غزة ـ «القدس العربي»: حلقت طائرات إسرائيلية بشكل كثيف في أجواء قطاع غزة، وشنت «غارات وهمية»، بينما هاجمت قوات من البحرية زوارق صيد فلسطينية، في وقت عبرت فيه مصادر عسكرية في تل أبيب عن خشيتها من التطور الذي أحدثته حركة حماس على الصواريخ التي ينتجها جناحها المسلح كتائب القسام.
وشاهد سكان مدينة غزة تحليقا مكثفا للطيران الحربي الإسرائيلي النفاث، بشكل مفاجئ، وتحديدا في المناطق القريبة من شاطئ البحر.
وأثارت هذه الطلعات الجوية خشية السكان، خاصة وأن الطلعات تخللها تنفيذ «غارات وهمية». وتعتمد إسرائيل في هجماتها على القطاع بالدرجة الأولى على سلاح الطيران، الذي نفذ في الحرب الأخيرة في الصيف الماضي آلاف الغارات، وأوقع آلاف الشهداء.
إلى ذلك هاجمت البحرية الإسرائيلية قوارب صيد فلسطينية، خلال عملها قبالة بحر مدينة غزة. وقال شهود عيان إنهم سمعوا صوت انفجارات وإطلاق نيران، في المناطق الغربية من المدينة، مصدرها القذائف التي اطلقتها البحرية الإسرائيلية تجاه القوارب الفلسطينية، مع إطلاق نار كثيف من أسلحة ثقيلة.
ولم يبلغ عن وقوع إصابات في الحادث، غير أن الاعتدءات الجديدة أجبرت الكثير من قوارب الصيد للعودة إلى الشاطئ خشية من تعرض الصيادين لخطر الموت.
وفي اعتداء آخر توغلت آليات من قوات الاحتلال لمسافة محدودة شرق مدينتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة، وسط إطلاق نار كثيف على منازل وأراضي المواطنين، وتحليق لطائرات الاستطلاع. وشرعت القوة المتوغلة في عمليات تجريف في الأراضي الزراعية، وعمليات تمشيط واسعة.
وبشكل شبة يومي تشن قوات الاحتلال هجمات على الصيادين، وتحول دون أكمال أعمالهم، وأسفرت بعض الاعتداءات عن استشهاد عدد من الصيادين، وأصابت العشرات، واعتقلت قوات الاحتلال أعدادا أخرى منهم، وصادرت قواربهم.
وتعد هذه الهجمات مخالفة لاتفاق التهدئة الموقع بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، الذي نص على وقف الهجمات المتبادلة.
ويعاني الصيادون الذين يعملون في مساحة صيد محددة وضيقة بسبب الحصار وكذلك المزارعون، من أوضاع مالية صعبة، جراء العراقيل الإسرائيلية.
وفي سياق آخر ذكرت تقارير إسرائيلية أن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أطلقت ثمانية صواريخ دفعة واحدة تجاه البحر، بغرض تجريب مداها. ونقلت تقارير إسرائيلية عن مصادر في الجيش قلقها العميق من التجارب الصاروخية الأخيرة التي أجرتها كتائب القسام، وذكرت المصادر أن وتيرة هذه الصواريخ ازدادت مؤخرا.
وقالت أيضا إن الصواريخ الأخيرة التي رصدت كانت أكثر دقة، وأطول مدى وتستطيع حمل رؤوس متفجرة أكبر مما يتيح لها قدرة تفجيرية أكبر من سابقاتها خلال الحرب. وزعمت أيضا أن إيران لا تزال تزود جناحي حماس والجهاد العسكريين بالسلاح وتعمل على تطوير قدراتهما النوعية، استعدادا للحرب المقبلة. وقالت أيضا أن عمليات حفر وترميم الأنفاق الهجومية لا تزال مستمرة ما يشكل تهديدا لسكان البلدات الجنوبية الوقعة في غلاف غزة.
ومنذ أن انتهت الحرب الأخيرة على قطاع غزة وإسرائيل تزعم بين الحين والآخر أن مقاتلي حماس يجرون تجارب على صواريخ جديدة تجاه البحر، ويحفرون أنفاقا هجومية قرب الحدود. وتقول إن هذه التجارب تأتي في إطار استعدادات حركة حماس لأي حرب أو مواجهة مستقبلية.
وخلال عرض عسكري كبير نهاية العام الماضي بمناسبة ذكرى انطلاقة حماس، أطلقت كتائب القسام طائرة استطلاعية وعرضت صاروخا جديدا من إنتاجها.
وينتج الجناح المسلح لحماس صواريخ متعددة المسافات، ومنها ما يصل إلى 80 كيلو مترا، ويستطيع ضرب مدن تل أبيب والقدس الغربية.
أشرف الهور