الدوحة ـ”القدس العربي”:
أكد الدكتور حمد عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، أن الحرب الإسرائيلية على غزة لا تستهدف تدمير المدينة وتجعل حياة سكانها مستحيلة، بل إن العدوان يتعمد تطهير البشر وتاريخهم في نفس الوقت. وشدد المسؤول القطري أن كثيرين يجهلون رمزية هذا العدوان بتعمّده نسف مدينة بكاملها، بعقلية تطهير البشر والتاريخ معا، لأن غزة مدينة تاريخيّة من أعرق المدن.
واعتبر الكواري الذي يحمل درجة نائب رئيس الوزراء في قطر، أن غزة كانت أول مدينة يفتحها المسلمون في عصر الخلافة الراشدة في عام 635، واحتلها الصليبيون عام 1100، حتى استعادها صلاح الدين عام 1187، وأصبحت عاصمة الشام. وأضاف وزير الدولة القطري أن العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة بعد طوفان الأقصى، ما يزال مأساة مستمرة تحت أنظار العالم المتحضّر، وتسبب في وقوع الآلاف من الشهداء الفلسطينيين في أقصر وقت بما لا يقارن بحروب دامت سنوات.
وشدد المسؤول القطري أن خراب العمران لا يساوي شيئا أمام إبادة الإنسان، وهذه إبادة بشرية هائلة ومتواصلة معظمها من الرضع والأطفال والنساء، وهي ستبقى وصمة عار لا على جبين مرتكبيها فحسب وإنما في سجلّ الصامتين على اقترافها اليومي. وقال الكواري إن المدينة التي تتعرض لأبشع عملية تطهير من قبل سلطات الاحتلال، سميت غزة هاشم، لأن فيها قبر هاشم عبد مناف الجد الثاني للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. كما ولد فيها الإمام الشافعي وهو أحد الأئمة الكبار.
وأضاف وزير الدولة القطري أن تدمير هذه المدينة ليس فقط تدميراً للبشر مع ما يحمله من إجرام، ولكنه أيضاً تدمير لتاريخ عريق وذاكرة حبلى بالأمجاد وتراث لحضارات مهمة. وجاء التصريح في الصفحة الرسمية للدكتور حمد الكواري على منصة “إكس”، تويتر سابقاً، وهو مرشح قطر السابق لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وخسرها في الجولة الأخيرة من التصويت بسبب دول عربية اصطفت مع المرشحة الفرنسية، وسعت لإفشال وصول أول مرشح عربي لهذا المنصب الرفيع.
وقال الدكتور حمد عبد العزيز الكواري: في غزة المعاصرة عدة جامعات ومعاهد عليا مهمة، تخرج منها الكثير من العلماء والأدباء والمبدعين وتشكل تراثاً للبشرية، كل هذه الجامعات قد دمرت تدميراً مدروساً وشاملاً، فالعدوان الظالم هدفه إطفاء نور العلم في غزّة، قبل همه في تعطيل الكهرباء. ويؤكد أن غزة تواجه عدواناً على روحها التاريخية وتراثها العريق مثلما تواجه دمار مؤسساتها العلمية.
وتساءل الكواري عن اليونسكو المنظمة المسؤولة عن التربية والثقافة والتراث والعلوم مع تخلي المديرة العامة أودري أزولاي عن دورها، ناهيك عن الدول الأعضاء في اليونسكو وبالذات في المجلس التنفيذي الذين حملهم وزير الدولة القطري مسؤولياتهم في مواجهة هذا العدوان على التراث الإنساني وعلى المؤسسات التعليمية.
•"وإنّي لمشتاق إلى أرض غزة
وان خانني بعد التفرق كتماني"
الإمام الشافعيّ•تدمير غزة ليس فقط تدميرا للبشر ولكنه أيضا تدمير لتاريخ عريق وذاكرة حبلى بالأمجاد وتراث لحضارات عظيمة
العدوان الإسرائيلي الوحشي على #غزة بعد #طوفان_الأقصى
المأساة المستمرة تحت أنظار العالم المتحضّر،…— Hamad Al-Kawari (@alkawari4unesco) January 19, 2024