السيتي يريد غوارديولا… لكن لماذا لا يجرب كلوب؟

حجم الخط
0

منذ أعلن المدرب الالماني يورغن كلوب رغبته في الرحيل عن بوروسيا دورتموند، لم تترك الصحافة الرياضية نادياً في أوروبا والا ربطت اسم المدرب الالماني به، لكن ماذا يريد كلوب نفسه؟
في خضم النجاحات التي حققها دورتموند في الأعوام القليلة الماضية بفوزه بالدوري الالماني مرتين متتاليتين ووصوله الى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، فان تصريحات كلوب كانت مختلفة عندما يتحدث الى الصحافة البريطانية، فكان في نبراته محاولات لاستعطاف واستمالة الاعلام الانكليزي، معترفاً بأنه يتعلم اللغة الانكليزية، وكأنه يرسم على مستقبل في البريميرليغ، وهذا ما قد يحصل في الموسم المقبل، لكن من يريده من كبار الدوري الانكليزي؟
بدون أدنى شك فان الظروف ملائمة جداً على علاقة زواج محتملة بين المدرب «العاطفي» ومانشستر سيتي، فالأخير يدرك أن وظيفة مدربه الحالي مانويل بيلغريني أصبحت على المحك، وأن الاعلان عن رحيل المدرب التشيلي تتوقف فقط على ايجاد البديل، ليس المناسب فحسب، بل المحدد بعينه من ضمن قائمة قصيرة جداً من المرشحين، ويبرز على رأسها الاسباني جوسيب غوارديولا، الذي ما زال يملك موسماً آخر في عقده مع بايرن ميونيخ، رغم بعض المؤشرات وتعليقات المحللين التي تدل على امكانية رحيل غوارديولا عن النادي البافاري في نهاية الموسم الجاري ويكون بالتالي السيتي حصل على هدفه الأول، الذي كان أيضاً هدفه الاول قبل تعيين بيلغريني نفسه قبل عامين، لكن حتى اللحظة يظل الحظي به عصياً، لتبرز أهداف أخرى للسيتي، مثل المدرب الارجنتيني دييغو سيميوني، لكنه مدد عقده لتوه مع أتلتيكو مدريد حتى العام 2020، كما ارتبط اسم المدرب الايطالي كارلو أنشيلوتي بالانتقال الى السيتي رغم ان مدرب ريال مدريد لا يتوافق مع نظرة النادي للمدرب الجديد، الذي يجب ان يمتع بحيوية الشباب والافكار الابداعية الجديدة، والامر ذاته ينطبق على مدرب المنتخب الارجنتيني السابق اليخاندرو سابيلا ابن الستين عاماً، الذي أشاع في الايام الاخيرة فكرة انه مطلوب للسيتي، وأنه يفاضل بين قبول عرض السيتي أو عرض ساو باولو البرازيلي، مثلما برز أيضاً فكرة تعيين مدير فرق الشباب في السيتي النجم الفرنسي السابق باتريك فييرا، رغم ان لا تجربة سابقة له في التدريب في الدوري الانكليزي أو أي دوري آخر.
لكن، رغم استبعاد فكرة تعيين كلوب مدرباً للسيتي من كثير من المتابعين، خصوصاً أنهم بنوا الأمر على تعليق سابق لكلوب قال فيه: «لا أحبذ فريقاً يحظى بالكثير من المال لان هذا يجلب المشاكل، وأنا لا أريد هذه المشاكل»، فان كلوب قدم مع دورتموند كل ما تمناه السيتي في فريقه، فكان لديه فريق صغير السن، موهوب، يلعب كرة هجومية ممتعة، وبطاقة وجهد عال، وقليل التكلفة، ومع ذلك قارع كبار القارة وتفوق عليهم، بينهم البايرن نفسه وريال مدريد وأرسنال وغيرهم، وجنى معه العديد من الألقاب، أبرزها الدوري الالماني مرتين والكأس المحلية مرتين، بالاضافة الى تأهيله الى المباراة النهائية لدوري ابطال اوروبا قبل موسمين. وهو بامكانه أن يكون خياراً طويل الأمد لقيادة السيتي، حتى لو أخفق في الموسم الأول أو الثاني لكن ادارة السيتي ستضمن وجود فريق شبيه بما كان عليه دورتموند قبل عامين.
الخيارات الأخرى المتاحة لكلوب في انكلترا محدودة مع الكبار، فلو جاء موسماً أبكر لكان مانشستر يونايتد مهتماً، لكنه اليوم في منتصف مرحلة اعادة البناء مع الهولندي لويس فان خال، والجميع يدرك أن أرسنال لا يملك قرار اقالة آرسين فينغر بل المدرب الفرنسي هو صاحب قرار الرحيل وحده، في حين أن تشلسي وضع خطة طويلة الأمد مع البرتغالي جوزيه مورينيو، في حين أن ليفربول، ورغم بعض الخيبات هذا الموسم الا ان ادارته تؤمن بان بريندان رودجرز هو مستقبل النادي، عدا عن ذلك فسيجد كلوب مهتمين أمثال نيوكاسل، وهو ما يعد خطوة الى الخلف.
أعتقد انه اذا فشل السيتي في استقطاب غوارديولا في نهاية الموسم الحالي، فانه لن يخطئ بتعيين كلوب، وربما قد يتفاجأ بان مدرباً قضى سبع سنوات في كل من ماينز ودورتموند ليس مغموراً مثلما يشيع البعض.
@khaldounElcheik

خلدون الشيخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية