ماذا تغير قبل إقصائيات دوري أبطال أوروبا على مدار شهرين؟

عادل منصور
حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: بعد 48 ساعة من الآن، ستعود الحياة إلى أعرق وأمجد بطولات القارة العجوز، بعد سبات شتوي امتد لأكثر من شهرين، تلك الفترة التي عادة ما تتبدل فيها الأوضاع، ما بين أندية تفقد زخم البدايات العنترية وما تُعرف بمفاجآت دور المجموعات المدوية، وأخرى تبدأ في التكشير عن أنيابها وإظهار وجهها الحقيقي، وفي رواية أخرى، تظهر الفوارق الجوهرية بين الجبابرة وعمالقة القارة الذين يدخلون مراحل خروج المغلوب بنسخة مغايرة تماما لما كانوا عليها في بداية الموسم، وبين نظرائهم الأقل خبرة وتمرس على هكذا مواعيد، ما يجعل الكثير من النقاد وخبراء اللعبة، يفضلون عادة إرجاء تحليل قرعة دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا في منتصف ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، حتى يكتمل المشهد وتتضح الأمور مع بدء العد التنازلي للمعارك الفاصلة والحاسمة في الموسم، بداية من منتصف شهر الحب الحالي وحتى نهاية ابريل/ نيسان الحاسم، والآن ومع اقتراب ضربة بداية مواجهات دور الـ16 لدوري الأبطال، دعونا نستعرض ونناقش معا في موضوعنا الأسبوعي أبرز الاختلافات وما تغير سواء داخل صفوف الفرق أو وراء الكواليس منذ توقف البطولة نهاية العام الماضي وحتى وقت كتابة هذه الكلمات قبل يومين فقط من افتتاح مباريات خروج المغلوب.

نزهة خادعة

نظريا، يمكن القول إن مانشستر سيتي سيكون على موعد مع نزهة في المتناول، حين يزور الأصلع الكتالوني بيب غوارديولا وعصابته ملعب «باركن ستاديون»، لمواجهة صاحب الأرض كوبنهاغن الدنماركي، في افتتاح مواجهات الجولة الأولى لذهاب الدور ثمن النهائي للكأس ذات الأذنين، لكن على أرض الواقع، يعرف فيلسوف القرن أن مهمة الإعصار السماوي لن تكون بهذه السهولة التي يراها البعض، صحيح الحديث عن بطل ثلاثية الموسم الماضي والفريق الذي تصدر مجموعته بكل سهولة وأريحية في حملة الدفاع عن لقبه، بجمع العلامة الكاملة في مبارياته الست في المجموعة السابعة التي كانت تضم لايبزيغ الألماني ويانغ بويز السويسري والنجم الأحمر الصربي، وقبل هذا وذاك من رابع المستحيلات طرح فكرة المقارنة بين خبرات وإمكانات بطل البريميرليغ التقليدي في السنوات الماضية وبين خصمه الاسكندينافي، بيد أنه بعيدا عن الدروس والتجارب السابقة، التي علمتنا أنه أحيانا لا تخضع المركولة المجنونة لمعايير المنطق والعقل، فنحن نتحدث عن فريق أقل ما يُقال عنه «منافس محترم»، وبالكاد يعرف طعم الهزيمة على أرضه ووسط جماهيره، فريق فرض نتيجة التعادل الإيجابي على الكبير بايرن ميونيخ في مواجهات الجولة الخامسة لمرحلة المجموعات، وقبلها حقق انتصارا تاريخيا على حساب مانشستر يونايتد، وعلى مرتين تجنب السقوط أمام المان سيتي على المستوى القاري، الأولى بتعادل إيجابي بهدفين للكل في دور الـ32 لكأس الاتحاد الأوروبي في العام 2009، والثانية في الجولة الرابعة لدور المجموعات الموسم الماضي، وانتهت آنذاك بالتعادل السلبي بدون أهداف بعدما أهدر طيب الذكر رياض محرز ركلة جزاء في أول نصف ساعة من الشوط الأول، وهذا يفسر ما قاله المدير الرياضي للسيتي تشيكي بيغرستين في تصريحاته الإعلامية بعد الانتهاء من مراسم القرعة منتصف الشهر قبل الماضي، محذرا من عواقب الاستهانة بالفريق الدنماركي، قائلا: «نعرف الفريق الدنماركي جيدا لأننا لعبنا ضده منذ موسمين، فأجواء ملعب كوبنهاغن صعبة للغاية، إن ما حدث في مباراتنا معهم منذ عامين لا يعني شيئا، فلا يمكن إغفال أن كوبنهاغن تأهل من مجموعة تضم بايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد وغالطة سراي، فهذا يعني الكثير ونقدر مسيرتهم لأن تجاوزهم هذه المجموعة إنجاز كبير».
