نادية النخلة زوجة رئيس وزراء إسكتلندا في وصف حرب غزة: لأول مرة الإبادة الجماعية أمام أعيننا لا في غرفة الأخبار

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “الغارديان” تقريراً أعدّته ليبي بروكس قالت فيه إن نادية النخلة، زوجة رئيس وزراء إسكتلندا، حمزة يوسف، وعضو المجلس المجلي في داندي عن الحزب الوطني الإسكتلندي، وصفت الوضع في غزة بأنه “إبادة في الوقت الحقيقي”، ودعت لبرنامج توطين مثل ذلك الذي طبق في أوكرانيا.

وأضافت، في تصريحات للصحيفة، أن “برنامج إعادة التوطين، أنقذ حيوات  الكثيرين”، “حتى لا يحبس الناس في الحرب بدون أمل”. وعبّرت النخلة عن رعبها من تراجع التغطية لحرب غزة في الأخبار الوطنية البريطانية، وخاصة وسط موسم الاحتفالات بأعياد الميلاد، ووصفت الحرب الإسرائيلية ضد غزة بأنها “إبادة”، وقالت: “لم تعد على الرادار”، و”هذه أول مرة نرى فيه إبادة جماعية بالمعنى الحقيقي، وليست حتى في الأخبار”.

ناديا النخلة: أشعر أنني مواطنة من الدرجة الثانية في بلدي، لأنه ليس لدي الحق في جلب شقيقي للإقامة في بيتي.. وأستطيع مشاهدة عائلات في الجانب الآخر من الشارع تستضيف عائلات أوكرانية

والنخلة هي طبيبة علاج نفسي، وممثلة عن مجلس داندي المحلي، وهي ناشطة وتدعو بصوت عالٍ لوقف إطلاق النار، وفرض عقوبات دولية  على إسرائيل. ومنذ أن علقت عائلتها في غزة، مع اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر، حيث كانت في زيارة لمدينة دير البلح.

وسمح لوالدتها إليزابيث ووالدها ماجد النخلة بالخروج من معبر رفح مع بقيه المواطنين البريطانيين، وبعد شهر من بداية الحرب.

 لكن نادية النخلة وزوجها حمزة يوسف واصلا مشاركة تفاصيل مروعة، والأثر اليومي على شقيقها وعائلته وجدّتها الكبيرة في السن، العالقين وسط الحرب.

وكشفت النخلة، يوم الخميس، أن تركيا تقدّمت بأسماء أفراد عائلتها الباقين، وعن استعدادها لقبولهم كلاجئين. وذلك بعد حضورها لقاء لزوجات الزعماء في إسطنبول، طالبت المشاركات فيه بوقف إطلاق النار، ورعته السيدة الأولى في تركيا أمينة أردوغان.

لكن اسم شقيقها حذف من القائمة، وتفترض أنه من الحكومة الإسرائيلية، وهذا يعني أن على زوجته وأولاده الأربعة الخروج بدونه. واتخذت العائلة قراراً مؤلماً لترك جدتها البالغة من العمر 92 عاماً، وتحتاج لعناية طوال اليوم والليلة، لأن زوجة شقيقها لا تستطيع العناية بها لوحدها، ولديها أطفال تتراوح أعمارهم ما بين ستة أشهر إلى تسعة أعوام.

ووبّخَ ديفيد كاميرون، في الشهر الماضي، وزير الخارجية يوسف للقائه رجب طيب أردوغان في قمة المناخ بدبي، كوب28، وبدون حضور مسؤول بريطاني.

وقالت النخلة إنها “ممتنة أنهم في أمان”، و”يشكرني شقيقي بشكل مستمر لأنني أنقذت حياتهم”.

وعبّرت عن إحباطها من عدم إمكانية الاختيار لزوجة شقيقها وأولادها، وعدم وجود خطة إعادة توطين، حيث منحت وأولادها إقامة مؤقتة في تركيا، و”أشعر أنني مواطنة من الدرجة الثانية في بلدي، لأنه ليس لدي الحق في جلب شقيقي للإقامة في بيتي”. و”أستطيع مشاهدة عائلات في الجانب الآخر من الشارع تستضيف عائلات أوكرانية، وهذا صحيح. لكنني لا أستطيع استضافة شقيقي، وهذا يزعجني، أدفع الضريبة، وأساهم في المجتمع، ولكن الحكومة، التي يفترض أنها تمثلني، تقوم بعمل بائس”.

وفي عام انتخابي ببريطانيا، تقول النخلة إنه من المهم أن يحكم الناخبون على مواقف وأداء الأحزاب من غزة، و”الحكومة البريطانية لا تهتم بالفلسطينيين، مهما وقفوا في البرلمان وقالوا “حياة الفلسطينيين مهمة”، فهي قاعة صدى للسياسة الخارجية الأمريكية“.

ناديا النخلة: من المهم أن يحكم الناخبون على مواقف وأداء الأحزاب من غزة،.. والحكومة البريطانية لا تهتم بالفلسطينيين، مهما وقفوا في البرلمان وقالوا “حياة الفلسطينيين مهمة”، فهي قاعة صدى للسياسة الخارجية الأمريكية

وبالنسبة لحزب العمال، علّقت قائلة إنها شعرت بـ “التشوش” لعدم مطالبة حزب يقوده محام في حقوق الإنسان، كير ستارمر بوقف إطلاق النار: “أفهم أنه يائس لكي يصبح رئيس الوزراء المقبل، لكن هذه هي نقاط مهمة في السياسة، ويجب عليك اتخاذ قرار، وعلى أي جانب من التاريخ ستقف”.

وكفلسطينية إسكتلندية بمنبر للحديث تقول إنها تعاني نفسياً: “ففي كل مرة أتحدث فيها بمناسبة أو مسيرة، لم تعد هناك كرامة لي ولعائلتي، وأحاول مخلصة المناشدة لحماية عائلتي وشعبي من القتل، وهذا لا يعطيك شعوراً بالكرامة”.

ولا يزال والداها يعانيان من صدمة الأيام الأولى للحرب، حيث سافرا إلى تركيا لمساعدة زوجة شقيقها وعائلته هناك، و”عندما كانت والدتي هناك، شعرت أنه لو عرف العالم بما يجري لقام بوقفه، وتراقب الآن ما يحدث، وتشعر بالمرارة من أن أحداً لا يساعد”.

وتتابع النخلة التواصل مع شقيقها الذي يعمل طبيباً في غرفة الطوارئ وبظروف خطيرة.  و”لا شيء يمكنني عمله لطمأنته، وطلبت منه تذكر أية من القرآن تقول “إن مع العسر يسراً”، وهم متعبون من الوضع، ولا راحة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية