القاهرة ـ «القدس العربي»: رد أحمد الصاوي، رئيس تحرير مجلة «الأزهر»، على الحملة التي شنها إعلام الاحتلال الإسرائيلي، على شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، متهماً إياه بتدريس مناهج تحض على الكراهية، وأنه على اتصال بحركة «حماس».
وقال لـ«القدس العربي» إن الحملة التي يشنها الاحتلال على شيخ الأزهر، تعود لموقف الأزهر في الدعم المطلق لحق الشعب الفلسطيني في الخريطة والاستقلال على أرضه.
وأضاف أن دعم الأزهر للشعب الفلسطيني، شرف لا ينكره الأزهريون.
ورد على مزاعم الاحتلال أن مناهج الأزهر تحض على الكراهية، قال، إن مقاومة الاحتلال حق تكفله المواثيق والقوانين الدولية، ويحكى عنه تاريخ الشعوب الحرة.
وزاد: «كل أبطال التحرر الوطني في العالم اتهمتهم قوى الاستعمار بالإرهاب، فذهب الاحتلال وبقيت سيرة الأبطال».
وواصل: «مناهج الأزهر تُعلِّم طلابه الوقوف إلى جانب الحق والعدل، ومد اليد بالسلام لغير المعتدين والمنتهكين لمبادئ الدين والإنسانية والقانون، ومكافحة المناهج الأزهرية للتطرف بكل أشكاله تفرض عليها التصدي للتطرف الصهيوني العنصري الذي نرى بشاعته وجرائمه على الهواء مباشرة».
نبذ العنصرية
وتابع: «كل المتطرفين من كل الأديان والأفكار والأيديولوجيات يُعادون الأزهر، لبحثه عن أخوة إنسانية قائمة على الندية والمساواة والعدل ونبذ العنصرية».
وعن اتهام الأزهر بالتحريض على اليهودية، قال: «الكيان الصهيوني ليس متحدثاً باسم اليهودية، والأحرار من يهود العالم يصرخون يومياً ضد مجازره بحق الأطفال الأبرياء».
وزاد: «طلاب الأزهر يتعلمون أن اليهودية رسالة سماوية والتوراة مع الإنجيل هدى ونور. ولا خصومة مع اليهود غير المشاركين في اعتداءات على حياة العرب والمسلمين ومقدساتهم».
وختم: «الأزهر يشجع السلام القائم على العدل والاحترام والوفاء بالحقوق التي لا تقبل المساس بذرَّة من تراب الأوطان أو المقدسات».
وقالت القناة الـ 12 الإسرائيلية، في تقرير لها أن مؤسسة الأزهر في مصر تدير نظاما تعليميا فيه حوالي مليونا طالب يدرسون ويقودون خطا متشددا ضد إسرائيل.
وأضافت: يتم تعليم 1.8 مليون طالب على كراهية اليهود بالمنظومة التعليمية الأزهرية.
وزادت: «بمرور الوقت، أصبحت الحرب في غزة اختبارا أساسيا لطبيعة العلاقات الإسرائيلية المصرية، التي شهدت العديد من التقلبات منذ التوقيع على اتفاقية السلام عام 1979، وأصبحت العلاقات الآن في مرحلة توتر بل وصلت لأدنى مستوى منذ عقدين، ولكن يكفي أن ننظر إلى كتب المعاهد الأزهرية المصرية لفهم الوضع المتفجر ضد اليهود».
وتناولت القناة، دراسة أجراها للمعهد الدولي للأبحاث والسياسات الإسرائيلي، الذي يبحث ويحلل الكتب المدرسية في العالم.
وذكرت الدراسة، أن نظام التعليم في مؤسسة الأزهر، التي تعتبر مرجعية دينية سنية عريقة ومؤثرة، يتبنى العداء تجاه إسرائيل، وأن الكتب المدرسية تعلن صراحة دعمها للانتفاضة الفلسطينية وضد سياسات إسرائيل في كل ما يتعلق بالفلسطينيين والقدس.
قناة عبرية تهاجم أحمد الطيب: على اتصال بحركة حماس ويرفض التطبيع
وتابعت: كتب الأزهر لا تقدم إسرائيل بالاسم، بل على أنها الكيان الصهيوني، وتوصف فيها القدس أنها مدينة عربية وإسلامية، وتدعو كل المسلمين للنضال من أجل تحرير القدس.
وزادت الدراسة: كتب الأزهر ترفض التطبيع مع إسرائيل، وتجاهلت ذكر اتفاقية السلام الإسرائيلية سلبا أو إيجابا، على الرغم من التوصيف الديني الذي أعطي لها في عهد السادات من قبل علماء الأزهر.
وأضافت: في كتاب الأزهر يتعلم الطلاب أن على المجتمع الدولي أن يعترف بالهوية العربية للقدس، التي هي عاصمة فلسطين الأبدية، وتتجاهل المادة الدراسية أي صلة إسرائيلية أو يهودية بها، ويتعلمون أيضاً أن جميع المسلمين ملزمون بحماية القدس من الكيان الصهيوني الغازي.
وتابعت: تتضمن محتويات مناهج الأزهر دعوة للعرب والمسلمين للوقوف في طليعة النضال ضد إسرائيل والتصريحات المعادية للسامية مثل الصهاينة انحراف عن الطبيعة.
وتابعت: في تصريحاته المتكررة منذ بداية الحرب، أعطى الأزهر مواقف دينية والدعم المعنوي لأعمال حماس وتحريض أتباعها بين الجمهورين الفلسطيني والمصري على المقاومة ضد إسرائيل، وهي تعطي الشرعية وربما تلهم الأعمال الانتقامية، ونظرا للأجواء العامة العدائية، أجلت إسرائيل موظفي سفارتها في القاهرة ورفعت التحذير من السفر إلى مصر إلى أعلى مستوياته.
«من هو شيخ الأزهر؟» كان عنوان إحدى الفقرات في الدراسة، التي أجابت على السؤال: الشيخ أحمد الطيب يتولى رئاسة الجامع والجامعة منذ عام 2010، ويعتبر القوة الدافعة وراء خط الأزهر المتشدد تجاه إسرائيل، وأنه كثيراً ما يردد رسالة مفادها أن كل احتلال ينتهي به الأمر إلى الزوال عاجلاً أم آجلاً، أي أن وجود إسرائيل مؤقت ومحكوم عليه بالانقراض.
وتابعت: الطيب يحافظ على اتصالات منتظمة ومفتوحة مع قادة حماس، على عكس النخبة الدبلوماسية المصرية، التي تجنبت الاتصال المباشر مع الحركة منذ سيطرتها على قطاع غزة.
وزادت: في الرد الأول الذي نشره الأزهر بعد الهجوم الذي شنه مسلحو حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، جاء أنه يحيي بكل فخر جهود المقاومة التي يبذلها الشعب الفلسطيني، كما طالب الأزهر بتقوية أيادي الشعب الفلسطيني الأبي الذي نفخ فينا الروح والإيمان وأعاد إلينا الحياة.
نتألم من المجازر ضدكم
وبعد أيام قليلة، تحدث الطيب مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الذي سعى إلى حشد نفوذه لوقف الحرب في غزة. ورد الطيب: «قلوبنا معكم. نتألم من المجازر ضدكم».
يذكر أن الأزهر تبنى دعوة حكام العرب والمسلمين إلى دعم قطاع غزة، كما نظم حملة لجمع مساعدات إغاثية للقطاع.
وكان شيخ الأزهر، أهاب بحكومات الدول العربية والإسلامية بأن يسارعوا لمد يد العون لإخوانهم في فلسطين، وأن يسخروا إمكاناتهم وثرواتهم ومصادر قوتهم لنصرتهم ودعمهم وكف بطش هذا الكيان المغتصب عنهم.
ووجه الأزهر في بيان التحية للمقاومة وأهل غزة، إذ قال: أنتم تواجهون بأجسادكم النحيلة وصدوركم العارية هذه النيران، يرسلها عليكم جيش إرهابي انتزع الله الرحمة من قلبه، وتجرد من كل معاني الأخلاق والإنسانية، واستباح شتى الجرائم الوحشية؛ من قصف للمستشفيات، وتدمير المساجد والكنائس، وقتل الأطفال والنساء ومراسلي الصحف والمواطنين الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة.
وأعرب شيخ الأزهر عن تقديره لـ«الموقف الرجولي الشجاع والشهم الذي وقفه أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وهو يدعو، غير خائف ولا مجامل، إلى ضرورة وقف العدوان على الضعفاء والمستضعفين في غزة» وشجع موقف كل أحرار العالم الذين لم يلتزموا الصمت، وخرجوا لإدانة هذه المجازر الوحشية التي ترتكب في غزة، وطالب بوقف العدوان الصهيوني ووضع حد لقتل الأطفال والأبرياء.