بغداد – «القدس العربي»: حظيت زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى الولايات المتحدة باهتمام حكومتي البلدين والمهتمين بالشأن العراقي لتزامنها مع تصعيد أمني خطير في محافظتي الأنبار وصلاح الدين بعد هجمات مفاجئة لتنظيم «الدولة». وقد أكد المسؤولون الأمريكيون خلال الزيارة ضرورة جعل كل الجماعات المسلحة تحت مظلة الحكومة وخاصة تلك التشكيلات المتهمة بارتكاب بعض عناصرها انتهاكات في المناطق المحررة وضرورة محاسبة المسيئين وأهمية مشاركة أهالي المناطق المحتلة في تحرير محافظاتهم وضرورة استقلالية القرار العراقي. وقد حرص العبادي خلال الزيارة على ايصال عدة رسائل منها إن تنظيم الدولة مازال خصما شرسا يجب استمرار تعاون المجتمع الدولي لمحاربته، وحاجة العراق إلى مزيد من الأسلحة المتطورة. كما أشار إلى إن حكومته تعطي أولوية لاستعادة مدينة بيجي التي توجد بها مصفاة نفطية مهمة ولمحافظة الأنبار حيث يشن تنظيم الدولة هجمات على القوات الحكومية فيها. كاشفا أن المعركة الرئيسية لاستعادة الموصل مقر التنظيم في العراق، لن تحدث إلا بعد شهر رمضان الذي ينتهي في منتصف تموز/يوليو المقبل.
وشهد العراق هذه الأيام معارك كر وفر وتبادل هجمات وسيطرة على مناطق عديدة وخاصة في الأنبار وصلاح الدين التي أظهرت المعارك فيهما غياب التخطيط الواضح والاستراتيجية الوطنية في إدارة المعركة ضد تنظيم «الدولة» حيث انتقد مسؤولون في صلاح الدين توجه القوات العراقية لتحرير الأنبار قبل اتمام تحرير كل محافظة صلاح الدين عقب معركة تكريت، وهو الأمر الذي استغله التنظيم فهاجم مصفى بيجي وسيطر على أجزاء منه. كما عجزت القوات الحكومية والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر عن طرد عناصر التنظيم من الرمادي بل إنه تمكن من السيطرة على بعض مناطق جديدة قرب الرمادي مستغلا عدم تسليح الحكومة للعشائر بأسلحة مناسبة، كما اتهم مسؤولو محافظة الأنبار بعض القادة العسكريين بتسليم الرمادي إلى تنظيم «الدولة» من خلال انسحاب قوات حكومية والحشد الشعبي من المدينة دون ذكر الأسباب.
وكما حصل في تكريت، تكررت في الرمادي ظاهرة تردد قادة الحشد الشعبي في المشاركة في المعارك في الأنبار، فتارة يعلنون المشاركة وتارة ينسحبون لأسباب مختلفة. وأجبرت المخاوف الجدية من سيطرة التنظيم على الرمادي، حكومتها وعشائرها إلى القبول بمشاركة الحشد في معارك الأنبار بعد أن كانت تعترض على ذلك خوفا من تكرار الانتهاكات التي وقعت في تكريت وديالى وغيرها.
وقد أثبتت معارك الرمادي والدجيل وبيجي، إن افتقاد القوات العراقية من جيش وشرطة وحشد وعشائر إلى استراتيجية وطنية تضمن مشاركة الجميع في تحرير العراق، سيجعل من محاربة وطرد التنظيم من العراق مهمة صعبة تتطلب المزيد من الأموال والدماء والوقت، في الوقت الذي أظهر التنظيم قدرا من المطاولة والمناورة حسبما اعترف به العبادي لصحافيين أمريكيين.
وفي الوضع الاقتصادي المعقد للحكومة العراقية، تفجرت أزمة جديدة بعد موافقة مجلس الوزراء على تسعيرة لخدمة الطاقة الكهربائية حيث رفعت الأسعار بشكل كبير لتزيد من الأعباء التي يعاني منها العراقيون. وقد انطلقت حملة رافضة للتسعيرة الجديدة للكهرباء شارك فيها نواب ونشطاء ومجالس محافظات إضافة إلى تحرك واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي طالبت كلها برفض القرار وعدم تنفيذه، ورغم أن اجراءات وزارة الكهرباء لها مبرراتها وهي ترشيد استخدام الطاقة وتغطية العجز في ميزانيتها، ولكن يبدو أن الوزارة لم تقم بجهد كاف لتوعية المواطنين في وقت مناسب قبل البدء في تنفيذ القرار، ولم تعمل على تحسين خدمتها للمواطنين ليستغنوا عن المولدات الخاصة التي تستهلك قدرا غير قليل من أموالهم، كما أن هذه الأزمة استغلها بعض السياسيين كعادتهم للمساومة والمزايدة على حساب الصالح العام.
وفي كل الأحــــوال فإن القرار الجديد سيضــاف إلى قرارات أخرى لفرض الضرائب والحصول على موارد مختــــلفة، لجــــأت إليها الحكومة العراقية لتعويض جزء من العـــجز في ميزانيــتها لهذا العام، ولكنها ستشكل أعباء إضافية على كاهل المواطنين المثقلين أساسا بالمشاكل من كل صوب.
مصطفى العبيدي
المأساة هي للمدنيين المهجرين فلا أحد يفكر بهم وباحتياجاتهم
فقط أوباما الذي قرر مساعدتهم ب 200 مليون دولار
مادامت ماعش باقية – فداعش أيضا باقية – ومأساة اللاجئين كذلك باقية
ولا حول ولا قوة الا بالله
ان الادارة العراقية السابقة وقعت في خطأ جسيم عندما تركت الجيش الامريكي يترك الاراضي العراقية دون استراتيجية وغياب الاهتمام الامني ، وهي تعلم كل العلم ان الوضع الامني كان في وجود الجيش الامريكي يعاني ، ولكن اخف وطأة من الان ، فلم تغطي راسها ولا جسدها ، وتركت في العراء ، حيث لم تستفد من التواجد الامريكي وتبني جيشا قويا ، وامنا منيعا للشدائد ، فاصبحت صيدا سهلا للاختراقات ، والطمع الداعشي المتوحش المسعورـ واصبح كياجوج ومأجوج ، يلتهمون ما يقابلهم بقوة السلاح ، ولا يفكرون في رجال طاعنين السن او نساء ضعاف او اطفال ينتظرون من يرضعهم ويغذيهم ليعيشوا ، ان الحكومة العراقية لم تتعامل مع الظروف والمتغيرات والاحداث التي مرت بها ، وجعلتها عجوز لا تستطيع التوكء على عصا ، فهوت في المشاكل التي اغرقتها ، ولم تعد حتى تنقذ نفسها ، فالزيارة التي قام بها رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى الولايات المتحدة بانها ناجحة ، وهو تحرك في حد ذاته يفتقد لاستراتيجيات تصب في مصلحة البلد ، نعلم ان هذه الزيارة ستأخذ حيزا كبيرا في توفير الاسلحة للذود عن البلد ، ولكن بعد ماذا ؟ بعد ان وقع البلد في لهيب داعش وزمهرير الاختلافات بين الفصائل ، على القادة في العراق ان يلتحموا ويبنوا جيشا وامنا قويا وان يرموا خلافاتهم بعيدا عن المصلحة التي هي اهم مايهم البلد ، وان يطرحوا على امريكا ان يعود الجيش المريكي وجيوش اخرى مع الجيش العراقي دون مكابرة ، ليعود الامن والاستقرار للبلاد ، وليس في هذا خجلا او عيبا رحم الله دولة عرفت قدر قوتها, وذلك لانقاذ البلد من ايدي داعش، فحفظ الله العراق وجميع بلداننا العربية من كل سوء .