دمشق– «القدس العربي»: دوت انفجارات ضخمة في قاعدة الشدادي التابعة لقوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا، حيث أطلقت صافرات الإنذار داخل القاعدة بعد هجوم منفصل وصفه مراقبون بـ «التطور الخطير» استهداف قاعدة «هيمو» قرب مدينة القامشلي، عبر قذائف متوسطة المدى أطلقتها ميليشيات المهام التي يقودها الحاج مهدي اللبناني القيادي في «حزب الله»، وجرى ذلك غداة وصول تعزيزات عسكرية ولوجستية إلى القاعدة الأمريكية في مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي كانت قادمة من الحسكة عبر الطريق الشرقي.
مسؤول شبكة أخبار «شرق نيوز» فراس علاوي، قال في اتصال مع «القدس العربي» إن قوات التحالف الدولي أطلقت، مساء الخميس، صافرات الإنذار داخل قاعدتها في الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي، وذلك بعد سماع صوت انفجار داخل القاعدة.
ورجح المتحدث أن تكون مجموعات «المقاومة الإسلامية في العراق» وراء استهداف القاعدة «عبر طائرات مسيرة» وذلك بعد يوم من وصول تعزيزات عسكرية للولايات المتحدة إلى منطقة الشدادي، جنوبي الحسكة.
ودخل، مساء الأربعاء، رتل يضم 14 آلية إلى القاعدة الأمريكية في الشدادي، و6 شاحنات مغطاة بإحكام و4 عربات بانزيرا، إضافة إلى 4 سيارات نوع «بيك آب»، كما ترافق دخول الرتل إلى القاعدة تحليق للطيران المروحي التابعة للقوات الأمريكية في ارتفاع منخفض، وفق مصادر محلية.
تزامن ذلك مع تبني مجموعات «المقاومة الإسلامية في العراق» هجوماً استهدف قاعد «هيمو» التابعة لقوات التحالف الدولي في الحسكة، حيث استهدفت الميليشيات القاعدة الأمريكية التي تعتبر نقطة مهمة للتنسيق وعبور الوفود القادمة من العراق، كما تستخدم قوات التحالف قاعدة «هيمو» مركزاً للتدريب العسكري.
الباحث السياسي المهتم بالمنطقة الشرقية من سوريا سامر الأحمد، أشار في تغريدة له على حسابه الشخصي عبر منصة «أكس» إلى ما وصفه بـ «تطور خطير» خلال الساعات الماضية من خلال استهداف قاعدة التحالف الدولي في هيمو قرب مدينة القامشلي من قبل «المقاومة الإسلامية في العراق».
وقال الأحمد إنه بعد تصاعد التهديدات الإيرانية لقواعد التحالف في الشرق السوري، برز تطور خطير. «وتشير المعلومات الأولية إلى أن هذا الاستهداف جرى عبر قذائف متوسطة المدى غالباً تم إطلاقها من مناطق سيطرة النظام جنوب مدينة القامشلي حيث تنتشر ميليشيات المهام التي يقودها الحاج مهدي اللبناني القيادي في حزب الله».
وتبرز أهمية هذا التطور بسبب «موقع القاعدة القريب جداً من الحدود التركية والمجاور لمطار القامشلي الذي يعد ثاني أكبر قاعدة روسية في سوريا بعد حميميم، كما أنه يجري ضمن منطقة عمليات الجيش التركي الذي كان يستهدف قيادات ومواقع قسد خلال الأيام الماضية».
وأضاف: «النشاط الإيراني في الشرق السوري بدأ بشكل منتظم خلال السنتين الماضيتين بإدارة الحاج مهدي من خلال تشكيل قوات المهام جنوب القامشلي، وكذلك فتح مقرات لمليشيات سرايا الخرساني العراقية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني».
في غضون ذلك، قالت مصادر إعلامية موالية للنظام السوري، إن «قوات سوريا الديمقراطية- قسد» أرسلت بدورها تعزيزات عسكرية من مدينة الشدادي إلى منطقة تل الشاير 45 كم شرقي مدينة الشدادي والقريبة من الحدود السورية – العراقية، وذلك تحضيراً لإطلاق عملية تمشيط من الريف الشرقي لمدينة الشدادي، وصولاً إلى بادية تويمين.
وأضاف المصدر أن «العملية العسكرية التي تريد قسد إطلاقها في الريف الشرقي لمدينة الشدادي قد تكون بالتعاون مع القوات الأمريكية، خاصة بعد تصاعد عمليات الاستهداف التي طالت القاعدة الأمريكية بمدينة الشدادي بالقذائف الصاروخية، خاصة أن غالبية القذائف التي تستهدف القاعدة يرجح إطلاقها من الجهة الشرقية للمدينة وتحديداً القريبة من الحدود العراقية».
وفي 19 كانون الأول/ ديسمبر الفائت، قال مصدر ميداني مقرب من النظام السوري، في اليعربية أقصى شمال شرقي البلاد، إن رتلاً مؤلفاً من 55 آلية بين ناقلات وشاحنات دخل إلى الأراضي السورية عبر معبر الوليد في ريف اليعربية، قادماً من العراق ورافقته آليات عسكرية ترفع العلم الأمريكي، وأشار المصدر إلى أن الرتل توجه من معبر الوليد إلى مطار خراب الجير حيث مقر القاعدة الأمريكية في المنطقة، وأفرغ حمولته داخل المطار.
ووفق آخر إحصائية نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، فإن عدد الاستهدافات التي طالت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق منذ 17 تشرين الأول وصلت إلى 127 استهدافاً، مؤكدة أنه 75 من هذه الاستهدافات في سوريا.
منذ مطلع العام الجديد 2024 استهدفت «المقاومة الإسلامية» القواعد الأمريكية في سوريا 19 مرة بالصواريخ والمسيرات.
ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد نفذت المجموعات المدعومة من إيران 19 هجوماً على القواعد الأمريكية في سوريا منذ مطلع العام الجديد 2024، 16 منها على القواعد بشمال شرق سوريا، و3 على قاعدة التنف عند مثلث الحدود بين سوريا والعراق والأردن.
وتطلق المجموعات المدعومة من إيران و«المقاومة الإسلامية» على تلك الاستهدافات بحملة «الانتقام لغزة» المتواصلة منذ تشرين الأول من العام الفائت.
وكان لمعمل غاز كونيكو النصيب الأكبر من الهجمات، حيث سجل المرصد السوري 6 هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، تليها القاعدة الأمريكية الأكبر في سوريا بحقل العمر النفطي بـ 5 هجمات، تليها قاعدة التنف بـ 3 هجمات، وبهجومين لكل من قاعدة خراب الجير برميلان وقاعدة الشدادي، وهجوم واحد على استراحة وزير بريف الحسكة.