إغلاق الأونروا.. مؤامرة إسرائيلية للرقص على دماء الأطفال.. وشكيد: “فرصة تاريخية”

حجم الخط
0

الويل لليمين الإسرائيلي. انقضت حكومة إسرائيل على الأونروا بعد أن تبين أن بعضاً من موظفيها كانوا من رجال حماس الذين ساعدوا في إطلاق الصواريخ وشاركوا في المذبحة، وطلبت وقف عملها في القطاع. وأفيد الثلاثاء بأن وفداً إسرائيلياً ضغط على مسؤولين في الولايات المتحدة والأمم المتحدة للسماح للأونروا بمواصلة عملها حاليا.

دعونا نفهم الحكاية: بعد حرب الاستقلال، قررت الأمم المتحدة تشكيل وكالة تعنى بنحو 750 ألف لاجئ في 1948. وهي (الأونروا) اليوم تعنى بنحو 6 ملايين نسمة، مع ميزانية نحو 1.3 مليار دولار. فإلى جانب المساعدات الإنسانية، منعت الإغاثة الأولية بعد حرب الاستقلال عودة جماعية إلى القرى والمدن التي طردوا منها، فيما لم يكن الجيش الإسرائيلي جاهزاً بعد للتصدي لحركة آلاف واسعة من العائدين إلى بيوتهم. منذ ذلك الوقت حتى اليوم، والوكالة تواصل المساعدات الإنسانية، مع نازحي الأيام الستة في المناطق التي احتلت.

عملت الوكالة في غزة حتى حكم حماس. واضح أن رجالها يخضعون لإمرة حماس التي حددت علاقاتها مع إسرائيل بعلاقة حربية. وعند الأخذ بالحسبان طبيعة المنظمة الدينية الإجرامية، بل وفي الحرب، فلا شك أن موظفيها مجندون للحرب ضد إسرائيل، سواء أرادوا ذلك رفضوا. كجزء من “تطهير” غزة من النفوذ الأجنبي قبيل حكم أمني (وبالتأكيد أمني) فإن لحكومة إسرائيل مصلحة في التشهير بالأونروا بوصفها متعاونة مع حماس (وبالفعل، كما أوضح مسبقاً، فإنهم متعاونون). بشكل غريب، تسربت تحقيقات الجيش و”الشاباك” للأمريكيين وفيها أسماء موظفي أونروا المشبوهين بمساعدة حماس (محبو المؤامرات مدعوون للتسلية) فبدأت حملة إسرائيلية لطرد الأونروا. وأوصى ضباط في الجيش الإسرائيلي رئيس الأركان للامتناع عن التشهير بالأونروا. رفض رئيس الأركان قبول توصيتهم، ربما كجزء من الخطة لبناء قوة بديلة تعنى بالسيطرة وبتوزيع المساعدات تخضع لسيطرة إسرائيل.

ميداناً، تعمل كل من الأونروا وحماس الآن على محاولة الحكم، فيما المساعدات جزء من آلية السيطرة. الأمريكيون (الذين يفهمون الأمور) يبكون حتى اليوم على تصفية الصف المتوسط والتنفيذي لجيش صدام حسين. فقد تحول العراق إلى فوضى تسللت عبرها إيران والتي تلاحق اليوم القوات الأمريكية في شرق سوريا وغرب العراق. والنتيجة (جنود أمريكيون يموتون) كما رأينا قبل أسبوع. بما في ذلك رد أمريكي (هو صحيح لحرب انتخابات) على أمل ألا تؤدي إلى ضحايا أمريكيين آخرين.

وعندنا؟ “أمام حكومة إسرائيل فرصة تاريخية لا تعوض لإغلاق وكالة الأونروا لوضع حد لخدعة اللجوء الفلسطيني”، كما كتبت آييلت شكيد، رفع لمستوى عيديت سيلمان، انتظاراً لانطلاق أي إطار يعبئ المجال بين بن غفير وبينيت. فكرة هذه العصبة لإغلاق الأونروا تنبع من الرد على اعتراض قاطع من الشعب والعالم على الترحيل: فطرد الأونروا جزء من أساليب العمل التي تهدف لدفع الفلسطينيين نحو الانهيار الاقتصادي والجسدي والنفسي، كي يخرجوا من هنا حتى بدون ترحيل. فما هو بحق الجحيم ذنب النساء والأطفال الجوعى إذا ما كانت قيادة دينية قومجية متصلبة ووحشية جرتهم إلى وضعية مجنونة. ما هو ذنبنا نحن إذا كانت شكيد تؤدي قيادة دينية متصلبة ووحشية ترقص على دم وحليب النساء والأطفال؟

ران أدليست

 معاريف 7/2/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية