لندن- “القدس العربي”:
اتجهت مناخات التصعيد بمعناه العسكري على خاصرة الحدود الأردنية السورية إلى “منحنيات غير مسبوقة” بعد ظهر السبت في إطار “تجدد المواجهات الثأرية” بين حرس الحدود الأردني ومن تصفهم سلطات عمان بـ”ميليشيات مسلحة تصر على تهريب المخدرات” ومرتبطة بـ”أطراف إقليمية”.
الاتجاه نحو “تصعيد أكبر وأوسع” في نزيف المخدرات السورية في محيط منطقة السويداء السورية تصاعد مجددا ولا تزال الاشتباكات مستمرة حتى عصر السبت كما يفهم من بيان لمصدر عسكري أردني “وعد” الرأي العام بالمزيد من التفصيلات لاحقا.
ولم تعرف بعد الأسباب الغامضة التي دفعت لرفع قواعد ومساحات الاشتباك بين ميليشيات مسلحة جدا ومصرة على “اختراق” الحدود مع الأردن لكن المشهد اشتعل أمنيا على المناطق الحدودية المتاخمة بعد “غارتين جويتين” نفذتهما طائرات أردنية ضد تجار مخدرات كبار ومدعومين إقليميا في عمق الأراضي السورية.
وشمل ذلك أيضا مواجهات ورقابة ومطاردات على الحدود مع محافظة درعا السورية.
وعصر السبت أكد مصدر عسكري أردني استمرار الاشتباكات المسلحة بين قوات حرس الحدود الأردنية ومجموعات مسلحة كبيرة من المهربين على الحدود الشمالية حتى اللحظة.
وكشف المصدر عن سقوط قتلى وجرحى من المهربين خلال اشتباك حرس الحدود معهم أثناء محاولتهم اجتياز الحدود مع الأردن لإدخال المخدرات موضحا أن الظروف الجوية (الضباب) دفعت المهربين لمحاولة اجتياز الحدود، وتم صدهم وما زالت العملية مستمرة.
ولفت المصدر إلى أنه سيصار لإصدار بيان تفصيلي من القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي وفيه التفاصيل كافة حول الاشتباك المسلح، بعد دحر المهربين.
وفقا للإفصاحات الرسمية تجري منذ الساعة الثانية فجراً من صباح السبت، اشتباكات مسلّحة بين قوات حرس الحدود الأردنية ومجموعات مسلحة كبيرة من المهربين على الحدود الشمالية للأردن ضمن منطقة مسؤولية المنطقة العسكرية الشرقية.
وأسفرت الاشتباكات لغاية الآن عن إصابة وضبط عدد من المهربين وإحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة.
وأكد المصدر أنه يجري الآن طرد المجموعات المسلحة إلى الداخل السوري.
وأوضح المصدر أن الأيام الماضية شهدت ارتفاعاً في عدد هذه العمليات وتحولها من محاولات تسلل وتهريب إلى اشتباكات مسلحة، بهدف اجتياز الحدود وبالقوة من خلال استهداف قوات حرس الحدود.
ويفسر خبراء أردنيون الإصرار من جهة المجموعات السورية إياها بأنه محاولة للاستثمار المفترض في الأحوال الجوية في مناطق وعرة خصوصا فاصلة بين السويداء والبادية الشمالية للأردن.
وبين المصدر أن هذه الاشتباكات مستمرة حتى اللحظة وأن القوات المسلحة تتابع تحركات هذه المجموعات وما تهدف إليه من محاولات لزعزعة الأمن الوطني وستقوم بكل ما يلزم لردعها وملاحقتها أينما كانت.
ويوحي تعبير “ملاحقتها أينما كانت” بأن جيش الأردن مصر على قواعد اشتباك في العمق السوري بمعنى غارات إن توفرت معلومات ومطاردات وبدون تنسيق مع جيش النظام السوري غير الموجود أصلا في المناطق بالطرف الآخر.
وما لوحظ عموما عدم صدور أي اعتراض رسمي من حكومة دمشق على نطاق العمليات الأردنية الأمنية داخل الأراضي السورية، الأمر الذي يوحي بأن الجانب السوري لديه علم مسبق بأولويات الأردن وترتيباته وهو ما ألمح له أساسا وزير الخارجية أيمن صفدي في لقاء مغلق سابق حضرته “القدس العربي”.