ويقول موقع الاتحاد الأوروبي في تحليله لطريقة لعب مدرب كوبنهاغن جاكوب نيستروب، إن الفكرة الرئيسية لا ترتكز على وجود أسماء لامعة في الفريق، بل على شهية العمل الجاد والرغبة الحقيقية لتحقيق الانتصارات واكتساب الثقة اللازمة لمقارعة أندية الصفوة في البريميرليغ وأوروبا، كفريق شجاع يلعب كرة قدم أكثر جرأة وانفتاحا من الصورة النمطية المعروفة عن الأندية الصغيرة والكادحة في القارة العجوز، والدليل على ذلك أنهم لم يسجلوا ولو مرة واحدة من ركلة ركنية أو ركلة حرة، لكن الأهداف كلها جاءت من اللعب المفتوح، وتحديدا من سلاحهم المفضل، بإرسال العرضيات المقلوبة من أقصى الزاوية اليسرى إلى القائم البعيد والعكس صحيح، تلك الإستراتيجية التي أغرقوا بها دفاع الشياطين الحمر في 4 مناسبات. ويبقى أهم ما يميز مشروع المدرب الثلاثيني الدنماركي، أن فريقه لا يعرف في قاموسه مصطلح «الهزيمة»، خصوصا في مبارياته القارية في الوطن، واللافت أن الفريق يحقق هذه النجاحات غير المسبوقة منذ الوصول لمراحل خروج المغلوب عام 2011، في الوقت الذي تراجعت فيه إسهامات أسطورته راسموس فالك، الذي دافع عن الشعار في أكثر من 300 مباراة في مختلف المسابقات، لكنه يعاني الأمرين للتكيف على مركزه الجديد، بعد إعادة توظيفه في مركز صانع الألعاب، بدلا من مركزه القديم كمهاجم وهمي أو جناح مهاجم مقلوب، يكفي أنه لم يتمكن من تسجيل أو تقديم ولو تمريرة حاسمة واحدة حتى الآن، ولنا أن نتخيل لو استعاد نسخته الرنانة المعروفة عنه في هذا التوقيت الحاسم بالنسبة لفريقه، بينما حامل لقب البطولة الذي كان يتعامل مع مبارياته في مرحلة المجموعات، على أنها فرصة لإراحة اللاعبين الأساسيين لمعارك السبت والأحد في الدوري الإنكليزي الممتاز، ومع ذلك لم يجد أدنى صعوبة في تحقيق الفوز في كل مبارياته، فكل المؤشرات تظهر أنه الآن أقوى وأكثر تنظيما وتماسكا مما كان في فصل الخريف، ولعلنا نتذكر حالة التخبط التي عاشها فريق بيب غوارديولا بعد صدمة فقدان العقل المدبر كيفن دي بروين ومعه جوكر الدفاع والوسط جون ستونز، وما تبعها من انتكاسات محلية اقترنت بغياب مهندس الوسط رودي، واكتملت بخسارة الوحش النرويجي إيرلينغ براوت هالاند في بداية العام، وتجلى هذا التخبط في سلسلة النتائج السلبية التي تسببت في ابتعاد الفريق عن دائرة المنافسة على لقبه المحلي المفضل في السنوات الماضية، قبل أن ينجح بيب في إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، بعد استعادة كتيبة المصابين في ما يُعرف بفبراير/ شباط الأبيض، الذي كان شاهدا على استكمال صحوة السيتيزينز السنوية. تلك الفترة التي تشهد عادة سلسلة اللا هزيمة والتخلص من العقد والديون القديمة، آخرها كسر عقدته مع ملعب «توتنهام هوتسبر» الجديد، بعد أكثر من 500 دقيقة لعب في هذا الملعب بدون تسجيل ولو هدف يتيم، وحدث ذلك في مواجهة كأس الاتحاد الإنكليزي نهاية الشهر الماضي، ضمن سلسلة الانتصارات الكاسحة المستمرة منذ الهزيمة أمام الحصان الأسود للبريميرليغ هذا الموسم أستون فيلا في الأسبوع الخامس العشر، باستثناء التعادل الإيجابي الوحيد أمام كريستال بالاس قبل السفر إلى السعودية لتحقيق كأس العالم للأندية للمرة الأولى في تاريخه، التي ساهمت بشكل أو آخر في تجديد الدوافع والحوافز لدى اللاعبين، من أجل العودة إلى الطريق الصحيح قبل فوات الآوان، والسؤال الذي يفرض نفسه: هل ينتهي صمود الفريق الدنماركي الشجاع أمام عنفوان مانشستر سيتي بعد عودته للنسخة المخيفة التي رسمها لنفسه في السنوات الماضية كلما بدء العد التنازلي للأسابيع والمواجهات المفصلية في الموسم؟ هذا ما سنعرفه في سهرة الثلاثاء.

فخ مشروب الطاقة

في نفس التوقيت في أمسية افتتاح ذهاب مراحل خروج المغلوب، سيكون ريال مدريد في موقف مشابه للسيتي، عندما يحل ضيفا على ملعب «ريدل بول آرينا» لمواجهة ممثل البوندسليغا لايبزيغ، هي الأخرى تبدو من الوهلة الأولى مواجهة سهلة لنادي القرن الماضي، لكن من يعرف فريق شركة مشروبات الطاقة العالمية، يعرف جيدا أنه واحد من أشرس الأندية الألمانية وأكثرها جرأة وشجاعة أمام كبار أوروبا، كفريق يعرف جيدا كيف يفرض احترامه على الخصوم بأسلوبه الهجومي العصري تحت قيادة المدرب ماركو روزه، الذي سبق له وأن قاد بوروسيا مونشنغلادباخ إلى إقصائيات دوري الأبطال في موسم 2019-2020، ووصافة البوندسليغا مع بوروسيا دورتموند في موسمه الوحيد في «سيغنال أيدونا بارك»، والأهم إنجازه مع فريقه الحالي بالتتويج بكأس ألمانيا للمرة الثانية على التوالي العام الماضي، معتمدا على فريق قوامه الرئيسي من الشباب المتوهج مثل تشافي سيمونز والتوقيع الصيفي لويس أوبيندا، فقط يحتاج أن تنتهي مشاكل صانع السعادة داني أولمو، الذي تلاحقه الإصابات بطريقة لا تصدق في المواسم القليلة الماضية، آخرها تلك الانتكاسة على مستوى الكتف التي تسببت في غيابه عن آخر 3 مباريات في دور المجموعات، ويحتاج أيضا المدرب روزه، أن يتخلص فريقه من إشكالية عدم حفاظ لاعبيه على تركيزهم طيلة الـ90 دقيقة، ذاك الصداع الذي تسبب في عودة الفريق إلى الخلف في الأسابيع القليلة الماضية، كما يبدو في النتائج المخيبة لآمال المشجعين، على غرار السقوط في 3 مباريات على التوالي على يد آينتراخت فرانكفورت وباير ليفركوزن وشتوتغارت، وأمام الأخير بالذات، انحنى الفريق بنتيجة عريضة وصل قوامها لخماسية مذلة مقابل هدفين، على عكس اللوس بلانكوس، الذي يعيش الآن أفضل أوقاته في الموسم، أفضل حتى من الفترة التي تصدر فيها مجموعته الثالثة التي كانت تضم نابولي وسبورتنغ براغا ويونين برلين بالعلامة الكاملة، لعدة أسباب، منها استيعاب الفريق لصدمة كوارث بداية الموسم، بفقدان الثنائي تيبو كورتوا وإيدير ميليتاو لنهاية الموسم، بعد خضوع الاثنين لجراحة في الرباط الصليبي، قبل أن يلحق بهما ديفيد آلابا، لتعرضه لنفس الإصابة القاسية، إلى جانب الاستفاقة الجماعية لرجال كارلو أنشيلوتي المخلصين، في مقدمتهم رودريغو غوس وفينيسوس جونيور، وبالأخص الأخير الذي حرمته الإصابة من المشاركة في نصف مباريات الدور الأول، فضلا عن استمرار توهج المرشح للفوز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام جود بيلينغهام، الذي يثبت من مباراة لأخرى أنه القطعة النادرة التي كان يبحث عنها بعد تأثر الثنائي الأسطوري توني كروس ولوكا مودريتش بأعراض الشيخوخة الكروية.
