طهران: أعلن تنظيم “الدولة” الخميس مسؤوليته عن تفجيرين أسفرا عن مقتل قرابة 100 شخص وإصابة العشرات خلال مناسبة في إيران لإحياء ذكرى قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الذي قُتل في العراق بطائرة مسيرة أمريكية في 2020.
وذكر التنظيم في بيان منشور على القنوات التابعة له على تلغرام أن عضوين فجرا أحزمتهما الناسفة في الحشد الذي كان مجتمعا عند مقبرة بمدينة كرمان في جنوب شرق إيران أمس الأربعاء لإحياء ذكرى وفاة سليماني.
وكانت إيران قد أنحت باللائمة في التفجيرين على “إرهابيين” وتوعدت بالانتقام عقب الهجومين اللذين كانا الأكثر دموية منذ الثورة الإسلامية في 1979. وأسفر الانفجاران أيضا عن إصابة 248 شخصا منهم نساء وأطفال.
وقال محمد مخبر النائب الأول لرئيس الجمهورية للصحافيين في كرمان “سيواجهون انتقاما قويا جدا من جنود سليماني”.
وكان مصدر لم يذكر اسمه قد قال لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن الانفجار الأول في المقبرة في مدينة كرمان، مسقط رأس سليماني، “كان نتيجة عمل انتحاري”.
وذكر المصدر لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية “السبب على الأرجح هو نفسه في الانفجار الثاني”.
وندد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في بيان “بالهجوم الإرهابي الجبان” أمس الأربعاء في كرمان وأرسل تعازيه إلى أسر الضحايا والحكومة الإيرانية.
وأظهر التلفزيون الرسمي احتشاد جموع في عشرات المدن في أنحاء من إيران تضمنت مدينة كرمان وهم يهتفون “الموت لإسرائيل” و”الموت لأمريكا”.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن السلطات الإيرانية دعت إلى احتجاجات حاشدة غدا الجمعة مع تشييع جثامين ضحايا التفجيرين.
ووصف الحرس الثوري الإسلامي الإيراني في بيان هجوم أمس الأربعاء بأنه عمل جبان “استهدف إشاعة انعدام الأمن والسعي للانتقام من حب الأمة العميق وإخلاصها للجمهورية الإسلامية”.
ونفى قائد الحرس الثوري في مدينة كرمان بجنوب شرق البلاد تقارير لوسائل إعلام رسمية أفادت بوقوع إطلاق نار في المدينة اليوم الخميس.
وندد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي “بالجريمة الشنعاء واللا إنسانية”، وتعهد المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي بالانتقام لما حدث في التفجيرين.
تنظيم “الدولة “
أعلن تنظيم “الدولة” في عام 2022 مسؤوليته عن هجوم على مرقد شيعي في إيران أدى إلى مقتل 15 شخصا.
كما تشمل الهجمات السابقة التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها تفجيرين مزدوجين مميتين في عام 2017 استهدفا البرلمان الإيراني وضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني.
وقالت الولايات المتحدة أمس الأربعاء إنها لم تشارك بأي شكل من الأشكال في التفجيرات وليس لديها ما يدعوها للاعتقاد بأن إسرائيل متورطة. وذكرت أن التفجيرات تمثل فيما يبدو “هجوما إرهابيا” من النوع الذي نفذه مقاتلو تنظيم “الدولة”في السابق.
ودأبت طهران على اتهام عدويها اللدودين، إسرائيل والولايات المتحدة، بدعم جماعات مسلحة مناهضة لإيران لتنفيذ هجمات على الجمهورية الإسلامية في الماضي. ونفذ مسلحون من البلوخ وانفصاليون من العرب هجمات في إيران.
وأدى اغتيال الولايات المتحدة لسليماني في الثالث من يناير كانون الثاني 2020 بطائرة مسيرة في مطار بغداد، وانتقام طهران بمهاجمة قاعدتين عسكريتين عراقيتين تستضيفان قوات أمريكية إلى اقتراب الولايات المتحدة وإيران من صراع شامل.
وبصفته القائد الأعلى لفيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، أدار سليماني عمليات سرية في الخارج وكان شخصية رئيسية في حملة إيران طويلة الأمد لطرد القوات الأمريكية من الشرق الأوسط.
ووصلت التوترات بين إيران وإسرائيل إلى جانب حليفتها الولايات المتحدة، إلى مستوى جديد بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة ردا على هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وهاجمت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران سفنا قالت إن لها صلات بإسرائيل عند مدخل البحر الأحمر أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم.
وتعرضت القوات الأمريكية لهجوم من مسلحين متحالفين مع إيران في العراق وسوريا بسبب دعم واشنطن لإسرائيل وردت بضربات جوية انتقامية.
(وكالات)