تل أبيب: بدأ الكنيست الإسرائيلي، الاثنين، بإجراءات عزل النائب اليساري “عوفر كاسيف”، بعد توقيعه على عريضة تدعم مقاضاة بلاده في محكمة العدل الدولية في لاهاي، بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية” في غزة، وفق إعلام عبري.
وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية: “جمع رئيس كتلة إسرائيل بيتنا، عضو الكنيست عوديد فورير، اليوم الاثنين، 70 توقيعًا من أعضاء الكنيست، من أجل إقالة النائب عوفر كاسيف من الكنيست الإسرائيلي”.
و”كاسيف” هو نائب عن “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة” ومعروف برفضه للاحتلال الإسرائيلي، وتأييده لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.
كاسيف: إن توقيعي على دعم طلب جنوب إفريقيا، هو من أجل وقف إراقة الدماء والإفراج الفوري عن المختطفين، وبالتالي فإن هذه هي مصلحة إسرائيل الأولى والأهم
وقال “فورير”: “لم يعد بالإمكان سماع كلمات الخيانة التي قالها كاسيف، بينما تصرخ دماء جنودنا ومواطنينا على الأرض”.
وأضاف: “كاسيف، الذي تم استبعاده سابقًا من الترشح للكنيست بعد التماس قدمتُه إلى لجنة الانتخابات، اختار خلال الحرب الانضمام إلى واحدة من أكثر المبادرات تدميرًا لأمن إسرائيل، وبالتالي فإنه يدعم حرب حماس ضد إسرائيل”، وفق المصدر ذاته.
وأشار إلى أنه “على كاسيف أن يجد نفسه بسرعة خارج حدود الكنيست، ومن الأفضل أن يكون خارج حدود إسرائيل أيضا”.
وفي 6 مارس/آذار 2019، قررت اللجنة المركزية للانتخابات، استبعاد “كاسيف” من الترشح، بسبب مواقفه المناهضة للاحتلال، لكن المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية)، رفضت قرار اللجنة، وسمحت له بالترشح، ومن ثم دخول الكنيست.
وإجراءات عزل عضو في الكنيست تتضمن أولا: جمع 70 توقيعا، ثم انعقاد “لجنة الكنيست” وتصويتها بأغلبية 75 في المئة على العزل، ثم تصويت الهيئة العامة للكنيست بأغلبية لا تقل عن 90 عضوا على عملية العزل.
وينص قانون أساس (بمثابة دستور) للكنيست، على أنه “يجوز للكنيست، بأغلبية 90 عضوًا، أن يقرر إنهاء عضوية النائب، إذا قرر أنه يؤيد الكفاح المسلح ضد دولة إسرائيل”.
يجوز للكنيست، بأغلبية 90 عضوًا، أن يقرر إنهاء عضوية النائب، إذا قرر أنه يؤيد الكفاح المسلح ضد دولة إسرائيل
وقال عضو الكنيست كاسيف للصحيفة: “إن توقيعي على دعم طلب جنوب إفريقيا، هو من أجل وقف إراقة الدماء والإفراج الفوري عن المختطفين، وبالتالي فإن هذه هي مصلحة إسرائيل الأولى والأهم”.
وأضاف: “طلب إقالتي لا أساس له من الصحة، لأن الأساس الدائم للإقالة هو دعم الكفاح المسلح ضد إسرائيل، في حين أن العريضة التي وقعتها تسعى إلى وقف الكفاح المسلح، وكذلك ضد إسرائيل بالطبع”.
والأحد، قال “كاسيف”، إن “الحكومة الإسرائيلية وأعضاءها يدعون إلى التطهير العرقي والإبادة الجماعية”.
وتابع في إشارة إلى الحكومة: “إنهم أضروا بالبلاد والشعب، وهم الذين قادوا جنوب إفريقيا إلى اللجوء إلى لاهاي، وليس أنا وأصدقائي”.
كاسيف: إن الحكومة الإسرائيلية وأعضاءها يدعون إلى التطهير العرقي والإبادة الجماعية
وكانت جنوب إفريقيا رفعت مطلع يناير/ كانون الثاني الجاري، دعوى قضائية أمام محكمة “العدل الدولية” الأداة القضائية الرئيسية للأمم المتحدة، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” في قطاع غزة .
ومن المقرر أن تبدأ محكمة العدل الدولية، يومي الخميس والجمعة المقبلين، الاستماع إلى مرافعات إسرائيل وجنوب إفريقيا، في الدعوى على أن تستمر المداولات لاحقا.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الأحد 22 ألفا و835شهيدا و58 ألفا و416 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
(الأناضول)