ولا ننسى نجاح المدرب في خلق حالة من التنافس الإيجابي بين الحارسين لونين وكيبا، انعكست في ثبات مستوى الاثنين عند الحد الأدنى من الأخطاء، بصورة فاقت توقعات أكثر المتفائلين بعد استقبال خبر انتهاء موسم أفضل حارس في العالم في بداية الموسم، وقبل هذا وذاك، التأثير المعنوي الكبير بعد عودة اللاعبين من السعودية بالكأس السوبر المحلية، بعد ضرب عصفورين بحجر في البطولة الرباعية، الأول إذلال العدو التاريخي برشلونة برباعية مقابل هدف في المباراة النهائية، وسبقها إسقاط الغريم العاصمي أتلتيكو مدريد بنتيجة 5-3 في نصف نهائي نفس البطولة، والثاني حصول اللاعبين على دفعة معنوية لا تقدر بثمن، ظهر تأثيرها الفوري في سلسلة الانتصارات التي حققها الفريق في الأسابيع القليلة الماضية، وعلى إثرها استعاد صدارة الليغا من الحصان الأسود هذا الموسم جيرونا. ولولا تعادله الأخير مع كتيبة اللوتشو دييغو سيميوني بهدف لمثله، لتمكن من توسيع الفارق مع أقرب مطارديه على الصدارة لأكثر من 3 نقاط، لكن في كل الأحوال، يبدو واضحا أن الريال شأنه شأن السيتي، في حالة فنية وبدنية أفضل مما كان عليها في فصل الخريف، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه سيعود من معقل بطل كأس ألمانيا بورقة العبور إلى الدور ربع النهائي، أو على أقل تقدير سيضع قدما في ربع النهائي بكل سهولة وأريحية، ولعلنا نتذكر معاناة كريم بنزيمة ورفاقه في ليلة السقوط أمام نفس الفريق بنتيجة 3-2 في الجولة الخامسة لمرحلة المجموعات الموسم الماضي، وقبلها فاز الريال في «سانتياغو بيرنابيو» بثنائية بشق الأنفس، حملت توقيع الثنائي فيدريكو فالفيردي وطيب الذكر ماركو أسينسيو في آخر 10 دقائق من زمن الوقت الأصلي لمباراة الجولة الثانية، فهل سيكون «ريد بول آرينا» شاهدا على ملحمة كروية جديدة خارج التوقعات؟ أم خبرة وشخصية الريال وتمرسه على هكذا مواعيد ستحرم لايبزيغ من طموحه من تجاوز هذه المرحلة التي خاضها 3 مرات من قبل؟ دعونا ننتظر.

