا وأفريقيا.
وتزامناً مع الأزمة الدبلوماسية الصامتة بين أبو ظبي والجرائر، طلب السودان من 15 دبلوماسياً إماراتياً مغادرة البلاد بعدما اتّهم مسؤول رفيع في الجيش السوداني أبو ظبي بالوقوف إلى جانب قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في مواجهة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
وتظاهر المئات خلال الأسبوعين الماضيين انطلاقاً من مساجد بورتسودان ضدّ الإمارات، مطالبين بطرد سفيرها من السودان بعد أن اتّهم عضو مجلس السيادة ومساعد البرهان الفريق ياسر عطا في 28 تشرين الثاني/نوفمبر علناً أبو ظبي بدعم محمد حمدان دقلو في حربه ضد الجيش.

أحداث غزة وسجل حقوق الإنسان حاضرة على هامش قمة المناخ

سعت الإمارات إلى تجنّب الردّ على الانتقادات التي تطال سجلّها الحقوقي، تزامناً واستضافتها مؤتمر المناخ «كوب 28» أواخر العام. وعقد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة حول المناخ «كوب 28» بين 30 تشرين الثاني/نوفمبر و12 كانون الأول/ديسمبر في دبي في الإمارات، إحدى أكبر الدول المصدّرة للنفط، ما أثار انتقادات ناشطين بيئيين ومدافعين عن حقوق الإنسان. وأفادت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن قطاع الوقود الأحفوري في الإمارات العربية المتحدة يعزز مستويات تلوث الهواء المرتفعة على نحو «مقلق» في ما وصفته بأنه «سر قذر» تحرص السلطات على التكتم عليه.
ونُشر التقرير الذي يحمل عنوان «يمكنك شم النفط في الهواء: الوقود الأحفوري في الإمارات يغذي التلوث السام» في الوقت الذي تستضيف فيه الدولة الخليجية الغنية بالنفط محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ في دبي. وسجلت انتقادات الحرب الإسرائيلية على غزة، على معظم فترات قمة المناخ من جانب زعماء العالم، فضلا عن النشطاء الذين يمكن رؤيتهم من خلال الموقع وهم يرتدون الكوفية.
وفي مطلع 2023 أثارت الإمارات عاصفة بإعلانها أن سلطان أحمد الجابر، المهندس ورجل الأعمال والسياسي، اختارته لرئاسة قمة تسعى إلى التقليل من استخدام الوقود التقليدي في العالم، وهو نفسه الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ويشرف على توسعة كبيرة في إنتاجها للوقود الأحفوري، وهي واحدة من أكثر القضايا التي دارت رحاها في القمة، وقد تكون العامل الرئيسي في تحديد نجاحها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية