لندن- “القدس العربي”: في تصريحات صدرت أمس الثلاثاء، قدّم هرتسي هاليفي، رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، اعتذاره بشأن إجراء تمرين تدريبي تخيّلي يحاكي سيناريو اختطاف فلسطينيين على يد مستوطنين، واصفاً إياه بالخطأ غير المقبول. كما توجّهَ بالاعتذار لـ “المتضررين جراء التمرين”.
وكانت تدريبات مشتركة بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك (الأمن الداخلي) قد أثارت جدلاً، بعد أن أعرب قادة المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة عن غضبهم، بالإضافة إلى انتقادات من بعض وزراء حكومة بنيامين نتانياهو، وفقاً لما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة، فإن قيادة الجيش الإسرائيلي نفّذت، الإثنين، وبالتعاون مع مسؤولين في الشاباك “متخصصين في الجرائم القومية”، تدريباً شاملاً يهدف إلى ضمان جاهزية وكفاءة القوات.
وتحاكي التدريبات عملية اختطاف مواطنين فلسطينيين من قبل مستوطنين يهود، على غرار جرائم متكررة يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون في الضفة المحتلة.
وإثر غضب وانتقادات، طالب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الجيش الإسرائيلي بتقديم إجابات وإجراء تحقيق في موضوع المناورة. معتبراً أن “هذا السيناريو الخيالي منفصل عن الواقع، وهو غير مناسب، وغير عادل لمجتمع مستوطنين ثمينين بالكامل، في وقت يقاتل فيه الكثير منهم بضراوة، بل ويموتون دفاعاً عن إسرائيل”، مشدداً على أنه “ليس على استعداد لقبول مثل هذه القسوة تجاه إخوتنا وأخواتنا في يهودا والسامرة (الضفة المحتلة)”.
ومن بين أبرز المنتقدين الغاضبين وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير، الذي قال إن ضباط الجيش أصدروا الأمر بـ “تصوير المستوطنين على أنهم أعداء، والفلسطينيين على أنهم الضحية،.. يعانون من عمى أخلاقي خطير”. وعلّق وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالقول: “من كان مسؤولاً لا يمكنه الاستمرار في القيام بدوره ويكون مسؤولاً عن رعاية حياة وسلامة المستوطنين”.
جيش الاحتلال قال إن “سيناريو الاختطاف هو جزء من تدريب واسع النطاق في الضفة الغربية، كان مجرد واحد من أكثر من 100 سيناريو تمت محاكاتها، وكان من بين أكثر السيناريوهات تطرفاً”.
واعتذر الجيش عن وضع علامات على زي الجنود الذين تظاهروا بأنهم مستوطنون باعتبارهم القوة المعارضة، أثناء التدريب: “وضع علامات على الزي الرسمي هو جزء من الروتين الأمني للتدريبات،.. كان من الخطأ وضع علامة عليها بهذه الكتابة ونحن نعتذر عن ذلك”.
رئيس أركان الجيش قال بدوره: “لقد ارتكبنا خطأ، آسفون على ذلك.. الجيش الإسرائيلي يقاتل في جميع الساحات، وفي يهودا والسامرة (الضفة) تتعامل القوات مع الإرهاب الوحشي في بيئة معقدة، وكان القصد من مناورات الأمس إعداد القوات للتعامل مع مجموعة واسعة من السيناريوهات، بهدف تحسين استعدادها، ومع ذلك، لم يكن ينبغي ممارسة السيناريو المعني، وهذا خطأ. سنحقق ونتعلم، ونحن نأسف لجميع المتضررين”.
وجاء التمرين بعد أيام من فرض الإدارة الأمريكية عقوبات على 4 مستوطنين لمشاركتهم في أعمال عنف ضد فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وتقول منظمات حقوقية إسرائيلية إن عنف المستوطنين بالضفة الغربية ازداد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وتصاعد بوتيرة ملحوظة أواخر عام 2023، وبحماية من القوات الإسرائيلية، وخاصة على وقع حرب مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ولعلّ أبرز حدث في هذا الإطار، هو إقدام مستوطنين في يوليو/تموز 2015، على إضرام النار في منزل عائلة دوابشة في بلدة دوما شمال الضفة الغربية، ما أدى الى استشهاد سعد وريهام دوابشة ورضيعهما علي، وإصابة ابنهما أحمد بجروح خطيرة.
(وكالات)