صداع مبابي

مساء الأربعاء، ستتوجه الأنظار صوب ملعب «حديقة الأمراء»، لمتابعة صدام باريس سان جيرمان، الذي حجز مقعده الدائم في دور الـ16 للمرة الثانية عشرة على التوالي، أمام مفاجأة دور المجموعات ريال سوسييداد الباسكي، في مباراة كان من الممكن تصنيفها على أنها نزهة لأثرياء عاصمة النور والموضة في السنوات الماضية، قبل أن يأخذ هذا المشروع منحى آخر منذ وصول المدرب الإسباني لويس إنريكي، الذي جاء إلى النادي لوضع حجر أساس الفريق الذي يريده الرئيس ناصر الخليفي ومن خلفه الملايين من عشاق المؤسسة، ببناء فريق قوامه الرئيسي من الشباب والمواهب المتفجرة في عالم كرة القدم، مع وضع حد لما كان يُعرف بعصر الرفاهية ومشاكل الانضباط داخل غرفة خلع الملابس، أبرزها تهرب فئة الميغا ستارز من مباريات الليغ1 السهلة، والصراعات الشخصية بين هؤلاء النجوم، لكن على أرض الواقع، تبدو وكأن الأمور لا تسير على ما يرام، أو على أقل تقدير لم تسر بالطريقة التي أرادها إنريكي لنفسه وفريقه، بالأخص في شخصية الفريق على المستوى القاري، بعد افتكاك بطاقة التأهل للدور ثمن النهائي بمعجزة كروية، بتعادل مثير مع متصدر المجموعة بوروسيا دورتموند، تزامنا مع هزيمة نيوكاسل يونايتد على ملعبه «سانت جيمس بارك» أمام ميلان في اللقاء الختامي للمجموعات، ليخسر فريق جيوش المدينة المركز الثاني وتذكرة اللعب في دور الـ16 بفارق الأهداف فقط عن عملاق الكرة الفرنسية، وكل ما سبق، حدث قبل الهزة التي أحدثها كيليان مبابي مؤخرا داخل النادي، بعد تسريب خبر اتفاقه مع وسطاء ريال مدريد على الذهاب إلى مدينة «فالديبيباس» في فصل الصيف في صفقة انتقال حر، في ما سيكون أشبه بالسلاح ذي الحدين بالنسبة للمدمر الفرنسي، إما أن يكون سببا في انفجاره وقيامه بالدور المطلوب منه في «بي إس جي» بعد رحيل نيمار جونيور وليونيل ميسي الصيف الماضي، وإما يكون سببا في هدم المعبد والمسؤول الأول عن تفكك الفريق والتأثير بشكل سلبي على تركيز اللاعبين، باعتباره حجر الأساس الذي سيرتكز عليه مشروع العقد، ولو أنه من حسن حظ المدرب إنريكي، أن سوسييداد يعيش أتعس أوقاته هذا الموسم، بعد سقوطه في فخ التعادل في آخر 3 مباريات في الليغا وكأس ملك إسبانيا، لكن بطبيعة الحال، إذا استعاد رجال المدرب إيمانول ألغواسيل، الروح القتالية والإيجابية التي كانوا عليها في فصل الخريف، وكانت سببا في انتزاع صدارة المجموعة على حساب وصيف النسخة الماضية الإنتر، فستكون فرصهم قائمة لإحراج العملاق الباريسي، ولم لا استغلال البروباغاندا الحالية حول مستقبل مبابي مع فريقه، ليكون آخر سعداء الحظ بإقصاء باريس سان جيرمان من دور الـ16، كما يحدث في كل مرة يكون فيها الفريق الفرنسي الطرف الأوفر حظا لتجاوز منافسه في هذه المرحلة بالذات في المسابقة.

انتفاضة المدفعجية

كما هو الحال بالنسبة للسيتي والريال، سيذهب آرسنال إلى ملعب «الدراغاو» لمواجهة بطل البرتغال بورتو بمعنويات تلامس عنان السماء، بفضل الانتعاشة الأخيرة، التي أسفرت عن جلوس الفريق على صدارة الدوري الإنكليزي الممتاز، بعد الانتصار الهيتشكوكي على ليفربول في قمة الأسبوع الماضي، الذي أزاح فريق يورغن كلوب من الصدارة، وبالتبعية أعاد لعشاق المدفعجية حلم استعادة اللقب الغائب منذ عقدين من الزمن، كأفضل استعداد قبل مواجهة الخصم البرتغالي العنيد والمتمرس على مواجهة أعتى الفرق الإنكليزية والأوروبية، بما فيهم فريق الغانرز، الذي زار ملعب «الدراغاو» في 3 مناسبات سابقة، تعادل في واحدة بدون أهداف عام 2006 وانحنى مرتين عامي 2008 و2010، لكن في المقابل لم يعرف الفريق اللندني سوى نغمة الانتصارات في مواجهاته المباشرة مع نفس المنافس في ملعب «الإمارات»، بما يمكن وصفه بالاكتساح الكروي، بتسجيل ما مجموعه 11 هدفا في هذه المباريات، بدون أن تهتز الشباك في عاصمة الضباب، آخرها خماسية إياب دور الـ16 نسخة 2010، ولو أن المدرب ميكيل آرتيتا، يعرف أن عملاق الكرة البرتغالية لن يكون لقمة سائغة هذه المرة، في ظل التطور الملموس في أداء الفريق تحت قيادة منافس الأمس في الملاعب سيرجيو كونسيساو، وقائد الدفاع الفريق بيبي، الذي يعول عليه المدرب وعلى خبرته لتحمل ضغط وهجوم المدفعجية، المتوقع أن يكون كاسحا، كما يثيرون الذعر في البريميرليغ في الأسابيع الماضية. وعلى النقيض من آرسنال، سيكون حامل لقب الليغا برشلونة، على موعد مع معركة خارج التوقعات أمام نظيره بطل الدوري الإيطالي نابولي، وذلك ليس لاستفاقة ممثل فقراء الجنوب الإيطالي، بل للحالة المأساوية التي وصل إليها البلو غرانا تحت قيادة المدرب تشافي هيرنانديز، الذي بادر بتقديم استقالته مبكرا، بإعلان انتهاء مهمته مع الفريق بمجرد إطلاق صافرة آخر التزام رسمي للفريق هذا الموسم، وذلك كما يعرف القاصي والداني، لتدهور نتائج وأداء الفريق في الآونة الأخيرة، والتي وصلت لحد السقوط أمام غواصات فياريال بخماسية في قلب الملعب «الأولمبي»، وقبلها الهزيمة الصادمة أمام ريال مدريد في كلاسيكو نهائي الكأس السوبر المحلية، وغيرها من النتائج والعروض المخيبة لآمال المشجعين، لذا ستكون مفاجأة بالنسبة لجمهور البارسا، لو نجح المايسترو وفريقه في العودة من عاصمة البيتزا بنتيجة إيجابية، ريثما يؤمن روبرت ليفاندوسكي ورفاقه بطاقة التأهل بشكل رسمي في إياب مارس/ آذار المقبل. وفي عالم مواز، سيحاول بايرن ميونيخ الاستفراد بمضيفه لاتسيو الإيطالي في ذهاب «الأولمبيكو» المقرر الأربعاء المقبل، بذكريات ما حدث في نفس المرحلة في نسخة 2020-2021، حين نجح العملاق البافاري في هدم الملعب العاصمي فوق رؤوس أصحابه برباعية بأقل مجهود مقابل هدف وحيد، ثم الاكتفاء بانتصار اقتصادي بالصف الثاني في إياب «آليانز آرينا» بهدفين لهدف. فيما ستبقى كل السيناريوهات محتملة في ملحمة وصيف النسخة الماضية الإنتر أمام خصمه الإسباني العنيد أتلتيكو مدريد، المتخصص في لعبة خروج المغلوب تحت قيادة مدربه دييغو سيميوني، وبالمثل سيكون من الصعب التكهن بنتيجة المباراة الأقل متابعة في هذه المرحلة، التي ستجمع آيندهوفن ببوروسيا دورتموند في نفس توقيت الصدام الإيطالي الإسباني العنيف.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية