التايمز: الأردن بلد آخر تصل إليه تداعيات حرب غزة.. وطهران تختبر المياه

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

تساءل مراسل صحيفة “التايمز” في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، في تقرير أعده من تل أبيب، عن معنى الهجوم بطائرة مسيرة على قاعدة أمريكية في الأردن، قائلا إن الهجوم يعطي صورة أن بلدا آخر تأثر بتداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة.

فالأردن الذي كان على الجبهة الأمامية في النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وعقد معاهدة سلام مع إسرائيل، لا يُسمع اليوم صوته إلا عبر الدبلوماسية. وهو جزء من تحالف غربي في الشرق الأوسط، وشريك قريب، ويعتمد اقتصاده على السعودية ودول الخليج. وظل جيشه على علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث يستخدم البلدان قواعده العسكرية كلما استدعت الحاجة إلى ذلك. وهذا مهم بسبب حدود الأردن مع العراق وسوريا وليس نتيجة الأحداث في إسرائيل.

فالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في كلا البلدين، يساعد نظريا القوات الصديقة على قتال تنظيم الدولة الإسلامية أو ما تبقى منه، لكن الحقيقة هي أن الولايات التحدة تحتفظ بموطئ قدم استراتيجي في دولتين واقعتين تحت الهيمنة الإيرانية. ولهذا السبب كان أول رد فعل من البيت الأبيض أن الهجمات هي من تنفيذ الميليشيات الموالية لإيران.

ووقعت هجمات سابقة، وإن أقل فتكا ضد أهداف أمريكية في العراق وسوريا، والهدف منها دفع القوات الأمريكية على الانسحاب، ولكن الولايات المتحدة ردت بهجمات مماثلة ضد قواعد المليشيات.

وتعتبر المنطقة في شمال الأردن حساسة، فهي جزء مهم من ممر يبدأ في إيران ثم عبر العراق وسوريا إلى لبنان، حيث تنقل طهران من خلاله السلاح والدعم التقني لحزب الله وبرامج الصواريخ التي يملكها.

ومن هنا، فوجود القوات الأمريكية على جانبي الحدود لسوريا والأردن، يهدف لرصد ومراقبة حركة المرور على هذا الطريق. ولو افترضنا أن الهجوم وافقت عليه إيران، فإنه يعتبر تصعيدا، ولكن تحت السيطرة. فقد خيبت إيران وحزب الله، آمال حماس بعدم الانضمام لها في حربها ضد إسرائيل وفتح جبهة أخرى من الشمال، إلا أن حزب الله تبادل إطلاق النار مع إسرائيل، لكنه كان واضحا أنه لا حربا مفتوحة.

وباستهدافها الوجود الأمريكي في المنطقة، تقول إيران إنها تلتزم بدورها في محور المقاومة ضد إسرائيل والولايات المتحدة، بدون أن تفتح حربا شاملة معهما.

والمهم في هذا الأمر، هو رد الأردن. فقد كان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي الأعلى صوتا من بين الدبلوماسيين العرب الذي يمثلون دولا متحالفة مع الغرب، في شجبه للحرب الإسرائيلية ضد غزة. وتعرف إيران هذا لأن مواقف الملك عبد الله الثاني المؤيدة للغرب لا تحظى بشعبية بين مواطنيه ونصفهم من أصول فلسطينية.

وتريد الجمهورية الإسلامية على ما يبدو توجيه السؤال لرعايا الملك وإعادة التفكير بالجانب الذين يريدون من بلدهم دعمه، لو توسع النزاع في الشرق الأوسط وتعمق، وفق قول الكاتب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية